في الصباح.. إستيقظ بكر وتفحص هاتفه ،
فوجد رسالة من فجر يقول فيها : سأبيت الليل
في شقتي لا تزعجني !
فأتصل به وكان هاتفه مغلقاً. لم يستغرب بكر
الامر ، فأخيه كان يبيت بين الحين والآخر بتلك
الشقة.
نزل من على سريره ومشى صوب الحمام دون
ان يوقظ رهف.
..................................................................
فتحت ورود عينيها ، لتجد نفسها بأحضان فجر ، فعادت بذاكرتها لليلة أمس ، وسحبت نفسها منه
بهدوء.
إستيقظ هو الآخر وجلس يفرك وجهه وراح ينظر
إليها وهي متحجرة أمامه غيرمصدقة إنها نامت بأحضانه حتى الصباح
قال :
ــ صباح الخير وردتي .انتبهت من صدمتها وردت :
ــ أ..صباح الخير.
ــ مابكِ ؟ لم تنظرين إلي هكذا؟!
ــ لا أبدا..أنا فقط..
ــ تشعرين بالأحراج ! أليس كذلك؟
أطرقت بنظرها ولم تقل شيئاً. فنهض من السرير
ووقف امامها وأمسك بكتفيها قائلا :
ــ لم نفعل شيء..لقد نمنا فقط جنب بعضنا..ومن
باب التذكير.. فنحن متزوجان شرعاً !
ضلت ساكتة، فأضاف هو :
ــ هل تفقدتي هاتفك؟ لقد أطفأته ليلة أمس.
ــ ماذا؟! لم اطفأته؟!ماذا لو اتصلت بي رهف او
والدي؟!
وألتقطت هاتفها وأعادت تشغيله.فوجدت مكالمتان فائتتان من أختها. فجن جنونها وقالت :
ــ يا ألهي ! أنظر ماذا فعلت ! رهف أتصلت بي
البارحة وانت تبيت خارج المنزل..بالتأكيد سيثير
ذلك شكوكها هي وبكر !
ــ إهدي عزيزتي..ستتصلين بها وتخبريها أن هاتفك
كان غير مشحون !
ــ وماذا عنك؟ كيف ستبرر مبيتكَ خارجاً؟!
ضحك وقال :
ــ مبيتي خارج المنزل امر أعتيادي..لدي شقة وأحيانا احب أن أبيت فيها !
ــ تبيت بمفردك؟
ــ أممم...ذهب تفكيرك بعيداً ..أليس كذلك؟
ــ كلا ..مجرد سؤال عادي!
قرب وجهه من وجهها وقال وهو يضمها إليها :
ــ أبيت وحدي..لم اجرب بعد ان تبيت إمرأة فيها معي ..مارأيك أن نجرب يوما ما؟!
تحركت محاولة التملص من بين يديه فحررها
وقال:
ــ سأغتسل واذهب للعمل..هلا صنعتي لي كوب
شاي من يديك الجميلتين؟
ــ أتريد ان تأكل أيضا؟
ــ فقط الشاي..أعدي انتِ طعاماً لكِ وكلي عزيزتي.
أومأت برأسها بالايجاب وغادرت نحو المطبخ.
راقبها بنظراته حتى غابت..فقال :
ــ الصبر حقا جميل !
.............................................................
إستيقظت رهف ووجدت بكر قد انتهى من إرتداء ملابسه ،فقالت :
ــ صباح الخير حبيبي..لما لم توقظني؟
_ صباح الخيرات..ولماذا أزعج نومتك الهانئة
ياحياتي؟ بوتي ستعد الفطار.
ــ هذا إن كانت مستيقظة اصلا..ألا تعلم إني انا
من يوقظها كل يوم .
ضحك بكر وقال:
ــ بوتي هذه بحاجة لخادم يخدمها ! لا تقلقي لقد اتصلت بها وستجهز الفطار.
وضحكت رهف هي الاخرى ، ثم تمغطت وقامت
من سريرها. لكنها تذكرت أختها فجأة فقالت :
ــ هل اتصل بورود الآن؟ هاتفها كان مغلقاً ليلة البارحة..أم إنها لاتزال نائمة؟ فهي لم تتصل بي .
ــ مغلق ؟! عجبا !
ــ مالعجب؟!
ــ لا..أقصد لماذ قد تغلقه ؟
ــ لا ادري ..لقد قلقت عليها لكن فكرت انها قد
تكون نائمة ولم تشحن هاتفها !
ــ أغتسلي وصحصحي وبعدها جربي الاتصال بها..سأنزل لأرى بوتي ..دبرت الفطار ام لا !
ــ ماذا عن فجر ؟ هل إستيقظ؟
لم يشأ ان ينتاب الشك زوجته ،كما إنتابه بشأن
فجر وورود ، فأجاب :
ــ لقد إستيقظ باكرا..وغادر للعمل.
ــ حسنا..سأنزل بعد قليل حبيبي.
ونزل بكر و قد أنتابه الشك وأخذت تعصف
برأسه التخيلات..
هل بات فجر عند ورود؟ ام باتت هي عنده بشقته؟ أمن المعقول ان يفعلاها وهما لم يعقدا بعد ؟! مستحيل !
اخرج هاتفه واجرى إتصالا بفجر.
..................................................
جلس فجر يحتسي الشاي ، وجاءوه إتصال
من بكر ، فرد :
_ آلو.
_ صباح الخير فجر.
_ صباح الخير ..اهلا بكر.
_ألا زلت بشقتك؟
_ أنا خارج الآن وسأذهب للشركة.
_ جيد..سأكون بأنتظارك !
_ ولِم الانتظار؟ أهناك شيء؟!
_ كلا..اود فقط التحدث إليكَ قليلا !
_ تمام .
أغلق الخط ، ونهض من مكانه ونظر لورود
وقال :
_ سأغادر الآن..أغلقي الأبواب جيدا..وتناولي
فطارك !
_ إن شاء الله.
هم بالخروج ، لكنه إستدار ليقول :
_ إتصلي بي إن إحتجت لشيء !
اومأت بالموافقة.
وغادر وأغلقت الأبواب خلفه.
...................................................
رن هاتف ورود وكانت رهف. اجابتها :
_ألو..اهلاً رهف.
_ صباح الخير..كيف حالك اختي؟
الحمد لله بخير.
_ لم هاتفكِ مغلق البارحة؟
_ لقد غلبني النعاس و..نسيت شحنه فأنطفأ.
_ المهم إنك بخير..رغم إن نبرتك لا تعجبني !
_ أنا بخير حبيبتي..إطمأني.
_حسنا..سنتحدث لاحقا ..اظن إن بوتي كسرت
شيئا...ستجلطني هذه البنت !
ــ كان الله بعونك..خذي راحتك حبيبتي.
واغلقت الخط وجلست تستذكر ليلتها مع فجر
وحدثت نفسها قائلة : لا أصدق إني تجرأت ونمت
بين يديه !
...................................................................
أستقل فجر سيارته وقبل ان يدير المفاتيح
بالمحرك ، جاوءه إتصال من ابو ورود. فأجاب:
_ الو.
_ كيف حالك فجر؟
_ اهلا عمي كيف حالك ؟
_ الحمد لله بخير..لا اريد ان اطيل عليك فانا
اعلم إن عملك يبدأ الآن كما هو عملي.
_ قل عمي..أتحتاج لشيء.
_ شكرا ابني..لكن جارنا ابو مروان إتصل بي
وقال إنه رآك عند باب منزلنا واحب ان يطمان
على ورود وعلم منك إنكَ عقدت قرانك على
ورود..فهل ماسمعته صحيح ام إنكَ اردت
طمأنت الرجل فحسب؟
ــ اعتذر جدا منك عمي..لاني عقدت على ورود
وانت غير موجود..بصراحة ياعم فكرت أن ورود وحدها وماحدث معهامؤخرا اقلقني عليه فقررت
ان اعقد عليها حتى لا اسبب لها الأحراج لاني
ارغب بزيارتها كثيرا للأطمأنان عليها !
ورغم شعور ابو ورود بالأنزعاج وعدم الرضا ،
إلا إنه إكتفى
بالتنهد وقال ببرود :
ــ حسنا..مبارك لكما.
ــ شكرا عمي.
ــ مع السلامة.
ــ مع الف سلامة .
اغلق الخط ، واتصل بورود. اجابته :
ــ الو.
ــ ورود..اذا سألكِ والدك عن عقد القران فأخبريه
إننا عقدنا يوم امس ..لقد اتصل ويبدو إن ابو
مروان اخبره عني.
ــ يا الهي ..كم هذا محرج؟! سينزعج والدي بالتأكيد لظنه إننا تجاهلناه وعقدنا دون أخباره !
ــ لا عليكِ..اخبرته إني اتممت العقد كي لا اسبب
لك الأحراج .
ــ اخشى ان يظن السبب شيئا آخر !
_ كفي عن تعقيد الامور.. ولاتفكري كثيرا ! هيا
اغلقي الخط الآن..وداعا.
ــ الله معكَ !
إبتسم وهز رأسه قائلا : أبو مروان !
ثم انطلق بسيارته نحو الشركة.
................................................
إتصلت أفيان برهف ، بعد ان علمت بخطبة فجر
لورود. وبعد التحية والسؤال عن الاحوال قالت
رهف :
_ كنت اتوقع قدومك بيوم الخطبة.
_ لا اكذب عليك لقد فرحت جدا واصلا هذه
كانت امنيتي ان يتزوج فجر بورود ..لكن زوجي
سمير قال أن ننتظر حتى
الزفاف..وهذه المرة سنطيل البقاء وربما نستقر
بالبلد .
_ أحقا؟! سيكون ذلك رائعا أن تعيشي معنا..فلا
تعلمين كم إنك محبوبة !
_ شكرا حبيبتي..بإذن الله سيتم مافيه الخير لنا.
_ آمين.
_أريد رقم ورود لأتحدث معها وابارك لها .
_ حاضر سأبعثه لك برسالة.
_ هيا عزيزتي..سأذهب لارى الاطفال ..اظنهم
بداؤا بالعبث سنتحدث لاحقا.
_ إن شاء الله.
_ مع السلامة.
_ مع الف سلامة عزيزتي.
...........................................................
جلس عامر يتحدث لصديقه وسام ، وهما يتناولان الفطار بالمطعم الملحق بالفندق الذي أستأجر فيه
شقة.
قال :
_ سأخبرك بمخططي ..فقط احتاج عونك.
_ مخططك بشان السلاح الذي اخذته؟
_نعم.
_ لا احب المخططات التي فيها تعامل بالسلاح !
_ يا صديقي..السلاح فقط للترهيب..لن ادخل
السجن ثانية بقتلي احدهم !
_ وماهو مخططك ياترى؟
_أتعرف فجر؟
_ فجر ؟ اليس هذا نفسه الرجل الذي ادخلك السجن؟
_ قصدك الذي كسرت غروره وكبريائه !
_ فعلا..هو لم يظلمك بأدخالك السجن..بل انت
ظلمته بطعنه بكبريائه !
_ الكبرياء رياء ياصديقي لذلك إستحق الصفعة !
_ لاتبدو نادما على فعلتك ؟!
_صحيح أني اضعت سنوات من عمري بسبب تهوري..لكن ذلك شفى غليلي منه..انت لا تعرف
كم كان يعاملني بأحتقار !
_هل افهم أن تورطك مع زوجته كان من باب
الأنتقام ؟
ــ لا اكذب عليك ..لقد كانت رخيصة وبدأت
بإغوائي.. وإستسلمت لها وكنت أشعر بالرضا عن
نفسي لاني أطعن فجر بكبريائه وعرضه ..حتى
إن كان لايعلم !
ــ ياااه..انتَ تكره حقا !
ــ كرهته منذ أن تعرفت عليه وإزداد بعدها كرهي
له لمعاملته المتكبرة لي وبعدها أدخلني السجن..
والآن يريد سرقة اهم ما أملك !
_ ماهو اهم ما تملك ياترى؟!
_ هذا هو الهدف من المخطط..سأحكي لك كل
شيء وبعدها قرر معاونتي ام عدمها.
_ إحكي !
وبدأ بسرد قصته مع فجر والاحجار الكريمة.
...............................................................
وصل فجر مكتبه ، فجاء بكر لرؤيته. دخل واغلق
الباب وجلس وهو ينظر إليه بإزدراء.
فقال فجر :
_ مابك؟ ماهذه النظرة؟!
_ أريدك ان تقول الحقيقة ! أين كنت البارحة؟
إبتسم فجر إبتسامة جانبية وقال :
_ ومنذ متى تسألني ؟ اخبرتكَ إني سأبيت بشقتي؟
_ ألم تذهب لورود؟
_وماذا لو ذهبت ؟
_ يعني ذهبت لها؟!
_ أليس من حقي الذهاب لرؤية خطيبتي؟!
_ من حقك نعم..لكن ليس من حقك المبيت عندها !
أم تراك أخذتها لشقتك؟!
رمقه فجر بنظرة حادة وقال :
_ أوليست ورود هذه نفسها التي كنت تقول
عنها إنها خلوقة ومستحيل تغلط؟..أتشك
بتصرفاتها الآن؟
ــ لا ادري..ربما أغويتها انتَ !
ــ اتتصور إن من الممكن ان افعل ذلك معها
ونحن لم نعقد شرعاً بعد ؟!
ــ الشيطان شاطر !
إستشاط فجر غضبا وأسرع يستدير ويقبض
على ياقة أخيه ويقول بأنفعال :
_ لستُ ضعيفاً مثلك ليغلبني الشيطان ! ونعم
كنتُ ابيت عندها!
ــ تبيت عندها ولم يغويك الشيطان ؟!
ــ بت عندها ولم يغويني الشيطان ..رغم إنها
على ذمتي !
ــ على ذمتك؟! كيف ومتى..انت لم تعقد عليها !
أفلته وإستدار عائدا خلف مكتبه ، وقال :
_ لقد عقدت عليها..هي الآن زوجتي شرعا..ورغم
هذا لم اضعف ..رغم إني قضيت الليل قربها..لم
اضعف يا اخي العزيز !
_ فجر ..أنا اعتذر..لكن خفت عليكما من الوقوع
بالخطا مثلي !
_ وماذا يعني؟ ! فها انت قد تزوجت من رهف..
الخطا نفعكما.
_لكني متأكد إن الأمر سيختلف معك!
_ لماذ سيتخلف؟!
_ لأنكَ لستَ مثلي كما تقول..أنا اضعف أمام من أحب..أضعف وأخطيء وأضعف واتقبل وأعذر
واتزوج بمن أخطأت معي..أما أنت..فلا تعذر ولا تتقبل ..سترميها بلا رحمة بمجرد أن ترتكب
معكَ الخطأ !
سكت فجر وراح يمعن بكلمات أخيه ، وهو يفكر
بورود وكيف إنها تمنعه من نفسها رغم إنه تزوجها شرعا منذ اشهر .. ورغم حبها له ..كم هي قوية
إذن ؟!
إنتبه من شروده على صوت بكر وهو يقول :
_ لن تخبرني تفاصيل العقد ..أليس كذلك ؟!
_فيما بعد..إذهب لترى اعمالك الآن.
_ تمام..كما تشاء اخي..بالمناسبة..رهف لاتعرف
إنكَ كنت تبيت خارج المنزل !
_ عجباً إنك إستطعت ان تخفي شيئاً عنها !
وخرج بكر من عنده وهو يهز رأسه بيأس.
فيما شرد ذهن فجر مجددا وهو يفكر بكل
ماحدث بينه وبين ورود منذ ان ألتقاها وحتى
هذا اليوم !
أخرج تنهيدة من صدره وقال : أرجو ان أكون
قد وجدت التي تستحق ثقتي وحبي حقا !
..................................................................
قال وسام :
_ إفرض إنك نفذت مخططك وأخذت أحجارك ..
اين ستذهب بعدها؟ الن يدخلك فجر السجن
بتهمة محاولة قتله؟
ــ سأكون حينها خارج البلاد...ماذا قلت الآن هل
ستكون معي؟
ــ حسنا..لما لا..افتقد لجو المغامرات !
وراحا يضحكان !
..........................................................
جلس ابو ورود يتناول غدائه بفترة الأستراحة.
وكان يفكر ويحدث نفسه قائلا : لا ادري إن كان
علي ان اقلق ام اطمأن لما فعله فجر ؟ أحقا عقد
عليها بدافع حمايتها من كلام الناس؟
ولماذا لم يقبل ان يتم العقد بيوم الخطبة؟! هل
اتصل بورود ؟
كلا ..لا اريد إحراجها..مادمت واثقا منهما فلا
داعي لأقلق او ازعل حتى ! والله خير حافظ.
................................................................
في المساء ..جلس بكر ورهف يتحادثان .
قالت رهف :
ــ اخوك لم ينزل من غرفته منذ عاد من العمل..
ليس من عادته !
ــ الم يتناول غدائه؟
_ كلا.. لا ادري كيف يحتفظ بعضلاته رغم قلة اكله
بل إنعدامه !
_ صحيح إن أكله قليل..لكنه يعوض احيانا
بالأكل في المطاعم ولا تنسي إنه رياضي..
ومحترف بكرة المضرب وركوب الخيل.
ــ ماذا عنكَ حبيبي؟ ماهي هواياتك ؟
ــ هواياتي..حب الأكل وحب النوم وحب رهف !
ضحكت ووكزته بكتفه ، وضحك هو الآخر .
.......................................................
كان فجر بغرفته ، وقد خلع قميصه ليتفحص
جرحه بالمرآة.
لازالت الخيوط فيه ، وكان يحاول سحبها بنفسه
دون الطبيب.
تألم ، فأدركَ أن الخيوط لم تجف بعد .فجلس
متنرفزا يشعر بالانزعاج .
ثم لمح هاتفه ،فخطرت ورود على باله. فإتصل
بها. انتظر ومامن رد..فاعاد الأتصال وما من
رد ايضا..
توتر واعاد الاتصال للمرة الثالثة..وبعد لحظات
اجابته ، فصاح بها بغضب :
_ أين كنت ياغبية ؟! أتصلت الف مرة ! أين كنت؟
بما أنت مشغولة؟!
_ فجر..أنا آسفة..كنت أستحم وهاتفي في الغرفة !
_ ولماذا تستحمين في الليل؟!
_ فجر ماهذا السؤال؟! انا غالبا ما استحم ليلاً !
_ لماذا ؟ هل تنامين مع زوجكِ مثلا ؟!
_ فجر مابك؟!
_ لاشيء ! أنا فقط ..قلقت عليكِ !
لم تصدق إنه إعترف بذلك..إبتسمت وسكتت ،
ثم قالت :
_آسفة لأني جعلتكَ تقلق..شكرا لاهتمامك !
_ ورود..هل لي بصورة لكِ؟
_ ماذا؟! صورة؟!
_ نعم..لا املك لكِ صورة بهاتفي !
_ وهل املك انا صورة لكَ ؟
إبتسم وقال بمكر :
ــ تريدين صورة لي..سأبعث لكِ بواحدة حالا..
انت أيضا إبعثي لي بصورتك.
ــ لا املك الكثير من الصور بهاتفي..ليس هوايتي التصوير.
ــ انا اريد صورة مباشرةً لكِ..بشعركِ المبتل !
ــ فجر هذا محرج !
ــ يالك من ساذجة ؟ محرج ان يراك زوجك
وشعرك مبتل؟ ماذا لو طلبت شيئاً اكبر ؟!
ــ كلا..سأرسل لكَ صورتي بشعري المبتل !
ضحك وقال :
ــ الخوف يعدل !
.............................
ترددت كثيرا قبل ان تلتقط لنفسهاصورة
وترسلها له.
وصلته الصورة..فكان مسحورا بها رغم برائتها وبساطتها..
كان وجهها مضيئاً كالقمر وعيناها كحبتا بندق تلمعان..وشعرها الاسود المبلول قد التصق بعض خصلاته بوجنتها.
احس أن قلبه لا يحتمل النظر إليها ، وفكر مع
نفسه : أنا فعلا قوي لأني اتحمل رؤية هذا الجمال
كله وهو ملكي ولا افعل شيئاً !
بعث لها بصورته. فراحت تتأمل ملامحمه فيها..
فهي لم تحظ ابدا برؤيته بكل دقة حيث كان
خجلها وارتباكها يمنعانها من التمعن بوجهه .
دمعت عيناها لفرط ما احسته من شوق إليه
إنتبهت من شرودها حين أعاد الاتصال بها .
فتحت الخط دون كلام. فقال هو :
ــ ورود..كم انتِ جميلة ! منظرك يؤلم قلبي !
ــ احقا ؟! أعني ..هذا الشعور حين ترى من تحب !
ــ كيف عرفت ذلك؟ هل جربت هذا الشعور ؟!
أحست بالأحراج وسكتت ، فقال :
ــ أجيبي..هل جربت هذا الشعور؟
ــ نعم جربته !
خفق قلبه وتصارعت افكاره..فهو لا يدري إن
كانت ستخبره إنها جربته مع شخص قبلا او
جربته معه الآن. فقال بتوتر :
ــ متى جربته ؟ ومع من ؟
ــ الآن..معكَ أنتَ !
أغمض عينيه وتنفس الصعداء لشعوره بالارتياح.
وقال :
_ تقصدين ان قلبكِ آلمك حين نظرت لصورتي؟
_ نعم..كان ..شعوراً جميلاً وقاسياً بذات الوقت !
إبتسم بإرتياح وثقة ، ثم قال :
_ مادام الامر كذلك..سأرسل لكِ كل يوم صورة لي..حتى ينفجر قلبك وتصرخي الغوث يافجر ..
اريد وصالكَ الآن !
كتمت ضحكتها وقالت :
_ بصراحة..لقد وصلت لهذه المرحلة سابقاً..
ولكني كتمتُ ذلك عنكَ وحاربت نفسي بقوة.
_ ياملعونة ! أتحبينني كل هذا الحب وتشتاقين
لي كل هذا الشوق ولا ترتخين امامي ؟! سنكرر المحاولة غدا علكِ تستسلمين اخيرا !
_ فجر..لما لا تكرر المحاولة ونحن متزوجان أمام الناس؟
ــ سأفكر بذلك حتما...هيا اخلدي للنوم الآن .
_ حسنا.
_ تصبحين على خير وردتي.
_ وانت من اهل الخير.
أغلقا الخط وراح كل منهما يتمعن بصورة الآخر
بهيام.
....................................................................
في اليوم التالي. كانت هناك فاجعة.
كان فجر يجلس خلف مكتبه ويتفحص بعض
اوراق العمل. جاؤه إتصال هاتفي من رقم ابو
ورود. اجاب :
ــ الو..اهلا عمي.
جاؤه صوت غريب على الطرف الآخر يقول :
_ السلام عليكم.. وجدنا رقمكَ بآخر مكالمة أجراها
ابو ورود.
_ وأين هو ؟
_ أبو ورود ..توافاه الأجل هذا الصباح بحادث ..
مروري قرب موقع العمل.
كان هول الصدمة كبيراً عليه . كيف سيعلم ورود واختها بالامر؟! كيف ستحتملان وقعا كهذا ؟!
اعاده صوت المتصل من شروده :
ــ الو..
ــ انا معك..واين هو الآن؟
ــ بمستشفى الطب العدلي بالمحافظة.
ــ شكرا ..سنكون هناك ..مسافة الطريق.
اغلق الخط وأسرع نحو مكتب أخيه بكر.
لاحظ بكر أنفعاله فسأله :
ــ ماالأمر فجر؟
ــ إتصلوا بي الآن..ابو ورود مات !
ــ ماذا؟ اهذه مزحة؟
صاح بغضب :
ــ هل انا من النوع الذي يمزح؟
سقط بكر جالساً وقال :
ــ إنا لله وإنا إليه راجعون..كيف سنبلغ البنتان
بهذا المصاب؟!
ــ لا ادري..انت ابلغهما..وانا سأذهب مع مهند
والآخرين لجلب الجنازة.
..................................................
أنت تقرأ
أختي هي السبب
Romanceتتمادى بعشقها لحبيبها ،وتنجرف معه لإرتكاب الخطيئة، فتدفع أختها البريئة ،ثمن غلطتها ، و تضطر لمواجهة ألأخ الاكبر لعشيق أختها. أحداث مشوقة.