الجزء السابع والعشرون الأخير

20.8K 429 71
                                    

لم قدر فجر ان يغمض عينيه وهو يفكر بوضع
ورود ويتخيل كيف قد يعاملها عامر. لذلك
كان يتصل به مراراً لكن هاتفه مغلق.
إستشاط غضباً وصاح عاليا : عامر !!!
وصل صياحه لمسامع بكر وزوجته. فأسرعا
ناحيته. ودخلا عليه ليجداه قد اخرج بعض
الملابس ليلبسها ويهم بالخروج.
قال بكر:
ــ مالذي تفعله ؟ أتريد الخروج الآن؟ نحن
بمنتصف الليل ..وانت مصاب..فأهدأ ارجوك
والصباح يحلها الحلال !
ــ بكر..أتركني اتصرف بمزاجي..مصاب او لا...
لا أهتم ! أريد إستعادة ورود قبل أن .. أن
يمسها الحقير !
ــ وأين ستبحث بهذا الليل؟ أترك الأمر للشرطة وسيعرفون مكانه !
تجاهل فجر كلامه وأزاحه عن طريقه وأسرع
ينزل من الدرج بغضب وإنفعال.
أسرع بكر لغرفته ليغير ملابسه ويتناول مفاتيح
سيارته ويلحق به.
كان فجر قد غادر بسيارته بعيدا عن المنزل ،
وكان يقود وكتفه تؤلمه بشدة ، فكان يحاول
القيادة بيده السليمة فقط.
وكان يصرخ بغضب كلما خيل له عقله إن عامر
لمس ورود.
..................
بحث بكر بالطرقات ولا أثر لأخيه المنكوب.
ولا يدري اساساً لأي وجهة قاد . فإتصل عليه
لكن فجر نظر
لشاشة هاتفه وتجاهل الاتصال.
......................
وقاد فجر سيارته بسرعة جنونية وهو يتحمل
ألم الأصابة والم الروح.
حتى إنتهى به المطاف للإصطدام بجذع إحدى
الأشجار المتواجدة بأرصفة الشارع.
وتألم بشدة من إصابة كتفه وإنهار بالصياح
وضرب مقود السيارة بيده السليمة.
كان بكر قد يأس من اللحاق به ،فعاد أدراجه
للمنزل.إستقبلته رهف وسألته :
ــ أين فجر؟ هل لحقت به؟
ــ كلا..لم اعرف لأي وجهة قاد..كما إنه لابد
أن يكون أحرق سيارته بالسرعة المجنونة..
فهذه إحدى أساليبه للتنفيس عن غضبه.
ــ أرجو ان يكون بخير.
ــ يارب.
ــ وكذلك ورود !
وبكت وهي تذكر أختها . فضمها بكر لصدره
وقال :
ــ ستكون بخير بإذن الله.
....................................................
غفى فجر ورأسه يتوسط ذراعه السليمة حول
مقود السيارة.
مرت إحدى السيارت قربه ، وترجل منها رجلين.
وتفقدا داخل السيارة، ليجدا فجر بوضعه هذا.
حركه أحدهما وهو يحاول إيقاضه ، فرفع فجر
رأسه ونظر للرجلين.
قال الرجل :
ــ أأنتَ بخير ياولدي؟
هز فجر رأسه بالايجاب ، وعدل جلسته،
وصاح متألماً حين حرك كتفه المصاب. فقال
الرجل :
ــ أنت مصاب..أتريد ان نأخذك للمشفى؟
ــ أشكرك ياعم..أنا بخير..إنها إصابة طفيفة..
سأذهب بنفسي للمشفى..شكرا لأهتمامكما.
شغل محرك سيارته وتراجع مبتعداً عن جذع
الشجرة.
ثم أشار بالسلام للرجلين وغادر بسيارته.
..............................................................
تجلس ورود وهي منكمشة على نفسها وعيناها
تدمعان وتراقبان تحركات عامر ووسام. لخوفها
منهما.
وكان الطعام موضوعا إلى جانبها ولم تمسه
بعد.إقترب منها عامر وقال :
ــ هل ستبقين مضربة عن الأكل ياحلوة؟ أانتِ
خائفة على نفسكِ؟ أم على فجر؟
لم تجبه وواصلت البكاء . فجلس بجانبها ومد
يده خلف ظهرها ليجذبها من كتفها نحوه.
فأجفلت وحاولت دفعه لكنه ضغط على كتفها
أكثر ليلصقها به ويقول :
ــ إهدأي ياحلوة..أود ان أجعلك تشعرين بالدفء
لا أكثر.. فخطيبكِ المغرور لابد ان يكون مقصراً معكِ..فهو رجل بارد تجاه النساء ..لذلك خانته
زوجته السابقة معي..فأنا على العكس منه تماما
رجل رومانسي وحنون.
هز وسام رأسه بيأس ، وقال :
ــ عامر..أترك البنت وتعال لنكمل اللعب .
ــ لعبتي المفضلة هي النساء كما تعلم !
ــ عامر..لأجل الله لا تجعلني أتراجع واترك
العملية برمتها.
ــ هه..وتظن إن هذا سيؤثر علي؟ غادر الآن
إن شئت.. وأتركني مع..هذه الجميلة !
ضربته ورود بقبضتها، فأمسك بها وقال بغضب :
ــ إحذري التمادي معي..فهذا يزيد رغبتي بكِ !
وضحك ، وورود يزداد بكائها وخوفها وتحاول
إبعاد جسده عنها لكن قبضته كانت محكمة.
إقترب منهما وسام وسحب البنت من يدي عامر
وقال:
ــ كفاك غباءاً..لقد خطفنا البنت لأجل ان نضغط
على فجر..ويسلم لك الاحجار..وليس لتطلق
العنان لشهواتك معها !
وقف عامر وامسك بتلابيبه وقال:
ــ لا تكن شريفاً برأسي..وانت كلكَ خطايا.
ودفعه عنه ، ثم اخرج هاتفه ونظر إليه وقال :
ــ حسنا فلنجرب إزعاج فجر الآن. وإتصل بفجر.
................................................
كان فجر قد عاد أدراجه للمنزل ودخل غرفة
مكتبه. عصر رأسه بإنفعال. ورن هاتفه.
اسرع بفتح الخط وقال بغضب:
ـــ أين ورود أيها الخسيس؟ اعدها سالمة وإلا
ستلقى مالا يعجبك !
ضحك عامر وقال :
ــ اوتهددني وانا الذي امسكك من ذراع التي تؤلمك؟!
ــ مهما كان موقفك وموقفي..فتبقى انت الخسيس الجبان!
ــ يبدو إنكَ لازلت على موقفك ولا تريد تسليمي الأحجار..
ظننت إن هذه الجميلة تهمك؟!
ــ عامر..أعد البنت وسأتفاهم معك ..ستحصل
على احجارك فقط أعدها ولا تلمسها !
ــ لا اثق بكَ..لذا سلمني الأحجار اولاً بعدها اسلمك البنت .
ــ تبا ! لا تثر غضبي اكثر ! سأسلمك الاحجار ..
إختر مكاناً نلتقي به وسأسلمك إياها.
ــ وطبعا ستكون أبلغت الشرطة وراقبوا المكان !
ــ وكيف برأيكَ سأسلمك الأحجار إن كنت مختبئاً كالجرذ؟!
ــ إحذر من الفاظك ..ففتاتكَ بحوزتي..لا تدفعني للأنتقام منك بطريقتي التقليدية..فلا أظنك قد
خرجت من مأساتكَ الاولى لتعيش الثانية !
كانت ورود تستمع لعامر وهو يكلم فجر بتلك
الطريقةوتجهش بالبكاء ، فيصل صوت بكائها
لمسامع فجر ويتألم.
فيقول :
ــ عامر..دعني اكلمها.
ــ لن تكلمها ولن تراها ..حتى ترجع لي أحجاري !
إستشاط فجر غضبا وصاح :
ــ تباً لكَ ولاحجارك اللعينة..أنا لا اعلم شيئاً عنها..
كذبت عليك وقلت إنها بحوزتي..لم ار أي احجار !
ــ ماهذا الهراء؟ أنتَ تجازف بفتاتك بهذا الكلام !
ــ عامر ! اترك فتاتي ! سنحل المشكلة معا..منزلي مفتوح أمامك..تعال وابحث عن احجارك.
ــ يا أخي المشكلة إنكَ لست اهلا للثقة..وحاقد ستسلمني للشرطة او تقتلني بيديكَ لا محال !
صك فجر على اسنانه يستشيط غضبا وتنفس
الصعداء ثم قال:
ــ أخبرني ما الحل الذي تريده ؟
ــ اممم...سنلتقي وتسلمني الاحجار ..وورود
ستكون تحت رحمة رفيقي..أي خطا او تصرف
غبي يصدر منك..ستكون هذه نهاية الفتاة !
ــ لا اعلم عن مكان الاحجار صدقني !
ــ أبحث عنها وستجدها.
ــ اين أبحث اخبرني.
ــ خزانة الملابس إن كانت لاتزال بالمكان ذاته..فستسحبها
لتجد نقطة كهرباء وهمية على الحائط خلفه..
وستجد داخلها ألاحجار..سنتفق على مكان
الالتقاء وأي خطا..ينتهي امر الفتاة.
ــ حسنا..سأخرج الاحجار..لكن لاتغلق هاتفك !
ــ تمام..أسرع..قبل ان افقد قدرتي على تحمل
جمال فتاتك !
ــ عامر ! أترك الفتاة ودعنا متفقين هكذا !
ــ حسنا..انا بالانتظار.
وأغلق الخط.
...........................
لم يحتمل فجرالانتظار حتى الصباح ، فأسرع
لغرفة بوتي، التي كانت فيما مضى غرفة عامر
وطرق الباب لتستيقظ مرعوبة وتصدمها رؤية
فجر واقفا على الباب. فقال :
ــ بوتي..آسف على الأزعاج..لدي شيء بهذه الغرفة..إذهبي لتنامي بمكان آخر ريثما انتهي .
لم تفهم بوتي شيئاً..لكنها سمحت له بالدخول..
فأسرع نحو خزانة الملابس ليسحبها فيتألم
بسبب إصابته.
تقترب منه بوتي لتساعده، وتقول :
ــ أروح أصيح بابا بكر؟
لكنه يتجاهلها ويصر على دفع الدولاب بكل
قوته حتى صرخ من الالم.لكنه نجح بإزاحته.
وبحث عن نقطة الكهرباء الوهمية.ووجدها.
ووجد الشيء المنشود بداخلها.
كانت الأحجار داخل كيس صغير.أخذه وغادر
الغرفة.وقد أهلكه الالم.
عاد لغرفة مكتبه واتصل بعامر . فأجابه:
ــ لاتقل إنكَ وجدت الأحجار بهذه السرعة !
ــ إنها معي الآن..متى نلتقي واين؟
وكان فجر يلهث من شدة الألم والأرهاق
فقال عامر :
ــ أنفاسك تلهث بقوة..أ حقا اخرجت الاحجار
الآن وانت مصاب؟
ــ أتريدني ان انتظر حتى الصباح وحبيبتي
بين يديك القذرتين؟!
ــ هاقد عدنا ! دامت حبيبتك كما اسميتها بين يدي..فأنصحك بالحذر ! فوالله قد تأتي لحظة
ارغب بها بالأنتقام منك ثانية حتى لو خسرت الاحجار !
ــ يالك من حقود وخسيس ..إياك ولمسها !!
ــ سأغلق الآن وسأتصل بك غدا لنتفق على مكان التسليم.
ــ بل الآن ! لنتبادل التسليم الآن..اسلمك احجارك وتسلمني البنت..واقسم لك أن لا احد يعلم .
ــ حسنا اتفقنا..سألقاك قرب (.......).
وذكر له مكان معينا. فقال فجر:
ــ سأكون هناك حالا !
........................................................
وخرج مسرعا بسيارته.
سمع بكر صوت سيارة اخيه فنزل ليجد بوتي
مصدومة من شيء ما، فيسالها:
ــ مابك؟ واين فجر؟
ــ بابا فجر راح ..خابر واحد وراح.
ــ إتصل بهذا لوقت؟! أكيد هذا عامر النذل !
واتصل بفجر ، ورد فجر ، فقال بكر:
_ أين تذهبت يا اخي بهذا الوقت؟
ــ سألتقي بعامر واسلمه الاحجار .
ــ لكنك قلت إنك لا تعرف شيء عنها !
ــ اتصل بي واعلمني بمكانها وووجدتها..سألتقيه ب(........).
وذكر المكان.واغلق الخط.
جهز بكر نفسه للحاق بأخيه خوفا عليه من غدر
عامر.وقد علمت رهف بكل شيء وظلت تدعو
ربها ان تعود إليها أختها سالمة.
...............................................
إتصل بكر بالشرطة وابلغهم عن المكان الذي
سيتواجد به عامر دون علم فجر.
.................................
ألتفت عامر لوسام وقال له:
ــ سأذهب لألتقي بفجر..سيسلمني الاحجار..
وانت تبقى مع الفتاة ..ساتصل بك لتصورها
فديو مباشر ليراها فجر وأي شيء اطلبه منك حينها ستنفذه دون تردد !
_لاتقل أنكَ ستطلب مني قتلها ؟! لن افعلها اكيد !
ــ اعرفك جبان ولن تفعلها..هذا لايقتل فجر..
مايقتله شيء آخر ياعزيزي.
ــ وهذا ايضاً لا استطيع فعله !
ــ يااخي افهم..قد لا نضطر لذلك..لكن لو
اضطررنا للأنتقام فستفعلها امامه .
آرتعبت ورود وقالت :
ــ أرجوك دعني اذهب ..اتوسل أليكما ارحماني..
اتركاني اذهب وسأقنع فجر ان يسلمكما الاحجار
دون أن تتاذيا !
حوط عامر وجهها بيديه وقال :
ــ لا تبدين قوية الشخصية لتفرضي رأيك على
فجر !
ــ فجر يحبني وتهمه سلامتي فقط..لن يفكر
بالانتقام إن عدت إليه سالمة.
ــ مخطئة ياعزيزتي..فجركِ هذا مريض..لن
يتخطى مافعلته به الآن..رغم إنكِ لم تتأذي.
ــ دعني احاول ارجوك..خذني أليه !
تجاهل توسلاتها وعاد يقول لوسام :
ــ نفذ ما اقوله لك !
وهمس بإذنه:
ــ فليكن تمثيلا فقط للضغط على فجر مادمت
لا تجرؤ على فعلها !
ــ حسنا..لنرى آخرها !
وغادر عامر وبقي وسام ينظر لورود. التي
أشل الخوف اوصالها.
........................................................
وصل فجر للمكان المنشود وانتظر قدوم عامر .
وصل بعده بكر وبقي يراقب من بعيدوهو
يحمل سلاحه بأنتظار وصول الشرطة.
وصل عامر وراقب المكان جيدا قبل ظهوره
لفجر وهو يحمل السلاح.
أسرع فجر ناحيته ،فأمره بالتوقف وهو يصوب بسلاحه.
توقف فجر وقال :
ــ كم انتَ جبان ! بيدك سلاح وتحتجز رهينة وتخاف ؟!
ــ الحذر واجب ياعزيزي خصوصاً مع متكبرٍ مثلك !
ــ على فكرة..ماتفعله قمة الغدر..فأنتَ تصوب..
سلاحك بوجهي وتريد الاحجار وانا لا اعلم
شيء عن زوجتي !
ــ أهي زوجتك حقاً؟ جميل ! لا اظنكَ تود
ان تجرب طعم الخسارة ثانيةً..ناولني الاحجار..
هيا.
ــ وكيف اثق بأنك لن تؤذيها؟
ــ أنا الآن احمل السلاح وبإمكاني قتلك بمكانك
واخذ الاحجار بكل سهولة وسأستمتع كثيرا مع
زوجتك الجميلة !

أختي هي السببحيث تعيش القصص. اكتشف الآن