الفصل الأول 🤍

17 2 2
                                    

الفصل الاول
**********************************
تنفس الصعداء بعد خروجة من ذلك المكان .. كان هذا يطبق على انفاسة بشدة .. أراد الخروج بأسرع وقت ممكن ليرتاح من هذا الحمل الثقيل الذى على عاتقة .. هو و أخيرا انتهى من عرض اغنيتة على المسرح .. هو نجم لامع .. مغنى مشهور .. تتمناه الفتيات لكن من هو بالحقيقة .. هو من التعساء .. لم يرى السعادة قط .. توجه مسرعا الى سيارتة و الحراس الشخصيون يحاصرونه .. منعا لتكدس الفتيات و المعجبين عليه ... فهو من أشهر المغنين فى البلاد .. هو شاب أبيض البشرة .. طويل الجسد .. عريض المنكبين .. ذا شعر بنى لامع .. يوضع له كتاب ليوصف وسامته .. ركب سيارته و هو يتنفس الصعداء لانه و اخيرا خرج من هذا الزحام .. انطلقت به السيارة الى بيتة و هو يستمع الى كلمات مدير أعمالة المملة ..
قال بفتور و تذمر :
يكفى يا عادل .. رأسى يؤلمنى .. يكفى حديث أذا سمحت ..
صمت عادل على مضض .. هو يعرف ان رئيسه لا يحب الحديث بعد اى حفل يغنى به .. هذة هى عادتة .. كانت السيارة تسير بيسر على الطريق .. الى ان وقفت فجاة .. مما ادى الى اهتزاز أجسادهم داخلها بفعل القصور الذاتى ....
غيث باستغراب و ترقب :
ماذا حدث ؟؟ .. لما توقف السيارة ؟؟..
هبط السائق على عجلة من السيارة ليرى ما أصابها .. ليرى ان محرك السياره قد تعطل و يحتاج ذلك الى اعادة تصليح .. لكنهم الان على بعد أقصى مسافة من اى مصلح للسيارات ..
السائق بتوتر :
سيدى .. لقد تعطلت السيارة و هى بحاجه الى مصلح .. و ألى ان يأتى اى مصلح ذلك يتطلب اكثر من ساعتين .. ..
عادل بعصبيه و غيظ :
هذا أهمال منك يا هذا ؟؟.... كيف سيعود السيد الى منزله الان .. ..
غيث بهدوء :
لا تبالغ يا عادل .. سأذهب الى منزلى على قدمى .. و انت أيها السائق أحضر مصلح ..... و اعد السيارة للمنزل
هبط غيث من السيارة .. هو كان بحاجه الى هذة الفرصة .. فرصه ليختلى بنفسه قليلا .. ليبتعد عن العالم قليلا .. هو منعزل عن العالم بفطرته .. لكن طبقا لعملة هو فى حاجه دائمه للتعامل مع البشر .. اغمض عيونه بأرهاق .. ثم لاحظ وجود فتاة تسير بمحاذاتة .. هى مثلة تماما .. تسير فى صمت تام .. ترتدى قبعه المعطف الذى ترتدية لتغطى وجهها .. بدت غامضة كثيرا .. فضول كبير يجتاحه الان .. يريد معرفة من هذه ؟؟.. و ماذا تفعل فى هذا الليل .. تسير وحيدة فى الطريق الفارغ من البشر هذا .. عزم فى نفسة ان يتوجه اليها ليحادثها قليلا .. توجه غيث اليها بخطوات ثابته .. و سار بجانبها بهدوء .. يبدو ان الفتاة لم تشعر به مطلقا .. اصدر غيث صوتا خافتا .. ليجعلها تشعر ان هناك شخص ما يسير بجانبها .. نظرت الفتاة باستغراب بجانبها .. وجدت ان هناك شاب يسير بجانبها .. هى تعرف هذة الملامح .. هذا هو .. هو ذلك المغنى المشهور .. غيث الحديدى ..
الفتاة باسخرية و تهكم :
أأأاه .. المغنى المشهور غيث الحديدى .. ماذا تفعل هنا يا سارق قلوب الفتيات .. أليس لديك سيارة تعود بها لمنزلك ايها الثرى ..
دون يا تاريخ .. اول فتاة تقابل غيث الحديدى و لا تتطلب منه توقيعا .. يرغب بشكرها الان .. لانها جعلته يشعر بشيئ جديد .. شعور ان يكون انسان عادى ..
غيث بابتسامة  متجاهلا حديثها المتهكم :
أتعرفين انك اول فتاة تقابلنى و لا تطلب منى توقيعا .. جعلتنى اشعر كاننى انسان عادى .. ..
الفتاة بترقب و استغراب :
أهذا مدح فى .. أم غرور بانك مشهور للغايه ..
غيث بابتسامة ساحرة :
لا هذا و لا ذلك .. لكن انتى جعلتنى اشعر انى انسان طبيعيا .. لى حق ان اسير فى الطريق بكل راحه دون ازعاج من احد ليطلب منى توقيع او صورة .. انا احب الانعزال عن العالم .. ..
الفتاة بشرود :
مثلى تماما .. انا احب الوحدة ..
غيث بحزن :
اتعرفين انك غريبة .. شاذه عن الفتيات قليلا ..
الفتاة بهدوء :
ربما قليلا .. اختلف عنهم ..
غيث بابتسامه هادئة :
ما هو اسمك ؟؟.. ..
الفتاة بهدوء :
لارا ..
غيث بابتسامه واثقه :
المضيئه و المشرقة و المشهورة .. هذا هو معنى اسمك صحيح ..
لارا بسخريه من نفسها :
حقا مضيئة و مشرقة .. ..
غيث بترقب رافعا حاجبه :
اتسخرين من حديثى .. يا لارا .. انتى حقا مضيئة .. لكن باختلافك عن الجميع ..
لارا بحزن :
انت محق .. انا مضيئة باختلافى عن الجميع .. ليس بجمالى الذى فقدته ..
غيث باستغراب و ترقب :
ماذا تقصدين ؟؟
لارا بهدوء :
لا شيئ .. وداعا ..
ثم ركضت مسرعة من امامة .. فى خلال دقيقه وجدها اختفت .. كانها شبح و اختفى .. اثار ذلك استغرابها كثيرا .. لأول مره تثير تفكيره فتاة لا يعرف عنها شيئ .. هو لم يرى منها الا ملامح بسيطة .. لان الظالم كان حالك فى الطريق .. فتح باب منزلة و ألقى بسلسة مفاتيحه بأهمال .. ألقى بجسده على الاريكه بتعب شديد .. أسند رأسه على ذراعه الايسر .. التفكير يأكل رأسه .. سمع صوت تحريك مفتاح فى باب منزلة .. أخذ نفس عميق .. ليتحايل على نفسه ليتحمل مدير أعمالة عادل ..
عادل بغضب و غيظ :
غيث .. أيعقل ما فعلتة يا رجل .. تسير فى قارعة الطريق مع فتاة لا تعرف عنها اى شيئ ....
غيث بانفعال و حنق :
و ما المشكلة فى هذا ؟؟.. لا يحق لك يا عادل محاسبتى على كل شيئ أفعلة .. ..
عادل بغيظ :
كيف لا يحق لى .. انا مدير أعمالك .. بل و فى مثابة اخيك و صديقك .. فلنشكر الله انى أوقفت الصحفى الذى كان يلتقط لكما صورا ..
غيث بتهكم :
هذا كلة .. غير مهم مطلقا عندى .. انا حقا أريد ان أخلد الى النوم عادل .. اتركنى الان ..
عادل بقلق بالغ :
ماذا حدث يا صديقى ؟؟.. ..
غيث بأرهاق و تعب :
لا شيئ .. فقط أريد ان استلقى قليلا .. ابقى ان اردت ..
عادل بهدوء :
لا سأعود الى منزلى .. اللى اللقاء .. لكن لا تنسى لدينا غدا موعدك ..
غيث بابتسامة :
انا لا أذكر سوى هذا الموعد ..لأنه الوحيد الذى يجعلنى سعيد ..
عادل باستغراب :
لا أفهم ما مدى حبك لهذا المكان .. انتت تنتظر هذة الزيارة كل شهر يا رجل ..
غيث بشرود و أمل :
حلمى ان يتوقف المرض عن الجميع لهذا اتبرع بنصف اموالى الى هذه المشفى .. لكى تمنع الألم عن الاطفال و السيدات و الرجال و كبار السن ..
ضغط عادل بكف يده على كتف صديقه بحنان ..
عادل بثقه :
يوما ما ..
غيث بابتسامه حزينه :
يوم ما ..
رحل عادل و هو يرجو لصديقه الوحيد ان يجد السعادة الحقيقية .. و ان ينسى ما مر به .. هو يقوم بزيارة المشفى المتخصص بعلاج السرطان كل شهر بانتظام .. لان والدتة قد توفيت بهذا المرض .. والدتة رفضت العلاج لانة لم تتوفر لهم الامكانيات المادية وقتها .. بل هى حاليا تتوافر له .. لذلك يساعد من هم مرضى بالسرطان ..
*********************************

لحن الوجع للكاتبة ايمان عبد الحفيظ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن