•حياة جديدة•

476 32 40
                                    


|=====|=======|=====|


إضاءة خافتة، مكان دافئ و ناعم، حريق غريب في الخلف، صداع طفيف و حرارة شديدة الأعلى.
كانت كل هذه الأحاسيس قد مزجت ببعضها البعض لتجعلها تشعر بعدم الرغبة في الاستيقاظ بعد، أرادت الهرب للنوم أكثر حيث لن تشعر بشيء البتة.

لكن عيناها المنتفخان اللتان تحرقانها و بشدة بسبب كثرة النوم هذه لم تلبيا رغبتها، حتى ظهرها الذي تتكئ عليه يحرقها للغاية، شعرت و كأنها في الجحيم.

الآلام أجبرتها على النهوض من على ظهرها، رغم ضعف يديها الذي لم تفهم سبب، استقامت بصعوبة. أطلقت تنهيدة قوية حين فعلت ذلك، شعرت بكمية غير طبيعية من المجهود المبذول فقط من أجل حركة لطالما قامت بها..

كان نظرها مشوشا، لكنها استطاعت تميز الألوان.. لقد كان لونا واحدا قد هيمن على المكان على أية حال، اللون الأبيض.

رمشت عدة مرات محاولة إيضاح الرؤية، كان رأسها في حالة سكر فعلا. لكنها استطاعت الاستيقاظ قليلا و أتصحت الرؤية كما أرادت.. لكنها لم تشعر إلا بالقلق حين حدت ذلك.

المكان حولها فارغ بمعنى الكلمة، يبدو أنه فقط السرير الذي هي عليه هو الشيء الوحيد الكامن هناك.

جدران بيضاء.. لا ليست كل الجدران، لمحت جدارا غريبا.. جدارا رأت عليه انعكاسها.

مرآة ضخمة على يسارها شغرت مساحة جدار كامل، لقد رأت شخصا أخيرا، رأت نفسها على الأقل.

كان المكان مضاء بخفوت، رفعت رأسها لتجد أن السقف كله إضاءات لها نفس مستوى الإنارة. آلمها ذلك في رأسها، فقد تذكرت شيء ما... لقطة ما.. كانت الإضاءة قوية.. أقوى بكثير، مؤلمة.. قد تفقد بصرك و أنت تراها...

أبعدت بصرها عن السقف لكي لا تتذكر ذلك مرة أخرى.. لكن من أين لها هذه الذكرى؟ متى رأت ضوء ساطعا كذاك في حياتها؟

كان الحريق الذي يتشبع بجلد ظهرها أقوى بكثير من أن تركز في تفاصيل كتلك، أرادت فقط معرفة ماذا خطبه؟ حتى فكرة طرح السؤال الأهم، و الذي هو: أين أنا؟، لم تخطر ببالها بعد.

فكرة في المرآة التي على شمالها، سترى ما بظهرها هناك. حاولت النهوض من الفراش.. فسقطت على الأرض مباشرة.

أنين قوي صدر منها إثر ذلك، برودة الأرض و صلابتها جعلتا من لحمها ترتعش و تشعر بشعور لا يطاق.

كان ما ترتديه لا يتخطى كونه ثوبا أبيصا خفيفا بمعنى الكلمة، و كان دافئا حين كانت تحت البطانية المريحة، أما الآن فقد انقلب مفعوله و اصبحت تشعر ببرد قارس.

أرادت الوقوف، لكن قدماها ظلتا ساكنتين، نظرت إليهما بينما تحاول تحريكهما لكن لا جدوى، إنهما خارج التغطية تماما.

رجل مافيا (ايريميكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن