ما وراء الكواليس.

338 30 18
                                    

صوت فتح الباب قد صدح في أرجاء تلك الغرفة البيضاء بحائطها الزجاجي و رائحتها الكريهة.
فور دخوله انعكف حاجباه و اشمأز وجهه مما استنشقته رئتاه من قرف لم يغفل عنه.

-تبا! نظفي المكان بسرعة... هذا لا يطاق!

-حاضر سيدي.

تكلم صوت أنثوي شاب لفتاة بثوب أبيض بالكامل تضع قناعا يخفي وجهها بالكامل. تقدمت بحركات سريعة إلى مكان من الأماكن التي استفرغت فيها ليلية الشعر، التي كانت نائمة فوق سريرها، و شرعت في العمل.

اقترب هو منها، تاركا الباب مفتوحا. لم يكن من وراء الباب سوى ظلام دامس يتباين مع إضاءة الغرفة. ظل يناظرها و واقف يحمل في يده جهازا لوحيا.

-كيف لها.. أن تعود مكانها؟

تمتم بصوت خافت بما يفكر فيه من تساؤلات فظنت الخادمة أنها المخاطبة لتسأل

-نعم، سيدي؟ لم أسمعك..

-لا أحدتك.. فقط أكملي مهمتك و غادري، وأغلقي الباب حين تخرجين.

تكلم بصوت أكثر وضوحا و اتخد من سرير الفتاة مجلسا. أخد وسادة من الوسادات الكثيرة و وضعها بشكل مريح ليولي ظهره لها.

-حاضر.

أجابت باقتضاب و عادت للتنظيف.
فتح هو جهازه، و ذخل لصفحة الأخبار يتصفح ما الجديد و ما المثير.
كانت عيناوتاه الزمرديتان تتنقل بين الشاشة و بين ميكاسا.

مرت خمس دقائق و هو على ذلك الحال، تارة الشاشة و ميكاسا، و تارة الخادمة و الأماكن التي نظفتها، يتفح ما إذا كانت تحتاج للتنظيف.

أتمت الشابة عملها، فاستأذنت منه

-سيد ييغر، المكان أصبح نظيفا. أتريد شيئا آخر؟

أبعد عدستيه عن الشاشة و ألقى نظرة أخيرة على المكان ثم نفى برأسه و أشار لها بالخروج فقط بيده.

أومأت بسرعة و غادرت محملة بمستحضرات التنظيف. أغلقت الباب من ورائها و عم الهدوء المكان.

نهض هو من مكانه بجانب النائمة، و أخد جولة بسيطة في المكان ثم توقف و قال فجأة

-أعلم أنك مستيقظة.. لا داعي للتمثيل.

لم يتغير شيء، و لم يتحرك شيء في وجهها؛ أعين مغمضة و تعابير مرتاحة.

-كما تريدين.. لكن ليكن في علمك، أن إغماضك عينيك هكذا دون الحاجة للنوم لأمر متعب و مرهق.

-من أنت.. ييغر؟

سألت و عينيها لا تزال مغمضتين.

-كنت على حق إذا..

تمتم بينه و بين نفسه مؤكدا صحة ما قاله للتو.

-سألتك.. من أنت، ييغر!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 30, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رجل مافيا (ايريميكا) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن