الفصل الثاني : الجريحة و المنقذ

24 3 1
                                    


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام ♡⁩

//

[ الصحراء الوسطى ]

بين الكثبان الرملية الضخمة ، عواصف رملية و زوابع هائلة أحاطت بالمهاجرين من كل الجوانب ، سكنت بعيرهم و صدح صهيل خيولهم المرعوبة ، تربعوا جوار بعضهم البعض ،
متماسكين بقلوب ناجية الرحمان أن ينزل في قلوبهم السكينة والطمأنينة.

ثواني, دقائق, ساعات,

لا يزال غضب الصحراء فوقهم ، يعمي الأبصار و يعيق التنفس ، بعد مدة من الزمن،
خمدت العاصفة و سكن الجو و عاد كما كان... لكن كان هناك شيء غريب ، فهذه ليست طريقهم و لا تلك هي وجهتهم ،

فجأة وبدون سابق انذار ، و على حين غرة منهم، وجدوا أنفسهم يقابلون أسوار مدينة وسط الصحراء.!

بوابة عظيمة ، منارة ، أبراج عالية ،
وقف سيف الدين أمام الباب

« يا أهل المدينة.! أما من أحد هنا ؟ »

لا رد ، و لا صوت ، اقترب من الباب و دفعه فإذا به يجده مفتوحا ، أشار لبعض من الجنود مرافقته ، دخل و الشك بداخله يغرس جذوره ،

مر من جانب السوق الذي كان مدمرا ، و الجثث مرمية بكل مكان ،

ستل سيفه من الغمد ، فأتبعه الجنود ،

عينيه تتدحرج متأملة المكان الذي كان مجزرة بكل ما تعنيه الكلمة ،
نساء و أطفال ، أشلاء الحاراس و الكثير من المناظر التي صعب على سيف الدين تحمل ألمها ،

توغل داخل المدينة الى أن وصل إلى قصر حاكم القبيلة ، و الذي كان محروقا نصفه و النصف الآخر مهدوم ،

« إنتشروا في المدينة و ابحثوا لعلكم تجدون أحدا ما نجا »

تحدث سيف الدين الى الجنود ، احنوا رؤوسهم و ذهبوا للبحث عن الاحياء من أهل المدينة اذا بقي احد منهم.!

اعاد سيفه للغمد ، ثم باشر بالبحث هو كذلك ،
وقف بعد مدة من البحث ليستريح ،
وقف مجاورا لبئر ،

صوت أنين تبادر لمسامعه ، أنين أليم ،
إلتفت يمينه و شماله غير مدصق لما سمعه ،
إلتزم الصمت لوهلة ، عاد الأنين و كان خافتا يصعب سماعه،

اتبع صداه فأرشده للبئر ، نظر للبئر ،

و وسط غياهب الجب ، لمح ثوبا ممزقا يحضن جسدا هزيلا ،

« جنود.! هنالك جريح بالبئر ، هلموا.. هلموا للمساعدة »

صرخ مناديا الجنود ،
فهموا اليه مقبلين ، أخذ الحبال التي قد جلبها الجندي قبلا بأمر منه ،

أمسك الجنود طرف الحبل و الطرف الآخر استخدمه سيف لينزل للبئر ،

ربطه بخصره ثم نزل الى ذاك الجريح ،
عدة مرات انزلقت قدمه و كاد أن يسقط هو الآخر  لكنه أعاد التمسك بالحبل و بدأ بذكر الله ليثبث قلبه و يزيد تركيزه ،

UNTIL the dawn of love [ مستمرة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن