الفصل السادس : فاجعة و ماضٍ مرير

15 2 0
                                    


تمشت رفقة القائد ، ظلا يسيرا في صمت مميت حتى وصلا لخيمة منعزلة عنهم ،
يحيط بها الجنود يرافقهم حكيم القبيلة الذي سرعان ما لمح كيف القائد و حوراء ، احنى رأسه ثم غادر رفقة بعض الجنود ،

أما حوراء فكانت واقفة عند مدخل الخيمة ، شاردة الذهن ،
تفكر..
تفكر فيما كان الجثمان الذي بالداخل لأبيها او لأخيها لا سمح الله..! هزت راسها و كانها تطرد تلك الأفكار عن بالها ، أخذت نفسا عميقا و كان ثقيلا..ثقيلا عليها ،
لا تتحمل رؤية أحد من أحبابها في كفن أبيض ،

مد القائد يده مزيلا الحجاب الذي بينهم و بين ما بداخل الخيمة ،
استبصرت جوف الخيمة ،
لترى كفنا يعانق جسدا هامدا ،

عينيها غارت في حدقتيها ،
هيئة الجثمان ليست بغريبة عليها ،اقتربت منه و دنت

أزالت الكفن عن وجه الشهيد ، ثم أبان عن هويته،

عقلها تشوش، لحية سوداء كثيفة ، و أنف معقوف ، نذبة عند الجبين الايسر ،

لا... لا يمكن

هوت أرضا ، خرت دون أن تنطق ،
حينها علم القائد أنه أحد معارفها ،

الدموع انسالت من العينين ،
الشفاه ترتجف ،
و حدقتيها من شدة اتساعهما آلمتها, و لكن أ يقارن ألم الجسد بألم الفقدان ؟حينما استوعبت الأمر ،
زحفت للجثمان صارخة

« أحمد.!»

ارتمت على الجثة ، انتشلت رأسه من الأرض ثم وضعته في حضنها ،
شرعت تتفحص بيديها وجهه ، مرتجفة ، تجهش بكاءا ، قائلة بحزن شديد

« فرطوا بك... كيف لهم أن يفرطوا بك! »

رفعت رأسها مغمضة العينين ، تبكي بحرقة ،
و أطلقت اه متحسرة ،
تحت أنظار القائد لها ،
أشفق عليها و على حالها ،
ظلت تنوح و تنوح ،
تصرخ و تنادي باسم أخيها
و تضرب بيدها صدرها قائلة

« رحلت أنت فمن بقي لي ؟ خبرني .... من بقي لي من عبق الغالية؟ »

أراحت جبينها فوق جبينه البارد، الشاحب، ثم إستطردت و الدموع قد بللت جبين جثة أخيها ،

« يا الله أخذتها فكنت راضية عن قدرك... لكن...لكن »

تمتمت بصدمة غير مدركة لما تتفوه به ، نظرت للقائد فنفى برأسه كأنه يخبرها أن ما كانت بصدد قوله جرم.!
اعادت نظرها تجاه جثمان اخيها، ساكن... ساكن ك سكون الليل ، لا تعابير على ملمحه غير التعب... مات متعبا.!
تعصر قلبها ألما ... ألم على الم لم تستطع تحمل ذلك ،
و هو بين ذراعيها جالت ذكراهما معا بذاكرتها ،

الذكرى الأخيرة التي جمعتهما... حضنه و وعده لها بالعودة سالما ، كفه الذي عانق خدها لآخر مرة .

« وعدتني و ودعتني و لو علمت انه الوداع الأخير لما تركت ترحل من دوني.... فالموت اهون علي من فقدانك.! »

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 05 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

UNTIL the dawn of love [ مستمرة ]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن