الفصل الثالث: خطوبة السراب!

8K 527 56
                                    

”لا تمسح دموعها...
عالجها بقبلة!“

........................................................................
........................................................................

   ماسيمو الحاني! كم راقت لفلورا تلك اللمحة الخاطفة من الخوف على وجهه و تلك الرقة التي كسرت قسوة شفتيه و هو يقف خلف الطبيب مستمعا باهتمام كادت تصدقه:

-لا كسر في الجمجمة... و لا ارتجاج أيضا! كما أن النزيف توقف و الحمد لله.

و تحت نظره أخذ الطبيب الإيطالي بول باردي يكرر فحصها بعدما لاحظ الاثنان استفاقتها، و طمأنه قائلا:
-أفترض أنها إحدى المسافرات على متن فرانشيسكا، لا تقلق سيد ديلاسكالا! ستتعافى الآنسة و تحظى برحلة طيبة.

-الآنسة وايت خطيبتي دكتور باردي.

انكمشت فلورا في سرير عيادة السفينة البارد، و أدركت معنى ما سمعته، لقد تجاذبا بعض الكلمات بينهما بالإيطالية، لكن ماسيمو تعمد أن يعلن خطوبتهما بلغتها؛ خطوبتهما؟ أي خطوبة هذه؟! ماذا فعلت بنفسها بسبب دين والدها؟ لاحظ ماسيمو أنها ترتجف فأسرع و أحاط كتفيها بذراعه الدافئة كأن بينهما قصة عشق طويلة! و داعب خدها بلطف مشجعا:

-أنا هنا عزيزتي!

إنها تعي جيدا أنه هناك، تعي ذلك بكل ذرة فيها، قربه منها ذبذب أفكارها و ملامسته جسدها أخافتها. كأنه يدري بما يجري في أعماقها، ترك كتفيها و تأمل رأسها ثم سأل الطبيب كما لو كان قلقا بالفعل:

-متى يمكنها مغادرة السرير؟

-الآن إذا أرادت، شرط ألا ترهق جسدها أو تجهد عقلها!

-عظيم! نخطط لإقامة خطوبتنا غدا و لا ننوي تأجيلها لأي سبب.

أضاف ماسيمو و هو يقبل يدها كعاشق حقيقي:

-أنا سعيد لأن الله حفظ لي هذه الجوهرة الغالية.

امتعضت فلورا من استغلاله وجود الطبيب ليلمسها، ليته كان خنزيرا ذميم الوجه! لكانت نظرت إليه بكره أكبر، لكن اللعين ملك من الوسامة ما لا يطاق حقا! لعنته عدة مرات سرا، ثم فكرت أنه لم يكن بحاجة لوجود أحد حين أخذها بين ذراعيه في تلك القبلة المجنونة!

   إنه يفعل ما يشاء بنفوذ كامل و سلطة عمياء، و هي... هي الآن مخطوبة لهذا الرجل!

أمضت فلورا الساعة التالية في احتجاجات مريرة قوبلت كلها بدرع ماسيمو الصلد، كان أول احتجاج على ارغامه لها ملازمة السرير.

-سمعت الدكتور باندي بوضوح! يمكنني مغادرة الفراش الآن.

خلعت الضماد عن رأسها مأكدة أنها بخير، إلا أنها حين وقفت على قدميها شعرت كأن الأرض تنهار تحتها، و أسرع ماسيمو إلى سندها و إعادتها بلطف تحت اللحاف، و لم تصدق أنه داعبها بمزاح قائلا:

امرأة تحت الرماد|𝖂𝖔𝖒𝖆𝖓 𝖀𝖓𝖉𝖊𝖗 𝕬𝖘𝖍𝖊𝖘حيث تعيش القصص. اكتشف الآن