2

66 8 0
                                    


(اعادة نشر)



-

-التاسعْ من يناير سنة ١٩٩٠-

١٢:١٧-ظهرًا-

كانتْ أصوات المراهقين في رواق الثانوية تعلو و تعلو بعدما رن جرسُ الغذاء ففي ذلك الوقت ولو حصل الصمت لسمعتْ أصوات عصافير بطنِ كل كيان هناك،بقميصهِ الأبيضِ المفتوح و سرواله الأسود المدرسي سار بخطاه نحو الكافيتريا مثله مثل كل الطلاب لكن ما لا يعلمهُ أن زوج الأعين ذاك يراقبهُ من بعيد و يتربصُ بهِ كما تتربصُ الأسود بصغارِ الغزلان بين الشجيراتِ،تقدمتْ بهدوء وراءه تتبعه الى ان وصل الى نقطة كانت قد حددتها موقعًا لجريمتها

"بوووُ~"

صرختْ بقوةِ حينما تلقى صفعة طحين في وجههِ من طرف شريكها في الجريمة،نفثت الضحيةُ ما دخل من طحين في فمه متخلصًا بذلك من أخر ذرةِ صبر امتلكها،فعلى ما يبدو تلك المدعوة نا هييدو تتوعدُ له بسنة دراسية لا تنسى و صديقها الأحمق كما يدعوه ينفذُ كل أمرِ منها لخوفهِ الشديد منها او لنقلْ بسببِ سنين صداقتهم،لكن هذا ليسَ عذرا لتنمرهم المستمر عليه فمنذُ حادثةِ صالةِ الألعاب لم تتوقف عن الانتقام منه متخذةً تحرشه بها كذريعة..

"اللعنة نا هييدو!!،كيف تجرؤين؟"

تكلم بسخطِ و الغضب يعتلي وجهه حتى مع تغطيتهِ بطحين أبيض ،رجعت بضعَ خطواتِ الى الوراء في حالِ قرر الركض ورائها فهي على ما يبدو قد تخطت حدودها و صبره له حدود،بحقكم الى متى تستطيعون تحمل ترهات فتاة تصغركم بسنتين؟

القاء الطحين ليست سوى فكرة شيطانية بين الثلاث أفكار التي طبقتهم عليه بالفعل،سرقةُ واجبه المدرسي و جعلهِ يعاقب كانت أول خطواتِ التنمر الشنيع ،ماذا عن تبليل ملابسه الرياضية؟فكرة لن تخطر الى على صغارِ الشياطين أما ثالثُ شيء فكان وضعُ بعضِ الحشرات في خزانتهِ المدرسية

طفح كيله فهو اعتذر منها معتقدًا أن من يحادثه كانَ شخص متفهمًا وحتى بعدما تلقى أول ضربة منها تفهم فهي تريد الثأر منه ليس الا و ظن انه سيختفي غضبها مع مرور الوقت ، هييدو العنيدة لن تتوقف الى اذا وضعتَ لها حدًا لن تستطيعَ كسره لكن كيف سيعرفُ ذلك المسكين المدعو بسونقهوون طريقةً لايقافها..،نقل بصرهُ لها بعدما مسح ما يغطي عينيه فقابله وجهها المبتسم مما زاد استفزازه و غضبًا هو الأن نادمًا لتورطه مع حمقاء مثلها كل ما يجول بداخله طرقُ لقتلها او العودة بالزمن لكي لا يعبث مع مختلةِ مثلها،حسنا هي تريدُ ملئ الفراغِ في حياتها و هو لعبتها الممتعة حاليًا لا مزيدَ من صالة الألعاب بعد الان مدام صاحبُ البشرةِ البيضاءِ حيًا او ببساطة في المدرسة .

GAMER/1990 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن