4

78 9 10
                                    





اعادة نشر




~


-التاسع من يناير ١٩٩٠-

٣:٣٠-مساءا-

برودةُ شهر يناير و جوهِ المضطربِ لم تكنُ تقارنُ ببرودةِ أطرافِ ذلك الصبي الذيِ يجلسُ في مقعدهِ بينما يفكرُ في قرأه من قبل ، الجو المضطربُ اجتاح روحهُ أيضا و ما عادت تحملُ الكثير فأخذت تمطرُ بهدوء من عينيه العسليةُ و هو يمسحها كي لا تلحظهُ المعلمةُ او أحد زملائها في الفصل وخاصةً هيي دو التي كانت شاردةً أيضًا تفكرُ فيما ضاع منها ،لا تزالُ الكلماتُ عالقةُ بين مقلتيه و قد رمشَ كثير محاولاً نفضها من ناظريه لكنها ملتصقةُ بدماغه ليس الا ،كل هذا لم يجعلهُ ينتبه لنهايةِ الحصةِ و الهمجيةُ التي قامت في الفصل بعد ان غادرتهُ الأستاذة المرهقة

وضعت رأسها على الطاولةِ و هي تتنهدُ للمرةِ المليون بعد فشل الخطةِ التي أحكمت صنعها ، رُغم أن حادثة سونقهوون كانت خارج الخطةَ لكنها ساعدتها وهيي دو تعرفُ أنها لن تجدَ فرصةَ أخرى كهذهِ مجددًا

برزت شفتيها و هي تناظرُ ظهر صاحبها باستغراب شديدِ لسكونهِ الغير طبيعي، بللت ريقها ببعضِ من المياهِ الخاصةِ بها قبل أن تنظر للسماءِ و الكسلُ يجتاحها ،لن تستطيع تحملَ حصتين اخيريتين لذا اجتاحتها فكرة جعلتها تبتسمُ بخبثِ و تنزعَ عنها كل البؤس، وقفت بسرعة تحمل ادواتها و اتجهت نحو سونوو بحماسِ لكي تخبرهُ ما تفكرُ فيه و رأته شاردًا في اللا شيء بهيامِ

"يا كيم سونوو!"

صاحت عليه بقوة لكي تيقيظهُ من شروده و هذا ما حدث فقد نظر لها أخيرا و هي تتحركُ بعشوائيةِ حول طاولتهِ لكي تجمعَ أغراضه في محفظتهِ، تستطيعون القول أنه فهم كل شيء قبل أن تتحدث حتى

"لن نفوت الحصص هيي دو"

قال بمللِ يسحبُ مقلمتهُ من يديها قبل أن تخبأها و لا مشاعر تبدو على وجهه لا شيء سوى الفراغ و الشرودُ ،أخفضت رأسها للاسفل مما جعل شعرها القصير ينسدل و يغطي وجهها كليًا، أعادت النظر له بلطفِ لعلى و عسى تنجحُ نظراتها المليئة بالرغبة في تغيير رأيه .. لكنه أبعد وجههُ عنها

"أرجوك سونوو~~ لن أطلب منكَ شيئًا كهذا مجددًا"

قالت و هي تلصقُ كفيها ببعضهما مترجيةً ايا في حين ألقت بجذعها العلوي أمام مرمى نظرهِ كي تستطيعَ النظر في وجهه و رأته بدا يلينُ قليلا مما جعلها تطمعُ و تسعدُ على أنها قد بدأت بتغير رأيهِ بالفعل ،شد على المقلمة التي في يدهِ بقوةِ حينما تذكر ما كانت تخفيه عنه ثم رماها في حقيبتها و ووقف يخرجُ من الصف مما جعلها في الأولِ مصدومة لكنها ابتسمت بحماس و هي تلحقُ به ففي الأخير هو وافق و ما من شيءِ سيءِ قد يحدثُ الان..

GAMER/1990 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن