3

66 10 17
                                    


اعادة نشر


-


-التاسع من يناير ١٩٩٠-

٦:٣٤-مساءا

ومع بروز ضوء القمر الأبيضْ اشتعلت الأضواء التي تنير الطرقات مشكلةً سلسلةً من النجوم الأرضية منيرةً عتمةَ الليل و ظلامه،سارعت في خطواتها محاولةً اللحاق قبل السابعة ليلًا تأخرها هذا سيجعلها تعاقب من أبيها حتمًا لذا عليها أن تجد سببًا او عذرًا يساعدها في حالتها هذه،لقد غادرت المدرسة بعد البكاء لدقائق معدودة لكنها انهارت مجددا في الحديقة و هي تأكل المثلجات حتى مع برودةِ الطقس هذا ما زادها تأخيرا..

عند وصولها لطريق المؤدي لبيتها لاحظت أن اضواء مطعمِ والدها لا تزال مشتعلة مما يعني أنه في المحل،هذا طبيعي فوقتُ العشاء قد حان و الناس ستتوافدُ بجنون على المطاعم

تجنبت الباب الأمامي للمحلْ و أخذت تسير في الطريق المقابلِ له معتقدةً بذلكَ انها ستفلتُ من نظرات أبيها و الجدات اللوتي يجلسن أمام بابه يتحدثن بعشوائية حول أمور عديدة،هي تحترمهن لكن ما يزعجها أنهم يرغمون والدها في اعادة النظر لموضوع الزواج

تسللت خلفَ الشجرة الطويلة لتقفز بسرعةِ نحو الدرجِ المؤدي الى منزلها،نقلت الجدات الثلاث نظرهنَ نحو مكانِ الصوت فور سماع الجلبة الصادرةٍ من الدرج لكن سُرعان ما عاد انشغالهن بتلك البزلاء التي تحاوط حجز كل واحدةِ منهن و عدنا للحديث مجددا،أما نا هيي دو فقد صعدت الدرج و أخرجت مفاتيح الباب و هي تبتسم لنجاحِ خطاها في الهربِ من العديد من القيل و القال

"مرحبا بعودتكِ !"

ما أن حاولت وضع المفتاحِ في قُفل الباب حتى فتحهُ أحدهم من الداخل و لم يكن ذلك الى أبوها الذي يرتدي مئزر الطبخ و الصلصلة تغطي اجزاءه

"أبي هل حضرت العشاء؟"

وضعت شعرها خلفَ أذنها و ابتسمت بهدوء تحاول اخفاء ارتباكها و هلعها كون والدها ظهر من العدم،هي متأكدةُ ان أضواء المطعمِ كانت مشتعلةَ لابدَ أن ابوها يملك عاملِ بدوامِ جزئي او شيء من هذا القبيل

"أقوم بذلك"

قال بحزمِ مصطنعِ يحاول خلق جو متوتر لكنه فشل فور رؤية ابتسامةِ ابنته اللطيفة،نزعت حذائها عند مدخل الباب و كمشت جيبوها الانفية تحاول شم رائحةِ الطعام اللذيذة التي تعمُ أرجاء المنزل ثم عانقت أبيها جانبيةً قبل أن تجيب

" أبي أنت لن تعاقبني صحيح؟"

ظهر صف اسنانها العلوي اثر شدةِ ابتسامتها مما جعلها تبدو مرعبةً بعض الشيء لكنها ستفعلُ المستحيل لتفادي العقاب

GAMER/1990 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن