الفصل السابع عشر

13.9K 635 23
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
سارت امتثال خطوتين وهي تهز راسها لتتوقف فجاه وتعقد حاجبيها وتلتفت تجاه عمر الواقف لدي باب الشقه لتتطلع إليه وكأنه كائن فضائي قبل أن تسأله باستدراك لتلك الكلمات التي نطق بها ولم تستوعبها في البدايه
: قولت اقولها ايه ؟!
قال عمر ببساطه : قوليلها تتجوزي عمر !
ازدادت قطبه جبين المرأه المسنه قبل أن تستنكر كل ملامحها وتتجه الي عمر بخطوات غاضبه وهي تزمجر به :  عيب اللي بتعمله ده ميصحش .... !
رفع عمر حاجبه بدهشه : ميصحش ؟! هو ايه اللي عيب وميصحش يا تيته بقولك عاوز اتجوز حفيدتك
نظرت له امتثال بحده قائله : انت جاي تهزر ؟!
هز عمر راسه وقال بجديه لايعرف من اين أتته بينما دون اي تفكير أخذ تلك الخطوه  : لا طبعا أنا فعلا عاوز اتجوزها
زفرت امتثال وهتفت من بين اسنانها بحنق : استغفر الله العظيم ....ياابني انت اللي في سنك فاتح بيت وعنده عيال مش بيهزر زيك
ضحك عمر قائلا ة برضه مصممه اني بهزر يا تيته ...نظر إليها بشقاوته المعهوده وتابع وهو يستند الي إطار الباب : مش بهزر يا تيته واهو انتي لسه قايله اللي في سني فاتح بيت .... انا كمان عاوز افتح بيت ...حك ذقنه وتابع : موضوع الولاد ده مش عارف بس اوك ماشي يبقي عندي ولاد كمان
المهم اني عاوز أنجزها
جذبته امثال من ذراعه بحنق للداخل بينما تقول : طيب  ادخل
ليضحك عمر وقد يكاد يتعثر قائلا :براحه يا تيته هقع
نظرت له امتثال شزرا قائله : انا الحاجه امتثال
مال عليها عمر قائلا بمرح : انتي مش تيته وسيله وانا هبقي جوز وسيله يبقي انتي تيته كمان
زفرت امتثال بحنق مزمجرة من بين اسنانها : برضه بيقول جوزها
نظر لها عمر قائلا ببساطه : مش مصدقه ليه ....انزل اجيب المأذون عشان تصدقي
زفرت امتثال هاتفه : لا اقعد وانا هجيب وسيله تفهمني ايه معني كلامك
اوما عمر وجلس بأريحية علي الاريكه دون أن يفكر في تلك الخطوة كما اعتاد فهو يشعر وينفذ !
..يريد فيحقق ما أراده !
دون تفكير
دخلت امتثال الي حفيدها لتسالها وسيله : مشي   ؟!
وصل صوت امتثال الي عمر الجالس بالخارج بينما تقول بحنق:  لا قاعد برا
اتسعت عيون وسيله وهمست بها :  ليه يا تيته ...مش قولتلك قولي له اني نايمه
علي صوت امتثال مجددا بينما تقول :  ده مجنون بيقولي اقولك تتجوزيه  !
هبت وسيله من الفراش بعدم استيعاب : بتقولي ايه ؟!.
قبل أن تكرر امتثال كلماتها كانت وسيله تبعد جدتها من امامها وتتجه بخطوات مسرعه للخارج لتقف أمام عمر مزمجرة : انت جاي تهزر هنا ؟!
رفع عمر حاجبه قائلا بمرح لا يتماشى مع طلبه المفاجيء : هو ايه حكايه الهزار معاكم ....ايه شكلي مرسوم عليه بهزر
عقدت جبينها هاتفه : امال ايه اللي بتقوله ده ؟!
هز كتفه قائلا  : بقول ايه ....واحد اعجب بيكي وجاي يخبط علي الباب وبيطلب ايدك فيها ايه هزار
نظرت وسيله إلي جدتها التي كانت تضرب كف بكف
لتقول لها : تيته اعملي لينا شاي لو سمحتي
اوما عمر بسماجه : ليه مش شربات
زجرته وسيله بنظراتها ليقول سريعا لامتثال : خلاص شاي يا تيته ....سارت امتثال للداخل وهي تهز راسها ليتبعها صوت عمر المرح : بلبن لو ممكن
انتظرت وسيله دخول جدتها لتندفع إليه تجذبه من ذراعه بعفويه هاتفه به بتوبيخ :  انا مش قولتلك مش عاوزة اشوفك
نظر عمر اي يدها الممسكه بذراعه لتسحبها وسيله علي الفور وتظل محافظه  علي نظراتها الغاضبه
للحظه قبل أن تبعدها عن نظراته  التي تعاتبها وكأنه طفل يصعب عليها أن تظل غاضبه منه أكثر وهي تقول : جاي ليه ياعمر ....قولتلك مش عاوزة اشوفك
لامست نبرتها التي امتلئت خزلان قلبه ليقول بصدق :  وانا قولتلك عاوز اشوفك ...
نظر إليها بينما ظلت تشيح بوجهها عنه : وسيله انتي ليه قاسيه كده ؟! انا جيت اعتذرلك بدل المره الف
وانتي مصممه متسمعنيش
قالت وهي توليه ظهرها حتي لاتتأثر بتلك النبره التي يتحدث بها :  سمعتك
اوما عمر وأخذ نفس عميق بينما يقول : وانا كمان سمعتك وكلامك خلاني اصمم اكتر تسامحيني
تجرأ ليمسك بذراعها يديرها إليها لتجفل من لمسته وتبعد يده عن ذراعها سريعا فما كان من عمر إلا أنه ابتعد خطوة ولكنه اجتذب نظرات عيونها وهو يقول بصدق : اسف
رحشت باهدابها وحاولت الهروب من نظراته ولكن عيناه لاحقتها بينما يتابع : وسيله انا عاوز اتجوزك
خرجت نبرتها باهته وهي تسأله :  ليه ؟
رفع حاجبه وردد سؤالها برفق : ليه !!
أومات وسيله وخفضت عيونها تستجمع ثباتها أمام طلبه المفاجيء الذي جعل دقات قلبها تدق بقوة وعشوائيه مربكه داخل صدرها : اه ليه .....رفعت عيناها اليه وتابعت : عمر انا مش عبيطه عشان اصدق انك زي ما بتقول جاي تخبط علي الباب وتطلب تتجوزني ....انت تعرف بنات كتير وانا حتي لو انت اعجبت بيا هكون مجرد رقم بينهم ...قاطعها عمر باعتراف أيضا شعر به ولم يفكر به سابقا : في رقم بيمسح كل اللي قبله ...هز كتفه وتابع بصدق : معرفش ليه عشان اجاوب علي سؤالك ولا هقولك اشعار ولا كلام هقولك نفس اللي  قولته ليكي قبل كده ..... حسيت ومشيت ورا احساسي وانا دلوقتي حاسس اني عاوزك تكوني ليا
عاوزك في حياتي
عاوزك ومش بفكر في حاجه تانيه غير كده
صدق وصفه لشعوره لامس قلبها دون أن تفكر بأي تحليلات بتلك اللحظه لتنطق هي الأخري بما شعرت به
: الغي اخر جمله
عقد حاجبيه بعدم فهم لتتابع وسيله : وقف كلامك عند عاوزك في حياتي إنما عاوزك بس معاناها اني مجرد حاجه عاوزها وخلاص
هز رأسه سريعا : لا طبعا مقصدش
نظر إلي عقده جبينها التي تمسكت بها لتحاول ان تخفي بها تلك المشاعر التي هبت كعاصفه تكتسح اي تفكير أو شعور اخر ولكن عمر رأي تلك اللمعه بعيونها والتي تخبره أنها سعيده ليقول برجاء :  وسيله ممكن تبطلي تكشير وتردي علي طلبي باللي انتي حاسه بيه دلوقتي
ارتبكت كلماتها بالضبط كما ارتبكت كل مشاعرها وتفكيرها ليقترب عمر منها خطوة بينما يشاكسها : 
سيلا يا صاحبتي يا اللي كنت بشد شعرها ...فين ضحكتك الحلوة
ببطء رفعت عيناها إليه بينما بقوة تضغط علي كلتا شفتيها حتي لا يريد تلك الابتسامه التي خرجت من قلبها قبل شفتيها علي تعبيره اللطيف قائله بصوت حاولت أن يكون جاد : عاوز ايه ؟!
غمز لها بشقاوة : قولتلك عاوز اتجوزك ....
موافقه
هزت راسها ليعقد عمر حاجبيه هاتفا : ميبقاش دمك تقيل بقي ....انا شايف في عينيكي انك موافقه بس مش عاوزة تقولي أه ....
مال ناحيتها وقال بغرور محبب : انا عمر السيوفي مترفضش
نظرت له ومازالت تحاول رسم الجديه : مغرور اوي
ابتسم لها قائلا بغزل : وانتي حلوة اوي  ..
اندفعت الدماء لوجنتها ليبتسم عمر ويداعب قلبه شعور جديد برؤيه خجلها ليقول بشقاوة محببه :  طيب ايه ....موافقه ؟! يلا قولي اه ....عنيكي الحلوة بتقولي موافقه
هزت راسها وهي تبعد عيونها عن عيناه ::
مواقفه ايه يامجنون ...لا طبعا
رفع حاجبه : هو ايه اللي لا طبعا ...بقولك عنيكي قالت موافقه
قالت وسيله ومازالت تحاول رسم علي وجهها الجديه عبثا :  موافقه نوعا ما اسامحك بس موضوع الجواز ده معرفش
نظرت إليه وهزت كتفها بحيره : فاجئتني بصراحه اصلا ازاي بالسرعه دي
نظر لها عمر ببساطه قائلا : انتي حاسه بايه ناحيتي
هزت كتفها قائله بعيون زائغه من نظراته : معرفش
رفع حاجبه وقال بمرح : ايه ده...؟! يعني مش حاسه انك مفقتداني طول الايام اللي كنتي مخصماني فيهم
ضيقت عيونها وتحولت كل نظراتها الي الغيظ وهي تهتف به ما أن تذكرت فعلته : كنت حاسه  اني بكرهك ومش طايقاك
قطب عمر جبينه وهز رأسه قائلا : لا قولي زعلانه مني إنما بكرهك دي كتير اوي عليا اوعي تقوليها تاني
قالت ويلاه بعتاب : اتصدمت فيك ونظرتي ليك اتغيرت
هز عمر رأسه ونظر في عيونها قائلا برجاء : لا ياوسيله مش عاوزك تشوفيني كده شوفيني اني زي ما قولتلك حسيت اني عاوز اعمل كده وبس وان انا مش وحش
هزت وسيله راسها مستجيبه لرجاءه
ليبتسم لها قائلا : خلاص سامحتيني
أومات له ثم رفعت اصبعها أمام وجهه:  بس هتوعدني انك مش هتعمل كده تاني
نظر لها عمر باستنكار قائلا : لا طبعا هعمل كده ؟!
اتسعت عيونها بانزعاج : ايه
غمز عمر قائلا بعبث : مش انا هتجوزك ...اكيد هبو....أسرعت وسيله تضع يدها علي فمه هاتفه به بتوبيخ تسكته عما يقوله : ايه قله الادب دي اسكت
استغل الفرصه ليقبل باطن يدها الموضوعه فوق شفتيه لترفع وسيله يدها بسرعه بعد أن اصابتها تلك الرجفه بسبب قبلته ليدها 
التفتت تجاه جدتها التي وضعت الشاي بوسط الطاوله ووقفت تتطلع الي عمر لحظه بينما يكاد يقفز من الفرح لتقول له : ما تدخل تغسل وشك ياابني عشان تفوق شويه
رفع حاجبه باستنكار : وانا دايخ يا تيته ؟!...شوفي جدتك  ياسيلا
احمر وجه سيلا بينما تنظر إلي جدتها بخجل قائله : تيته ...هو ....عمر ...عمر يعني كان بيتكلم حد
تدخل عمر قائلا : اهي قالت لك ...بتكلم جد وبطلب اتجوزها .....ايه رايك موافقه ؟!
قطبت امتثال جبينها قائله :  لا انا اصلا ماليش رأي ...
نظرت إلي وسيله وتابعت : الرأي رأي امها
قالت وسيله بانزعاج : ماما ؟!
أومات امتثال بجديه : أيوة ....انا جدتك انما هي امك اللي خلفتك وحقها تقرر جوازك مش انا
التفتت الي عمر وتابعت : لو فعلا عاوز تتجوزها لازم تطلبها من امها
اوما عمر بترحيب : وماله اكلمها طبعا .... وسيله تديها فكرة وانا هروح اقابلها
أومات امتثال قبل أن ترتسم ابتسامه علي شفتيها لرؤيه ابتسامه حفيدتها السعيده
قال عمر بود : بس راي حضرتك برضه يهمني
قالت امتثال بابتسامه هادئه : والله ياابني ...انت شاب دخلت قلبي من اول ما شوفتك وسيلا بتتكلم عنك بالخير لو هي موافقه انا معنديش مانع بس الرأي الأول والأخير لوسيله ووالدتها  ..
............
...
اسرع مراد يمسك بذراع جوري و يقف أمامها ينادي اسمها برجاء : جوري
هتف به عاصم بغضب وهو يجذب ابنته يوقفها خلف ظهره : ابعد ايدك عنها
قال مراد وهو يرفع عيناه تجاه عاصم : عمي
قالت زينه برجاء بينما تري نظرات ابنتها المتمزقه ما بين ابيها وزوجها الذي هي ادري الناس به وبطباعه الصعبه  : عاصم لو سمحت اهدي ....و خليهم يتكلموا
هتف عاصم بنبره ساخطه : مفيش كلام انتهي
اتجه مراد ليقف أمام عاصم قائلا بتمهل لعله يستطيع أن يثنيه عن كلامه : عمي حضرتك مسمعتنيش
هتف عاصم بسخط وهو يشيح بوجهه : ومش عاوز اسمعك ...نظر له بغضب وتابع : بقي انت بتطلق بنتي ..!
تدخلت جوري بامتعاض تحاول شرح الأمر الذي تطور كثيرا بمعرفه ابيها وسيكبر أكثر : بابي الموضوع مش كده
التفت لها عاصم وقال بنبره قاطعه : جوري مش عاوز كلام .... لمي هدومك قولت 
نظرت جوري بعتاب الي مراد بينما لم تكن يوما تريد أن يصل الحال بهم الي هنا ودوما ما حذرته ليزم مراد شفتيه وهو واقف مكتوف الأيدي يسأل نفسه هل يتهور ويقف أمام ابيها ويمنعه من أخذها ..!
قال مراد بتهذيب : عمي انا بحترم كلام حضرتك ... بس جوري مراتي ومينفعش تاخدها
نظر له عاصم بشر هاتفا : خلاص طلقتها يا بابا وانتهي
نظر له بغضب شديد قبل أن يميل عليه ويتابع بفحيح : انا من سنين وانا مستني ليك علي غلطه ....من وقت ما جت معيطه تشتكي منك بعد شهر العسل وانا حاطك في دماغي ومستنيها تيجي في يوم تقولي بس قالي كلمه ضايقتني بس هي كانت دايما بتضحك وتقولي مبسوطه وانا كنت ساكت عشان تفضل مبسوطه إنما دلوقتي اهي جت ليا الفرصه وغلطت ياابن البحيري ....حاسب بقي علي غلطتك ...!
............
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن