•• ما لا نعلمه لا نستطيع إدراكه ••
هل شعرت يوماً بأن العالم الذي تعيش فيه غامض . يخفي الكثير من الأسرار التي لا يجب أن تعلم بها .. وإذا علمت بها لن تستطيع فهمها أو إستيعابها.. وإذا استطعت أن تفهم جزء قليل منها سوف يتغير عالمك كله، لأنك لن تستطيع العيش فيه بسلام ولن تشعر بالأمان ايضاً…
.................
يوليا
تباً..تباً لقد تأخرت نظرت إلى الساعة في يدي وأنا أسرع في ارتداء حذائي قبل ان احمل هاتفي ومفتاح الشقة وأنا أركض الى الخارج بسرعة. ولم أنسى بالتأكيد قفل الباب خلفي..
ركضت بسرعة عبر الممر للوصول إلى المصعد و انا انظر الى ساعة يدي بتوتر ملحوظ.. عندما وصلت الى المصعد ضغطت على الزر عدة مرات ولكنه لا يفتح، اللعنة ليس الآن..هذا ما فكرت به قبل ان انظر الى الأسفل و أرى السُلم…
في محاولتي لالتقاط انفاسي رن هاتفي في جيب بنطالي وانا أركض على السُلم للنزول الى الأسفل، حتى إنني أجبت على الاتصال دون رؤية اسم المتصل .
"أعلم، أعلم.. لقد تأخرت أنا قادمة عشر دقائق فقط وأكون امامكِ " هذا ما اخبرتها به قبل ان أغلق الهاتف، لانني اعلم بأنها سوف تبدأ في الصراخ الان، سوف تقتلني اليوم بلا شك..
عندما وصلت الى الأسفل زفرت انفاسي براحة قبل ان اعود للركض من جديد، لانني لا املك حلاً آخر سوى تقليل فترة غيابي من اجل تقليل فترة صراخها عليّ ..
في أثناء سباقي مع الزمن رأيت في طريقي جارتي العجوز ماري التي تسكن في الشقة المجاورة لي وهي تحمل كلبها بوبي بين ذراعيها، على يبدو أنه موعد جولته الصباحية.
"صباح الخير ماري، تبدين جميلة كالمعتاد، الأحمر يليق بكِ"..
أخبرتها بهذا مما جعلها تبتسم قبل ان تناديني.. " توقفي يا فتاة لماذا تركضين بسرعة "
واصلت الركض وأنا أصرخ من اجل تسمعني " انا آسفه ماري لكن ليس الآن، لقد تأخرت عن العمل و روز غاضبة للغاية لهذا يجب أن أسرع، قَبلي لي بوبي.. وداعاً"..
هذا آخر ما أخبرتها به قبل ان اخرج الى الشارع حيث تتواجد دراجتي الهوائية، توقفت للحظات من أجل إلتقاط أنفاسي و فتح قفلها بسرعة ولم انسى بالتأكيد إرتداء خوذتي، بالإضافة الى وضع سماعات هاتفي في أذني للاستماع إلى الموسيقى والتخلص من ضوضاء السيارات أثناء رحلتي ..
قدت دراجتي عبر الشوارع ودخلت عبر الأفرع الضيقة لإختصار الطريق لأنه من المستحيل الوصول بسرعة الى مكان عملي بسبب الازدحام المروري الخانق صباحاً في شوارع باريس …
أنت تقرأ
المَسار
Ciencia Ficciónتستيقظ "يوليا" فجأة وسط كابوس حيّ، لا تتذكر كيف وصلت إلى هذا المكان، ولا تعرف الفتيات اللاتي يشاركنها المصير. الغابة التي وجدت نفسها فيها ليست مجرد أشجار وحيوانات مفترسة، بل مسرح لصيدٍ من نوع آخر. هنا، هي الفريسة، والرجال الذين يلاحقونها هم الصيادون...
