الفصل التاسع والعاشر الأخير

5.5K 329 137
                                    

الفصل التاسع
#كاليندا
#بقلم_ولاء_رفعت


ينتظر رأفت المحامي أمام مكتب المساعد، ينظر في ساعة هاتفه بزفاذ صبر حتي صدح رنين جرس التنبيه فنهض ذلك المساعد قائلاً بابتسامة زائفة:
_ أتفضل يا متر، حماد بيه في انتظارك.

نهض هذا الخائن والسعادة تنبلج علي ملامحه، يعلم ما سيغتنمه من تلك الفرصة الذهبية، علي يقين بأن حماد السفوري علي استعداد دفع مبالغ طائلة من أجل نجله المتهور وألا يمكث في السجن لثانية واحدة.

طرق الباب ثم قام بفتحه وأرتسم علي ثغره ابتسامة سمجة قائلاً:
_ مساء الخير يا حماد بيه.

أشار إليه الآخر بالدخول:
_ أتفضل يا متر.

جلس علي الكرسي أمام مكتبه وقال:
_ أنا عارف وقت حضرتك ضيق، فمش هطول عليك كتير.

تنهد الأخر فأخبره:
_ يبقي أحسن، أتفضل هات اللي عندك.

تبدلت الابتسامة من السماجة إلي المكر والدهاء:
_ اللي عندي يساوي قيمة ولي عهدك، أو نقدر نقول حريته وسمعته وسمعة عيلة السفوري.

رجع الأخر بظهره إلي المسند الخلفي وقال:
_ مش لما أشوف اللي معاك يستحق ولا تكون اشتغاله وأبقي زي اللي بصطاد سمك في ميه.

وضع الأخر حقيبته أمامه علي الطاولة الصغيرة وقام بفتحها وأخرج منها هاتف مُغلف بكيس بلاستيكي ذو سحاب ضاغط وظرف ورقي مُغلق ووضعهما علي المكتب لكن في قبضة يده.

هز الأخر رأسه وسأله:
_ إيه ده؟

أجاب الآخر بثقة بالغة:
_ ده موبايل ابنك اللي نسيه في مكان اللي عمل في عملته و عليه فيديو باللي عمله، والتاني ده ظرف فيه تقرير الدكتور اللي بيأكد إن البنت أتعرضت لمحاولة اعتداء فقدت فيها جزء من عذريتها و اللي يثبت التقرير ده الفيديو اللي في الموبايل، يعني أدلة بتكمل بعضها.

أطلق الآخر زفرة وكأن جبل قد أنزاح من فوق صدره، نهض وذهب أمام خزانته الإلكترونية ووضع كفه فوق الشاشة حتي تطابقت البصمة وفُتحت الخزنة، أخذ من داخلها ظرف كبير ثم أغلقها وعاد إلي كرسيه مُلقياً أمام رأفت الظرف.

نظر الآخر إلي الظرف وسأله:
_ كام دول؟

أجاب حماد بعنجهية:
_ خمسين ألف جنيه وليك زيهم لما أتأكد أنك مش تكون ناسخ من الفيديو اللي علي الموبايل نسخ تانية.

نصف ابتسامة علي ثغر الأخر الذي قال:
_ أبقي مغفل ومجنون لو عملت حركة زي دي، لأن أنا مش عايز فلوس، أنا عايز أكون المحامي الخاص لسيادتك.

قهقه حماد حتي تردد صدي ضحكاته وتوقف لتتحول ملامحه إلي الجدية، قائلاً بتهكم:
_ وأنت بقي يا محامي بير السلم، عايزني أخليك المحامي بتاعي!

كالينداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن