الفصل الثاني

4.9K 277 37
                                    

الفصل الثاني
#كاليندا
#بقلم_ولاء_رفعت

كانت في طريقها إلي خارج مبني المركز التعليمي نظرت إلي شاشة هاتفها حيث كانت قد تركته علي الوضع الصامت كما آمرهم المُعلم، وجدت الكثير من الاتصال من أحمد و والدتها، فأجرت الاتصال بوالدتها لتطمأنها إنها قادمة ولكن سوف تذهب إلي أقرب مكتب تصوير المستندات حتي تقوم بتصوير أوراق المراجعة لصديقتها إسراء ثم تذهب لحماها و تتركها لديه.

وقبل أن تنشغل بما ستقدم عليه تذكرت اتصال أحمد أكثر من عشر مرات فقامت بمهاتفته لكن تلقت رسالة مسجلة بأن الرقم غير متاح، عبئت صدرها بالهواء ثم أطلقته زفيراً وهي تنظر إلي الساعة لتجدها السابعة مساءً حيث أسدل الليل سواده المعتم و أصبحت الطرقات هادئة وشبه خالية من المارة، هكذا طبيعة حال أهل القرية بعد صلاة العشاء الكل يذهب إلي منازلهم ويعم السكون وأصوات حفيف أوراق الشجر وصوت صرصور الحقل يصاحبه أصوات الضفادع المزعجة حيث ينتشرون في مجري الترع المائية.

كانت سريعة الخُطي حتي تلحق بمكتب التصوير قبل إغلاقه، وصلت إليه وهي تلتقط أنفاسها قائلة بتهدج:

_ السلام عليكم يا عم سامح، معلش صور لي الملزمة دي نسخة.

أجاب الرجل وهو يرمقها باعتذار:

_ أنا آسف يا شمس يا بنتي والله الحبر بتاع الماكينة لسه خلصان، زي ما أنتي عارفه ده موسم تصوير ملازم وأوراق مراجعة الامتحانات وكان النهاردة عندي ضغط كبير علي المكن لحد ما كل مخزون الحبر الي عندي كله خلص، تعالي لي بكرة بعد الضهر إن شاء الرحمن.

أومأت له وقالت:

_ إن شاء الله.

وذهبت إلي طريق العودة إلي منزلها لكن أستوقفها انقطاع التيار من أعمدة الإنارة في الطريق الرئيسي، تأففت لأنها ستضطر أن تسلك الطريق الآخر الذي تمقته بسبب انتشار المنازل المهجورة القديمة وهيئتها المُرعبة في الليل.

أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي، و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المُخيفة، مهلاً هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!

ألتفتت خلفها لم تري شيئاً ، تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة من منزل مهجور، حينها صرخت و استعاذت بالله في نفسها، و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته، وكادت تصرخ لكنه أسرع بوضع كفه علي فمها قائلاً بتهديد:

_ إيه خايفة؟

هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معاً ودفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها:

_ كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل بأي كلام لما كنت بهددك المرة اللي فاتت، لاء يا شمس، ده مش أنا، مش حمزة السفوري اللي تيجي علي آخر الزمن حتة بت ملهاش لازمة زيك تعلم عليه، أنا اللي بقول للبنات لاء، وعمري ما واحدة فيهم قالت لي لاء، أنا اللي بقول سمعاني؟

كالينداحيث تعيش القصص. اكتشف الآن