لنعد اخوة

965 84 504
                                    


يجلس جيمين امام الدكتورة خاصته وهو يشعر بالتوتر فهذه اخر مرة يأتي بها الى عيادتها..

لتسأله بابتسامه عمليه : لا تقلق من شيء...سوف ننتهي قريبا..والآن كما اتفقنا اخبرني بكل ما تتذكره منذ البداية...الى الآن...ليس مقتطفات ككل مرة...بل اخبرني بقصتك كاملة...

اومأ جيمين برأسه وهو يغلق عينيه ويبدأ بالحديث كأنه يروي قصة شخص اخر ويتعمق داخل ذكرياته مع كل كلمه ينطق بها :

فلاش باك ///

يقف فتى صغير في الخامسه من عمره...ذو ابتسامه لطيفة توقع الجميع بحبها...وملامح تنطق بالبرائة التي يحملها هذا الصغير

يقف امام النافذة وينظر منها بعينين دامعه حزينه إن رأها احدهم لتقطع قلبه على حالته...ينظر لامه وابوه...وهما يجريان وسط الحديقة المليئة بالثلوج المتساقطة....يجريان خلف اخوه الكبير يونغي...وهما يضحكان بشدة... ويلعبان معا..

ويونغي الفتى ذو الاثنى عاما...يلهو بالثلج ويضحك وهو يغرق والده به...واصوات ضحكاتهم المستمتعة تخترق قلبه لتزيد نزيفه

فها هو يقف وينظر لهم من بعيد كالغريب
فمن الممنوع له الاقتراب منهم او مشاركتهم في اي شيء

وعندما يحاول التقرب منهم لا يتلقى سوا نظرات الكره والاحتقار...ونظرات اخرى مؤلمه لا يستطيع تفسير سببها هذا الطفل الصغير...ولا يفهم منها سوا انهما لا يحبانه كما يحبان اخاه..وانه لا شيء بالنسبه لهم...

فيونغي بالنسبه لهم هو صغيرهم وولدهم الوحيد...فوالدته لم تنظر له بحنان قط...ولم يعانقه والده في حياته...منذ ان وعى وهو طفل مرمي في المنزل...لا احد يهتم لوجوده ولا احد يراه...

عينيه تنطق بالف سؤال...تسأل والديه بألم لماذا انجبتموني ان كنتم لا تريدوني....لماذا لا تحبوني كما تحبون اخي...ما الخطأ الذي فعلته؟

كبر هذا الطفل ومرت السنين والمواسم ولكنه مازال كما هو...ومازال يقف في نفس المكان كما كان عندما كان طفلا...خلف نافذة غرفته...

عودة للحاضر //

الدكتورة : جيمين اخبرني بالقصة بلسانك انت..هذا ماضيك...وهذه قصتك..اخرج كل ما في قلبك.

جيمين وهو يحاول الاسترخاء بعد تذكر طفولته المؤلمه : حاضر..سوف احاول !!

فلاش باك ///

اصبح عمري وقتها ستة عشر عاما....كنت انظر لاخي الذي اصبح بالثالثة والعشرون من عمره...وقد تخرج من الجامعه

لنعد اخوة ( يونمين )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن