كهف نجوسو

406 12 3
                                    

                  الإهداء

إلى صاحبة الثلاثة عشر ربيعًا التي أرسلت لي يومًا رسالة تقول فيها إنها استطاعت تجميع ثمن كتابي وستقابلني في معرض الكتاب لتحصل على الكتاب وعليه توقيعي، فأعجبني شغفها وحماسها وانتظرت قدومها لأفاجئها، في اليوم التالي خرجت من القاعة لأجلب شيئًا من الخارج فوجدتها تجلس بالمطعم وتأكل، وحين انتهت من الأكل دخلت في عراك مع النادل لأنه يطلب منها خمسين جنيهًا وهي لا تملك سوى ثلاثين جنيهًا، فذهبت ودفعت للنادل كل المبلغ فدمعت عيناها من شدة الحرج فقلت لها ممازحًا: الكتب أشهى أم الأكل؟

قالت: الكتب تأخذنا إلى عالم آخر.

قلت: والأكل؟

تنهدت ثم أجابت: الأكل هو العالم الآخر........

إليك أيتها القارئة الصغيرة المَرِحة أهدي روايتي.

    

                          ************

                         

ويحدث أن تنفر من واقعك الأليم الذي لا تجد فيه غير النبذ والشقاء فتذهب لمضجعك كارهًا غير راغب لتهرب من واقعك فتتفاجأ بأحلامك هي أشد ألمًا وأكثر شقاءً من واقعك!

فأين المفر؟

ويحدث أن تنفر من عيون النبذ التي تلاحقك في كل شارع وكل بقعة تطؤها قدميك فتركن في بيتك منعزلًا ومنزويًا عن الناس وتحبس نفسك فيه وتُغلق عليك بابه وكل نوافذه لا يزورك فيه زائر ولا يراك راءٍ، لا تشعر إلا بنسمات الهواء الخفيفة التي تداعب أنفك  لتبقيك على قيد الحياة، ولكنك تتفاجأ أيضًا بأن كل ركن بالبيت فيه ذكرى مؤلمة يضيق بها صدرك ولا تحتمل عناء ذكراها فتشعر بأن منزلك أضيق عليك من كفة الحابل! فأين المفر؟ وكيف السبيل؟

           ************

الحلم نفسه، والأحداث نفسها، والأشخاص أنفسهم، والمكان نفسه لم ينقص منه جدار ولم يزيد، ما زال يراودني هذا الحلم منذ خمسة شهور وهو يتكرر معي كل ليلة!

"كن قويًا؛ فالحياة لا ترحم الضعفاء"

 واستعد لتحصل على العلامة، ولن يحصل عليها إلا القوي)!!!"

تتردد على مسامعي تلك الكلمات وأنا ممدد على  طاولة خشبية داخل معبد فرعوني وأكون مقيدًا حينها بالسلاسل الحديدية في كل جسمي ما عدا يديّ محررتين.

يظهر رجل نحيل الجسد أصلع الرأس بعينين خضراوين بارزتين ويرتدي ملابسَ فرعونية ويمسك بيده خنجرًا حديديًا بمقبض ذهبي وطرف صخري بلوري ونصله مزين بزخارف زهرة الزنبق وحيوان ابن آوى، يستعد لغرز خنجره في بطني، فأمسك بيده وأحاول إبعادها عني وأصيح بأعلى صوتي مستنجدًا بأختي وأصرخ قائلًا: إيمان....إيمان..

أوناسيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن