وجودكم جميل غيابكم لايضر

29 11 2
                                    

قصة  قصيرة 

تقول صاحبتها :

كانت لدي صديقة تعرفت عليها في الروضة و ارتدنا نفس الصف لسنوات عديدة ، لم تكن مجرد صديقة بل كانت لروحي توأمها ، بئر أسراري ، شريكة شقاوتي ، و رفيقة دربي ، انتقلوا للعيش بحي آخر بعيد عن منطقتنا  ، حزنت كثيرا حينها ، و افتقدتها بشدة ، اخذت وقتا كثيرا كي إستمر بالعيش بعد رحيلها رغم اتصالي بها الدائم  في السنوات الاولى ثم فقدت أثرها ، بقيت لعشر سنوات كاملة أبحث عنها على مواقع التواصل الاجتماعي ، لم أستطع خلالها الوصول إليها ، لكني من خلال اسمها العائلي وصلت الى أحد قريباتها ، فتواصلت معها ، أخبرتني أنها ستلتقي بها بعد ايام في بيت الجدة بمناسبة عيد الفطر
انتظرت بشغف رسالة منها اتصال هاتفي اوحتى طلب صداقة بعد ان زوًدت قريبتها بكل المعلومات عني  ، بعد أسبوع ، اتصلت بي قريبتها محرجة ، تتلكئ بالحديث ، اعتذرت مطولا قبل أن تفتح أي حديث لتفاجأني ان صديقتي المقربة قالت بالحرف ، انها تعرفني لكنها لا تريد ان تعرف عنًي أي شيء او تتواصل معي .
الآن انا أجلس بالحديقة مع قريبتها بعد أن اصبحنا صديقات ، لقد تخطيت الصدمة بعد ان كادت تودي بحياة جنيني .
انها نفس الصديقة التي في طريقنا الى المدرسة ، اخفيت عنها قطعة حلوى و رفضت أن أشاركها لالتهمها وحدي عندما أعود للبيت و في اليوم الموالي ، بينما كنت شاردة يعذبني تأنيب الضمير الطفولي اني طفلة سيئة بخلت صديقتها بقطعة حلوى ،استفقت على صراخها بعد ان  كادت تدعسنا سيارة ، دفعتها على الرصيف و قفزت امام السيارة لأحميها .
جروح طفيفة بجسدي ، لكن الندوب بقلبي الصغير بقيت خدوشا تحدث شرخا بي ، لقد استفحل تأنيب الضمير بداخلي يوما بعد الآخر بسبب القطعة الحلوى البائسة حتى اصبت بضغط الدم رغم صغر سني ، و استلزم علاجي زيارة طبيب نفسي  لأتعافى ، اعتذرت منها مطولا و في كل مرة تنفجر ضاحكة لسذاجتي و انها غير مهتمة .
كنت اعلم أنها لا تحبني بقدر حبي لها ، و قد كانت مستغنية بقدر تعلقي بها ، و لكني لم أكن ابصر الأمور بعيني ، بل ابصرتها بقلبي .
تعلمت بعد فوات الأوان الا أشعل اصبعا واحدا من  نفسي من أجل احد يستمتع باحتراقي .
ان احافظ على مسافة الأمان في علاقاتي كي لا اصطدم بأحد مجددا و لا يلتاع قلبي لبعد أحد .
ان اعامل الناس بمبدأ وجودهم بحياتي جميل ، و غيابهم لا يضر
#خربشات_نوريانا

خربشات نوريانا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن