خربشات نوريانا

وداع آخر مؤلم

حانت مني نظرة سريعة أخيرة لاركان البيت الفارغ الذي تركته ، رغم حماسي للانتقال لبيت جديد ، شعرت بصوت غريب يصدر من الزوايا ينادي علي معاتبا ،  فمر شريط ذكريات ثلاثة سنوات مكثتها بهذه الشقة ، تعالت هنا صوت الضحكات لي و لضيوفي و في الركن الآخر تعالى بكائي حين فشلت في تحمل الابتلاءات ، هنا جلس الكثير من الضيوف ، و هناك جلست وحيدة في الزاوية اكتب الروايات و بعض الخواطر التي لا تزال حبيسة اوراقي ، في هذه الغرفة تلقيت بشائر سارة و نفس الغرفة وصلتني انباء الفقد لأعز الناس ، في هذا المطبخ الفارغ حضرت مأكولات بكل حب و جربت وصفات جديدة كثيرة و ابتكرت بعضها و تسترت على بعض الفضائح الفاشلة و منها المالحة و المحترقة، و في نافذة المطبخ أطعمت الحمام خبزا كل صباح .
كل بيت ايجار انتقل إليه أترك بعضا مني بأرجائه ، أترك عمرا محمل بالذكريات ، و آخذ منه شيئا منه الى بيت جديد و كلي أمل في الله ان انتقل لبيت بملكيتي يكون شاهدا على كل احداث حياتي التالية ، اخلد فيه عاداتي و طقوسي اليومية عساني أرتاح من الوداع ، فوداع عتبة الدار موجع تماما كوداع الأشخاص
#خربشات_نوريانا