10- نجاة

214 22 11
                                    





.

.
.
.

أظهرت حزني ، ألمي ، بأسي و كامل ضياعي
ما لم احتمله لأيام ظهر بتفاصيله أمام الأصغر و الذي لم يتقبل ما سمعه ولا ما رآه
كيف لصديقه الذي اعتبره أخاً أن يتغير جذريا ؟


: Ni-ki / نيكي




بعد تلك الساعة المتأخرة فجرا
ازدحمت الأفكار برأسي غير مرتبة ، رغم أن الشمس تشرق لتجعل الأرض زاهية إلا انني فضلت سكون الليل لان تلك الشمس ببساطة آلمتني كثيرا

لم أنل ثانية واحدة من النوم بينما أستلقي في سريري رفقة ستة آخرين .. تجمعنا غرفة واحدة بأربعة جدران لكن لم نتبادل حرفا بيننا
أشتاق لهم كثيرا ، أشتاق للذين اجتمعت معهم تحت نور الشمس و فوق العشب ، الذين خططت معهم لمخالفة القوانين و للهروب و العيش خارجا كبشر عاديين
أشتاق لهم بشدة ..!
. و هل سيعودون يوما .

أفكر بهذا تارة و أفكر بالمستلقي في السرير العلوي على يمين الغرفة
بما يفكر يا ترى ؟ بعدما سمعت ما جرى معه انا فقط وجهت ظهري نحوه و غادرت
لا أستطيع تقبل ما سمعته بتلك البساطة
من سيفعل ؟

هل علي أن اخبر جونقوون هيونق عنه ؟ ماذا عن باقي الهيونقز ! هل يُعقل ان اسبابهم مثل سبب هيسونق هيونق ؟

هل .. هيسونق هيونق اصبح وحشا ؟
أخجل من طرح هذا السؤال حتى بيني و بين نفسي لكن يستحيل ان يكون بشريا
ليس بعد ان اختلف تماما

سئمت من التفكير و آلمني رأسي تزامنا مع رنين المنبه
كيف سيمر هذا اليوم الذي أستطيع التنبأ أنه أسوء من الجحيم
هيسونق هيونق خرج مباشرة دون ان يرفع رأسه عن الأرض ، أراقبهم دون أن أرفع جزئي العلوي عن السرير

جيك هيونق يليه جاي هيونق
لا يتحركون إلا اذا خرج الشخص الذي قبلهم من الغرفة
يا للمأساة !
تعمدت عدم الحركة لأنفرد بنفسي في الغرفة لاني لا اتحمل النظر لهم ، ليس و كأننا ننظر لأعين بعضنا لكني لا أريد رأيتهم حتى ظلالهم لا أتحملها

لكن جونقوون هيونق بقي معي
يبدو أنه ينتظر هذه اللحظة منذ البارحة
لم أفكر بإجابة بعد !

ذعرت فجأة لكنه لم يسمح لي بالتفكير في إجابة فتقدم نحوي و جلس على طرف سريري ، ركز أعينه علي و أستطيع رأية الفضول في عينيه

"إذا ؟ ألن تخبرني بما حصل؟"
تكلم بنبرة مستغربة من سكوتي المفاجئ
ماذا سأقول الآن ؟ هل أقول أن هيسونق هيونق اصبح وحشا ؟ لن يصدقني حتما و لا أريد أن أتكلم عن أخي بهذه الطريقة !

"لقد اكتشف أمري لذا مثلت انني ذاهب لأحضر بعض المياه ثم صعدت للغرفة"

هذه الكذبة الوحيدة التي استطعت التفكير بها ، ليس علي أن أخبره بالحقيقة

"اوه! حقا ؟ حسنا هذه ليست مشكلة"
ردّ بتفهم بينما إستمر بالنظر نحوي و كأنه ينتظر مني شيئا ما .. لكنني أجبته بالفعل؟

علي أن أتصرف بطبيعية
سحقا لغبائي لم أسأله عن سونو هيونق و السيدة الحمقاء !

سارعت بتوجيه عيناي نحوه و سألت بسرعة
"ماذا عن تنصتك لحديثهما ؟ هل عرفت شيئا ما؟"

"ليس شيئا جديرا بالذكر ، تكلما لدقيقتين فقط"
أجاب جونقوون بسلاسة كأنه نظّم هذه الجملة من قبل

يبدو أنني أصبحت بعيدا حتى عن جونقوون هيونق
الآن أصبحت وحيدا حقا ...

.
.
.
.
.

..............................................................


👤؟

قد يأتي يوم يتغير فيه شيئ ما
شيئ لم يكن ليتوقعه أي كائن لكن على أراضي الكوكب الشاسعة و غابات الأوطان الواسعة قد يحدث ذلك التغيير
تغيير يشبه الكوارث التي تحصل فجأة مصحوبة بالأضرار المتنوعة .. ان حصلت كارثة ما فإن أول ما سيفكر به البشر هو عدد الأضرار بينما سيبحث العلماء و المراسلون عن السبب و المعلومات القيّمة
لكن إن فكّر مجموعة من الأشخاص بكيفية النجاة بدل عدد الأضرار أو السبب ..
هل ستبقى هذه مجرد كارثة ؟
حتما لا

أفكر بالسنوات الخمس الماضية
لم نشهد فيها أي خير و أي سلام
انتشر الهدوء بسرعة خلال سنوات و لا يزال يستمر بالإنتشار ، هدوء سيكرهه حتى الإنطوائيون !
هدوء قاتل

قد أبدو قاتلا ، طماعا ، خبيثا و مجرما لكن لا أهتم
لا أهتم سوى بسبل العيش للنجاة

استمررت بالتفكير و أنا أراقب من الشرفة
أراقب الأراضي القاحلة و البيوت التي لم تعد تدب فيها الحياة ، حتى النباتات تلونت بالبني الشاحب تعلن أنها ما عادت تتحمل أيضا تماما كالبشر
ماذا حلّ بهذا الكوكب ؟

قاطع تفكيري رفيقي الذي نبس قائلا
"لا نعلم ما حلّ به لكننا نعلم كيفية النجاة من تغيره
أليس كذلك ؟"

عقدت بين حاجباي اتساءل من أين له بهذه الطاقة الإيجابية ، لم أره بهذا الحال منذ أشهر
لحظة ...
عُدت أنظر له بطريقة مختلفة
حماس و لهفة .. و ربما بعض السرور ؟
و قبل أن أسأل أجابني

"أجل ! لقد نجحنا في أوّل خطواتنا أخيرا !"

بعد تجارب عديدة كاد اليأس أن يتغلب علي و لن أكذب و أنكر أنه كان على شفة من ذلك ، و لكن أخيرا سنفعل ذلك

حتى و إن ارتكبت ذنبا عظيما
نحن سننجو !

.
.
.
.
.
.
.

- 708 كلمة .

مخلوقات الميتم Orphanage Creatures حيث تعيش القصص. اكتشف الآن