1• لقاء مطمئن

228 20 59
                                    

إيلينا:
دَخَلْتُ المكتبة و قهوتي في يدي آملة ان يكون حظي معي، نظرت للرفوف لأتنفس الصعداء انها نظيفة...مشيت بضعة خطوات و الطريق للوجهة بدت اضعاف الطبيعية، نظرت للطاولة انه هنا انه هنا! مشيت للطاولة بجانب طاولته الخشبية في تلك الزاوية يا الهي لما يحب الجلوس هنا، جلست لأقابل وجهه لقد وضع كوبا من القهوة ايضا! حسنا هو كان يميل للمر الساخن أما أنا فقهوتي اليوم كانت -على غير عادتي- حلوة ساخنة، فتحت كتابي و لازلت ليومنا هذا اجهل ماكان عنوانه ظللت انظر لرفوف المكتبة بين الحين و الاخر الكتب منظمة و نظيفة لم تكن عليها الاغبرة لقد كان حريصا جدا عليها، حدقت به و هو يخط بقلمه على تلك الورقة كعازف عود محترف، كان الهدوء يعم المكان، اكاد اسمع صوت الهواء يمر من حولي، رفع بصره من اوراقه لطاولتي ثم لي و عندها فقط بدا لي السقف باهرا و الارضية مدهشة

اقتطع تأملي بصوت منه "هل احكي لكِ قصة؟" نظرت له ما خطبك؟ رأيتك قاتما حتى من بُعدي هذا و تمنيت لو اني لم ارك كذلك، لأول مرة استطعت تمييز حزنك لهذه الدرجة، لم استطع تخطي تلك النظرات الى الآن و لا تحملها فكيف لك ان حملتها؟

تداركت نفسي و اظهرت صوتي قائلة "نعم بالطبع و ما المانع في ذلك كلي آذان صاغية"، بدأت قصته و تارة ضحك و تارة حزن، كنت أراقب الحروف كيف تُنطق لأول مرة، لم أكن مركزة بهذا الشكل من قبل لقد كانت لحظات جميلة بحق لولا تلك النظرات المنكسرة.

بالعودة إلى ما كان يرويه، فقد كان كلامه مبعثرا و لكنني فهمته على تبعثره، فقد فهمت فقر الكلمات الذي يشعر به في حالة فيضان مشاعره، عاد عقلي للتركيز معه حين قال: "لقد كان الامر أشبه بالتنفس من ثقب إبرة"
توقف ! هذا حقا ظاهر على وجهك! ارهاقك بادٍ على وجهك! نطقت: "متى؟"

"حين لم تكن الحياة تتغير في نظري، حينما كنت أريد البقاء لوحدي لكن ليس وحيدًا، لا أستطيع وصف الامر، لا أستطيع الجزم إن كنت تجاوزته أو تعايشت معه لكن الأهم ان الأمر اصبح أقل إيلاما... أتعلمين؟"
يا إلهي سؤال مرة أخرى " أعلم ماذا إن لم تتكلم بعد..." لحظات صمت قطعها بضحكته، يا الله! على الاقل ضحِك، لساني سيكون مصيبتي يوما ما، هيا تكلم فإني لن اجرؤ على فتح فمي مرة أخرى

بدأ ضحِكه يقِلُّ و قال: "لطالما أردت ان يهدأ قلبي" نظرت له و هززت برأسي لأسمح له بأن يكمل "اردت أن يطمئن قلبي، أن يهدأ قلقي و ان يستريح عقلي هذا ما أرجوه دائما"

صراحة لم اعرف ما علي قوله توقفت لبرهة و أشحت بنظري لقهوتي ثم اعدته عليه، يبدو انه فهم علي و أكمل كلامه "لم تكن مجرد ايام تمر، لقد فُقدت و تفاقدت، نسيت و تناسيت و استُنزِفت قواي"

كان هو من اشاح بنظره إلى قهوته هذه المرة، اظن أنه الوقت لاقول كلاما يعيد في نفسه الطمأنينة، فصلت بين شفتي ليخرج كلامي هباءا منثورا لم استطع ان انطق بحرف، أخذت نفسا عميقا و مسكت قهوتي بكلا كفيّ لعلها تبعث فيّ القليل من السكينة، تشجعت قليلا و قلت: "كئيب كفكرة غروب الشمس مبهر كلحظتها..."

 More Than Just A Coincidenceحيث تعيش القصص. اكتشف الآن