اختيارٌ صائِب ..

7 5 0
                                    

↫أضِئ النّجمة فِي الأسفَل أيّها القارِئ لعلّها تُشرقُ فِي سمَاء أحلَامك✯↬

• بعد رُؤيتي لرسالتِه تِلك استفقتُ مِن شُرُودي لاعِنة تسارُع أنفاسِي إثر تلكَ الحُروف الّتي تتضمنّها ، تلكَ الحُروف الّتي جعلَت منَ التوتّر بُركاناً فائضاً بداخِلي ، ثارَت نيرانِي لألعنَ التّردّد والضّياع راغبةً بوحيٍ يُنزل عليّ ليبعثُ إشارةً كإجابَة عَلى سُؤال ..
هلْ أذهبُ أمْ أكتُم؟
وما فائدَة تلكَ الأمْنية عندمَا أدرُك أنّ الوقتَ يُداهمُني؟
إمّا أتّخذُ القرارَ أوْ أستسلمَ لشرُودي وأتركُ الوقتَ تائهاً بعيداً عنّي ..

''تلكَ اللّيلة لَم أنَمْ ، تلكَ اللّيلة كانَت تتربّع على عرشِ احتمالين إمّا الهُدى أو الضّلال" .

آه كمْ أرغبُ باقتلاعِ جذُور التّفكير كمَا أقتلعُ شعرِي شعرةً شعرة!
_________________________________________

السّابعة مساءً حيثُ تبقّى ساعةً واحِدة علَى المَوعدِ بجانبِ النّهر ..
انتظرتُ قصداً ستارُ اللّيل حتّى يحلّ وتيقّنتُ مَدى روعةِ المكانِ فِي ذلكَ الوقت تحديداً
تقدّمتُ بخطواتٍ مُتثاقِلة ألتفتُ بحذرٍ وخوفٍ من سماعِه خُطواتي
أرى كعكةً واحِدة وشمعةً تتربّعُ أعلَاها ، كعكةً واحِدة شمعةً واحِدة وممرّاً ضيّقاً قصيراً يتّسعُ لشَخصَين إنْ جلستَ عليهِ جرَى تحتكَ النّهر دونَ أن يمسّك حتّى !
بينَما أتأمّلُ تلكَ اللّوحةَ الفنيّة لَم تكتمِل إلّا بوجودِ ذلكَ الشّخص ، يحتضنُ نفسَهُ بِكُلّ انكسَار ..
ولأوّل مرّة "الشّخص الجرِيء قدْ توقّع خسارتُه".

بعدَ أنْ اجتزتُ بدايةَ المكَان وجدتُ نفسِي بأجواءٍ تغمُرها الظّلمة ، وضعَ اللّيل قبلتُه بحنانٍ علِى جبينِ سمائِه مُعلناً ظهُور بساطاً منَ النّجوم يضحكُ مصطفّاً كأنّهُ يهمِسُ لنَا بأنّه لأجْلنا فقَط وأنّه يومِي للابتعادِ عن التّردد والاقترابَ خطوةً أُخرى ، وضعتُ نفسِي بينَ أحشاءِ المكَان وتقدّمتُ خطوَة ، ها هِي ذي الخُطوة الأخيْرَة المُتبقّية علَى وُصولِي لجانِبه أمامَ تلكَ الكعكةِ والشّمعة ، أراهُ يغمضُ ستارَ عينَيه ليتمنّى أمنيتهُ ،
واحد ، اثنان ، ثلاثَة ..
نفختُ معهُ الشّمعةَ دونَ أن يدركَ البتّة كونهُ مغمضاً لتلكَ الآسرتين!

''مرحباً أيّها القَلب  بٍوسعِي أنْ أجلُبَ مئَة شَمعة    أُخرَى لكِن لُحسن حظّي تُكفِيني شمعةً أُطفِئت للتوّ ،     كونَ أُمنيَتُك تحقّقت''

اصطفّت أسنانهُ بلمحِ البَرق ، أمّا ملامحَ وجههُ قد تحوّلت مِن كارِثة لبُركان ينفجرُ للمرّة الأولَى من شدّةِ السّعادة ، اكتشفتُ اكتشافاً حفرَ بداخِلي جُرعةَ فهمٍ زائِدة ، الإنسانُ الّذي تتبدّلُ معالِمَ خوفِه لطمأنِينة بمُجرّد أنْ نخطُو إليهِ خُطوة هوَ منْ يستحقّ أنْ نفنِي العُمرَ لأجلِه !

ناظرتهُ للمرّة الأولَى دُون تردّد ، ضحكتهُ ملَأت الأرجَاء وبعثَت بقلبِي طمأنينةً يفتقدُها منذُ زمَن ، فاضَت عيناهُ بتلكَ الجَواهِر  لأمنَعُها مِن أن تُمطر بعنَاق ، عناقاً حارّاً احتضنَ حُبّاً حناناً خوفاً وقلقاً وجميعَ المشاعرِ الفيّاضةِ بداخلِ خافقَينا معاً ..
نطقتُ بأنّي فخُورة بفِعلتي تلكْ بعدَ أن رأيتهُ بتلكَ السّعادة
جلسْنا فِي ذلكَ المَمرّ يُحاوطُنا الهُدوء والطّمأنينة مِن الجِهات الثّلاثة أمّا جهتهُ فهِي الأمانُ بذاتهِ..
ليوجّه لِي سُؤالاً لمْ يربِكُني أبداً :

كيفَ عرفتِي أنّكِ أمْنيَتي؟

همستُ بكلّ ثِقة : هلْ أقولُ مثلاً أنّ قلبِي قلّد جُرأتك وتأكّد من ذلِك عندمَا استسلمَ لغُموضك منذُ اليَوم الأوّل؟!

وكيفَ استطَعتي حُبّي منذُ اليَوم الأوّل دونَ أن تُظهري ذلِك؟

خوفاً وتردّداً من حقيقَةِ مشاعِري ..

ستندمِين لاحقاً لأنّكِ اخترتِي طرِيقي ؟!

لا أعلَم كُلّ ما فعلتهُ أنّني تمنيتُ ألّا أندمَ علَى هذَا الاندفَاع ، وكانَ عليّ أنْ أتمتّع بِحُبّي هذَا وأكتشفكَ حتىّ لَا أقولُ أنّ نجماً مُهرولاً خلفَ مجرّتي فاتَني ..

ماذَا حصَل هَل انقلبَت الأدوارُ والخجلُ سارَ نحوِي بدلاً منكِ ! لَا أعلمُ كيفَ أعبّر عنْ مشاعِري بدَا قلبِي يضخّ احتفالَات وطُبول وليسَ دمْ !

طفلاً بينَ يديّ ، أشعرُ أنهُ كنزٌ ضائِع يفتقدُ الأمَان بشدّة فقَد تشبّث بذرَاعي وكأنهُ يطلبُ فقَط البَقاء علَى هذهِ الحَال للأبَد ..
هلْ منْ سَيُعوّضهُ هو أنَا؟

تساءلتُ بينِي وبينَ نفسِي لأقطعُ صلةَ الوصلِ مع أفكَاري مُتكّئةً علَى كتفِه ، أبعدَ التّوتر عَن الأجْواء لينطق بحبّه تحتَ ضَوءِ القَمر ، بادلتُه ذلكَ الحُبّ الّذي تملّك قلبِي وعقلِي لنقطّع كعكتهُ معاً ونذهبَ فِي جَولة ..

هلْ يجِب أنْ أشكركِ كونكِ حوّلتِ يومِي الأسوَأ إلى بدايةِ حياةٍ جَديدة؟!

كلّا ، بلْ يجِب عليّ أنا أنْ شكرِك كونكَ منْ حوّل شخصِيتي فِي ليلَة وضُحاها ، ألهَمتني الاهتمام وبدأتُ بحُبّ ذاتِي عندما التقيْتك ، والأهمّ أنّه اليوم الّذي كنتُ سأضيعُ فيهِ واخترتُ سبيلَ الهُدى!

تلكَ اللّيلة الّتي لَم أنم فِيها كانَت أفضلُ اختِيار ،
تلكَ اللّيلة كانَت اختيارِي الصّائب
تلكَ اللّيلة كانَت اختِياري المُؤبّد ..

𝑽𝒐𝒕𝒆𝒔+𝒄𝒐𝒎𝒎𝒆𝒏𝒕
the second part is done ✔
⁶¹¹ word ♡

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 19, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظلّي || 𝓜𝔂 𝓼𝓱𝓪𝓭𝓸𝔀 حيث تعيش القصص. اكتشف الآن