أنصت الاثنان لمنتصف حوار بين مذيع و أحد المتصلين على برنامجه...
(المذيع) : ما أخبرتني به للتو يمكن أن يحدث فلا تجزع وتقبل الأمر ثم بعد ذلك حاول نسيانه
(المتصل) : اعذرني لكن لا يمكن لعقلي تقبل ذلك .. لا بد وأني كنت أتوهم ... أرجوك أخبرني بأني كنت أتوهم.. هذه خوارق للطبيعة ومن المستحيل أن تكون واقعاً
(المذيع) : خارقة للطبيعة الآن فقط ..
(المتصل) : ماذا تقصد؟
(المذيع) : الطيران على سبيل المثل كان ينظر له في الماضي على أن من خوارق الطبيعة ومن المستحيلات .. هل أنا وأنت نراه كذلك اليوم؟
(المتصل) : الأمر مختلف ...
(المذيع) : عقولنا هي التي تختلف لكن الحقيقة ثابتة..
(المتصل) : وما هي تلك الحقيقة؟
(المذيع) : أننا لا نعرف الكثير مما يدور حولنا.. شكراً لاتصالك.
لنأخذ اتصالاً آخر
- هل صوتي مسموع ؟(المذيع) : نعم تفضل عرفنا بنفسك لو رغبت ..
- آه .. أنا (مراد) .. أنا متابع للبرنامج منذ بدايته ولم أفوت حلقة واحدة..
(المذيع) : ممتنون لتقتك يا (مراد) لكن هل هذا علاقة بالقصة التي تنوي مشاركتها معنا؟
(مراد) : لا أعرف ربما .. لم أفكر قط بالمشاركة لكن أحتاج الحديث عما رأيته مع أحد
(المذيع) : تفضل .. نحن منصتون
(مراد) : قبل عدة أعوام بدأت أتعلم القيادة كي أحصل على الرخصة مثل أقراني لكني كنت أواجه مشكلة.. كنت أشعر بالارتباك الشديد عندما أقود وأبي يجلس بجانبي لتوجيهي بملاحظاته المتكررة بنبرة غاضبة مما يشتتني كثيراً ويفقدني السيطرة على الأمور وأرتكب أخطاء كثيرة تجعله ساخطاً علي بالرغم من أن قيادتي في غيابه تكون مثالية جداً والدليل أني تمكنت من التعلم في وقت قياسي بمعاونة أحد أصدقائي وقمت باستعارة سيارته لتجاوز جميع اختبارات القيادة واستخرجت الرخصة دون أي مشكلة تذكر لكن المعضلة الوحيدة المتبقية لي كانت هي أن أبي لم يكن مقتنعاً بقدرتي على تحمل المسؤولية ومهارتي في القيادة
(المذيع) : بما أنك حصلت على الرخصة فما حاجتك لإقناع أبيك بأنك تجيد القيادة؟
(مراد) : وماذا سأقود؟ .. لم أكن أملك سيارة خاصة بي وهو من سيشتريها لي لكنه لم يكن ليقوم بذلك دون أن يقتنع
(المذيع) : فهمت .. أفترض الآن أنك سوف تخبرنا عن سبب اتصالك
(مراد) : نعم .. بعد عدة محاولات تمكنت من إقناع أبي بأن يمنحني فرصة أخيرة لأريه قدراتي وإجادتي القيادة شريطة أن يشتري اي السيارة لو كان راضياً عن أدائي فوافق على مضض ولأنه من من الحوادث التي كنا نتعرض لها بسبب توتري معه قرر أن نتوج لطريق بعيد شبه خال من أي ازدحام ... طريق صحراوي قديم خارج حدود مدينا هجره الناس بعد ما أنشئ خط مواز له اختصر المسافة لكنه لم يبلغ وبقيت بعض شاحنات نقل البضائع تستخدمه
أنت تقرأ
جحيم العابرين
Terrorيقال أن الحياة ما هي إلا طريق سفر طويل - ملئ بالحفر والمطبات .. نتجاوزها ونكمل سيرنا الذي يتخلله بعض المحطات .. محطات نتوقف عندها مؤقتا للراحة والتزود بالطاقة كي نستمر .. نستمر نحو وجهتنا ذات النهاية الحتمية .. والمجهولة غالبا .. رواية جحيم العابرين...