إعداد النفس واصلاحها..

4 1 0
                                    


6- إعداد النفس واصلاحها


وإعداد النفس له عجل الله تعالى فرجه الشريف يشمل تهذيبها وتكميلها بترك المحرّمات والإقبال على الطاعات والتحلّي بالأخلاق الحميدة، كما يشمل الاستعداد البدني والتجهّز لنصرته، فقد ورد أنه عليه السلام يطّلع على أعمال شيعته كل اثنين وخميس... فماذا سيكون موقفنا إذا ما كان فيما يرفع من أعمالنا ما يؤذيه ويسيئه، وأيّ حزن سندخله على قلبه الشريف إذا ما خيّبنا أمله فينا بسبب سوء أعمالنا ألا تكفيه غربته همّاً حتى نزيد همّه.

وقد ورد في التوقيع الشريف الصادر منه إلى الشيخ المفيد:

"... فما يحبسنا عنهم إلا ما يتّصل بنا ممّا نكرهه، ولا نؤثره منهم والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل".

يا الله... الإمام يستعين بالله على مصابه بانحراف شيعته وارتكابهم الذنوب، ولعلها أسهم مسمومة تصيب قلبه الشريف. فيا أيّها العزيز أنت بالخيار بين أن ترمي إلى قلب الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف - والعياذ بالله- سهماً، أو أن تدخل في هذا القلب فرحة!!!

فعن صادق أهل البيت عليه السلام: "من سرّه أن يكون من أصحاب القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف: فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق...".

وفي الشأن الثاني من الإعداد أي الإعداد الجهادي فهذا يتضمّن مراتب من الجهوزيّة النفسيّة والبدنيّة والتنظيميّة، فما أروع ما ينقل لنا التاريخ من أن بعض الشيعة لشدّة يقينهم وشوقهم لرؤيته كانوا ينامون وسيوفهم تحت مضاجعهم... وقد روي كذلك في الإعداد النفسي عن الإمام الصادق عليه السلام:

"أنّ القائل منكم إذا قال: "إن أدركت قائم آل محمد نصرته"، كالمقارع معه بسيفه والشهادة معه شهادتان".

بل إنّ للشوق لنصرته مرتبة أرقى تشمل حتى ما بعد الموت:
"فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرّداً قناتي ملبّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي".


خاتمة:

في روح العلاقة معه عجل الله تعالى فرجه الشريف

إنّ المستحبّات التي ذكرتها الكتب المختصة حول آداب العلاقة مع الإمام القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف أكثر بكثير مما مرَّّ، لكن ما يستوقف المتأمّل لهذه الآداب من أدعية وصلوات وزيارات وغير ذلك هو: أنّها تفرض العلاقة على أنّها مع شخص بعينه (فلان بن فلان) موجود وليس حالة أو مشروع أو فكرة ما، فهو بالاسم ابن الإمام العسكريّ عليه السلام معروف تاريخ ولادته وغيبته وهي علاقة مع حيّ يسمع ويرى ويعمل ويعبد ويقرا وينادي... "السلام عليك حين تقوم... حين تقعد... حين تقرأ.... حين تبين.... الخ".

ولذا فإن روح العلاقة هو أن تؤمن بحضوره ومخاطبته كحيّ حاضر وشخص ولعلّ ما يستوقف المتأمّل أيضاً في دعاء الندبة:

"... بنفسي أنت من مغيّب لم يخل منّا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنّا...".

فمن الغائب يا ترى؟! ومن المنتظر يا ترى...

نحن الغائبون وهو المنتظر.

"أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا (أحمد ابن إسحاق)".

والحمد لله ربّ العالمين

🎉 لقد انتهيت من قراءة هكذا قم هكذا كن مع الحجة عجل الله فرجه 🎉
هكذا قم هكذا كن مع الحجة عجل الله فرجه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن