من الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد؟

6 1 0
                                    

من الذي يقوم بقيادة عملية التمهيد؟


إذا كانت عمليّة التمهيد عمليّة جماعيّة فهي تحتاج إلى أجهزة كما تحتاج أفراداً، وهي بما أنّها مشروع جماعيّ تفرض وحدة، والوحدة تفترض قيادة موحدة.

لننظر ما يقوله التوقيع الشريف: "لو أنّ أشياعنا وفقهم الله لطاعته على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخّر عنهم اليمن بلقائنا...".

المكاتبة تتحدّث عن شرط الظهور وهو اجتماع القلوب، وهو عين معنى الوحدة والاجتماع وقوام الوحدة الوفاء بالعهد للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف أي اجتماع على قضية المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف .

ومن نافل القول إنّ الانتماء العقائديّ لا يكفي لأنّه لو كان هو الشرط لكان الخروج من زمن قديم، بل إنّ الوحدة والاجتماع هما في إطار العمل وصبّ الجهد في مشروع التمهيد، لا بشكل عشوائي، بل بشكل منظم له قيادة وله نظام، فمن هو قائد هذه الحركة وهذا النظام؟

"أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا...".

القائد لحركة الممهّدين هو الوليّ الفقيه. فالوليّ الفقيه هو قائد هذه الحركة الجماعيّة والموحّدة، التي تحمل توقاً إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف وهو الذي يقوم برعاية الجماعات والأفراد والأجهزة والمؤسّسات، التي تعمل على التهيؤ لاستقبال واستقدام الإمام من غيبته، بما يحتاج إليه من أفراد وأجهزة ومؤسّسات ذوي كفاءة ومهارات وجهوزيّة للشروع في الحركة الإصلا حيّة، أولاً للعالم تحت لواء الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف ثم بناء وإدارة دولة العدل الإلهيّ على كلّ الأرض وقد ورد في صفتهم ودورهم: "... هم النجباء والقضاة والحكام...".

ولهذا نقرأ في الرواية الواردة عن الإمام الرضا عليه السلام في حقّ العلماء:

"لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالّين عليه، والذابّين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتدّ عن دين الله، ولكنّهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانّها، أولئك هم الأفضلون عند الله عزَّ وجلَّ".. لاحظ إشارة الرواية إلى قيادة هؤلاء، حيث شبّههم الإمام الرضا عليه السلام بربّان السفينة.

هكذا قم هكذا كن مع الحجة عجل الله فرجه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن