_الله أكبر...الله أكبر....الله أكبر.....لا إله إلا الله....الله أكبر.....الله أكبر ولله الحمد....الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكره وأصيلا....لا إله إلا الله.
أصوات كثيرة متداخله في بعضها البعض تصدح في مكبر الصوت الخاص بالمسجد.
تزينها أصوات الأطفال والشباب والشيوخ سويًا تارة وتارة أصوات منفرده على حِده.
-أصبر يا عم بقي هتخليني أحرق الجلابيه.
صدح ذلك الصوت الأنثوي من إحدى غُرف المنزل المتوسط بنبره يملئها الغيظ والأمتعاض الشديد ثم تمتمت بنبره متمنيه وهي تضغط على أكمام الجلباب بالمكوى الساخنه:
_يارب السنه الجايه أكون بكويها لأحدهم مش للكائن ده.
شعرت فجأه بأنها إرتفعت قليلًا عن الأرض فأصبحت تقف على طرفي أنامل قدمها، ضمت حاجبيها بتذمر شديد وغيظ قائله:
_عيب كده علفكره يا إبن ابويا دي مش جدعه.
نظر لها بقرف من فوقها إلى أسفلها وأردف:
_عايزه تكوي الجلابيه لمين يا عنيا.
رفعت يدها أمام وجهه، ظهر ذلك الخاتم الذهبي الذي يتوسط أصابع يدها قائله بتذمر وغيظ شديد:
_ل الاستاذ ده بدل ما انت كل شويه تستعو.....
رائحة غريبة داعبت حاسه شم الأثنين، نظروا إلى بعضهم ثم بكى بكاء مصطنع قائلًا:
_يارب ميكونش اللي في دماغي عشان وربي ما هرحمك يا «عائشة»
مثلت هي البكاء وهي تلطم دون أن تلمس وجنتها مردده:
_يالهوي يالهوي يالهوي.
تركها سريعًا ثم أبعدت هي المكوى، نظر الأثنين إلى العلامه ذات اللون البُني ببلاهه مدة قصيرة:
نظر الإثنين إلى بعضهم، إبتسمت ببلاهه ثم أردفت بسماجه:
_هتنزل تصلي العيد إمتي؟
ثواني وكانت تركض في كل أنحاء الشقه وهي تصرخ وهو يركض خلفها بغيظ وغضب شديدين ويردف بصوت عالي يسيطر عليه الغضب:
_قولي هنزل بإيه اعمل فيكِ ايه ادعي عليكِ بايه وإنتِ فيكِ كل العبر ده انا لسه مفرحتش بيها منك لله.
وقفت خلف والدها الذي كان يرتدي ساعته ببرود وكأنه إعتاد على مصائب إبنته وصراخ إبنه بينما يقف «خالد»أمام والده وهو يحاول إمساك«عائشة»، أردفت بتذمر وغيظ:
_جرا اي انا بتعلم لسه فيك يرضيك اروح بيت قره عيني احرق ليه جلابيه العيد وبعدين انت اللي غلطان وشغلتني عن الجلابيه
نبس بسخريه وهي يضرب كف بكف ومازال يحاول إمساكها فهي إستفزته أكثر بحديثها:
_لا طبعا تحرقي هدومي أنا انما قره عينك لا يا شيخ....