بارت 2

177 5 8
                                    


البارت 2

طرق شهاب على باب عمه جابر لكي يستعجل مي ،ثم وقف جانباً و مبتعداً قليلا عن الباب ..
فتحت له ولاء :اهلا يا شهاب يا حبيبي ايه خلصتوا كلكوا ؟
شهاب:اه يا طنط خلاص ،مي جهزت ولا لسه ؟
ردت ولاء بوجه عابس قليلاً:جهزت بس يعني
شهاب:هي برضوا مدايقه
ولاء:عينيها ورمه من العياط يا ابني لبست بس واقفه في البلكونه منهاره
شهاب:طب استني ادخل اشوفها
ولاء:اتفضل يا حبيبي ....

دخل شهاب لمي البلكونه و ظل واقفاً خلفها قليلاً ،ثم  اصدر الحمحمه لكي تلتفت لوجوده
مسحت دموعها بأنملت يدها سريعه و قالت:شهاب..انت واقف من امتى
شهاب:واقف من بدري ، مالك بس الشياكه و الجمال ده كله زعلان كدا ليه والله يا بنتي انتي مجتهده و شاطره و بتعملي اللي عليكي و زياده ماشاء الله ليه بقيتي حساسه اوي كدا ،فين مي البنت اللي كانت تخش معاها في اي نقاش تعرف انك طالع خسران  و أنها قويه و ذكيه و مش بتتغلب ... (صمت قليلاً و دقق النظر فيها ) مي هو في حد؟
نزلت كلمات شهاب على مسامع مي كالصاعقة و نظرت له بعيون محدقه من الدهشه
قال لها شهاب بتفهم:اممم يبقه في حد ،طب مي أياً كان اللي حصل احكيلي و اوعدك أن هحللك المشكله كلها
مي:شهاب مش حاجه وحشه للدرجادي متسرحش بخيالك اوي كدا ،هو ..هوكل الحكايه أنه حب من طرف واحد
شهاب:هو انتوا قريبين من بعض طيب ؟
اومأت برأسها بنعم ..
شهاب:حد اعرفه
صمتت و لم تنطق بأي شئ
شهاب:اعرفه يا مي ؟
مي:مش هينفع اقول
شهاب:يبقه اعرفه.. اوعي يكون الواد محمود اخو رهف ؟؟؟
مي:لالا يا شهاب مش من البيت و متعرفوش لا 
شهاب:بت انتي بتلاوعي
مي: مش بلاوع بس انت مش قادره اتكلم و مش حبه اتكلم دلوقتي يا شهاب معلش
ثمت شهاب لبعض من الثواني ثم امسك يدها برفق و دقق النظر لعينيها الغارقتان و قال :مي انتي غاليه اوي و مش عندي بس او عند اهلك لا انتي غاليه في المقام مش حد اللي يعيطك كدا ،بصي انتي لازم تعرفي حاجه مهمه ان اي حد ربنا بيحط حبه في قلبنا بيبقى عنده حكمه فيها احنا ممكن منعرفش ايه الحكمه دي دلوقتي بس بعد ما الايام تمشي و تلف و تدور هاكتشفي حكمته لوحدك و تقولي يااااه قد ايه التجربه دي كانت مهمه في حياتي لان كل حاجه بتحصلنا بسبب يا حبيبتي .. مره قريت تويت عجبتني اوي ،كانت بتقول بالمختصر كدا ان الحب اللي بنحبه لحد و يطلع مش من نصيبنا بيتكتب عند ربنا اجر الصابرين ،و ما ادراكي بقى بأجر الصابرين يا مي بيبقى كبير اوي اوي و ربنا بيكرم الصابرين دائماً ،خلي املك في ربنا كبير و انا مش هقولك انتي لسه صغيره لان الكلمه دي انا عارف بتدايق بس لسه الحياه قدامك و فتحالك ايدها و هتخشي الكليه و تتعرفي على ناس كتييير اوي و تمري بتجارب مختلفه و كل تجربه منهم هتكونلك سخصيتك بشكل معين يا اما سلبي او ايجابي ف اي حاله منهم خليكي قويه و مش ضعيفه .. اتفقنا يا غاليه
شعرت مي ان حديث شعاب دخل لقلبها و طبطب عليه برفق و وجدت نفسها توقفت عن البكاء ثم قالت: اتفقنا
ثم اخذها في كنفه و قال :بلا ننزل بقى عشان منتأخرش 
بعد أن أنها شهاب كلامه رفعت مي نظرها له و قالت :شهاب شكراً بجد انك سمعتني و كلمتني براحه
أخذ يملس على شعرها:يا عبيطه انتي عندي زي البت سلوم كدا و في اي وقت تبعتيلي حتى و انا في الشغل ابعتيلي على الواتس و انا اول ما افتح تليفوني و اشوف المسدجات هكلمك و تتناقش سوا في كلامك و المهم انك مش لوحدك يا مشمش
ترد بابتسامه انارة وجهها:ماشي يا حبيب مشمش
شهاب:يلا يا عسل عشان نلحق نشوف بقيت القمرات خلصوا ولا ايه
خرج شهاب و مي من باب الشقه و وجدوا ولاء و كريمه يتسامروا في أمر البنت الساكنه الجديده
مي:بتنموا على مين
كريمه:ايوا كده اضحكي و فرفشي وشك نور
مي:ربنا يخليكي لينا يا كرمله يا قمر ،بس متوهوش برضوا بتنموا على مين
ولاء:هششش وطي صوتك ،مفيش كريمه بتقول انها دخلتلها الاكل و كان باين على البنت الزعل يعني ،غالبا كدا مش متعوده تبقه لوحدها ولا بعيد عن اهلها و خايفه
نظرت مي و شهاب لبعضهم ، ثم دار وجهه الناحيه الاخرى متجاهلا ما يفكر في هو و مي
مي:لا متلفليش وشك ،حرام بصراحه خليها تيجي و نتعرف عليها و تاخد و تدي كدا عشان متبقاش لوحدها
شهاب:انا نفسي اعرف العشم ده كله منين ممكن ما يكونش كدا و عندها مشكله و بعدين احنا منعرفش ايه اللي ورا البت دي
كريمه بغضب من ما تفوه به شهاب و ردت بحزم شديد:عيييب ده انت اهل بيتك بنات اكتر من الاولاد و اللي يصيبهم يصيبك و مايصحش نقول كدا على الناس و نظن الظن السئ و ابوك و عمك جابر سؤلوا عنها و اخوك سأل عنها و عرف أنها محترمه و أهلها كمان محترمين ،و اي حد في موقفها مهما كان السبب يا ابني لازم نقف معه و ناخد بأيده و دي في غربه و ربنا وصانا نعمل ايه في المواقف دي يا ظابط يا محترم
خجل شهاب مما قاله و من تفكيره .... : احم طيب يا مي روحي قوللها تيجي معانا
مي:مش لما اعرف هنخرج احنا فين الأول ابقه اقولها
شهاب:قوللها رايحين كافيه اسمه "برانتي"قدام البحر و هنروحه يلا و انا هشوف سلمى و رهف
مي:ماشي
..................
ولاء:احرجتيه يا كريمه
كريمه:لازم يحس على دمه عشان ميعملش كدا تاني و يبطل يظن السوء في الناس بدون سبب من ساعة البنت التافهه اللي كان مرتبط بها سابته
ولاء:عندك حق بس برضوا مش قدامنا كدا
كريمه:يووه اهو اللي حصل بقه ،جابه لنفسه
ولاء:طب تعالي يلا نقعد نشرب فنجانين قهوه عقبال ما جابر و عماد يرجعوا من الصلاه يلا
كريمه:هتشغلي المسلسل اللي بحبه واا اروح اتفرج في شقتي؟
ولاء: عنيا يا حبيبتي يلا
كريمع:اذا كان كدا ماشي
**********************************
كانت نور جالسه في البلكونه تشاهد الناس و تنظر للفراغ و تسرح بتفكيرها في الأيام القادمة ،و في اثناء ما هي تفكر .. طير شعرها الناعم الأسود نسمة هوا ساقعه التي تكون بين الصيف و الشتاء و ابتسمت و تذكرت عندما كانت تجلس في هذا الوقت في بلكونتها و بيدها مج الشاي بلبن و يلتف حول كتفيها شال والدتها الخفيف و تسمع منير و تستمتع بالهدوء و هي مطمئنه و حاسه بالدفء على عكس ما هي عليه الآن و حاسه بالخوف .. قطع تفكيرها صوت خبط الباب
ارتبكت و غطت راسها بالشال الذي على كتفيها و سارت بخطوات سريعه...:مييين مين اللي بيخبط
مي:انا مي جابر جارتك
فتحت نور الباب و هي تدقق النظر بمي :ايوا ؟
مي:ازيك عامله ايه
نور: الحمدلله كويسه
(كان باين على نور ملامح القلق ،فقررت مي تدخل في الموضوع علطول )
مي:احنا خارجين نروح كافيه جديد بيطل  على البحر علطول و كنا كلنا هنتجمع مع بعض هناك يعني انا و سلمى و رهف و شعاب و طارق  و نقعد سوا ف لو تحبي تيجي معانا و نتعرف عليكي و تتعرفي علينا و كدا بدل ما تقضي اول يوم ليكي في اسكندريه لوحدك و بالمره تتفرجب على اسكندرية
لاحظت نور عيون مي المتلئلئه من البكاء و جفون عينيها التي يكسوها الاحمرار و رجفة يدها أثناء التعبير عما تقوله و جسمها الضعفان
نور:يشرفني طبعا  بس مش عايزه اجي ابوظ ليكوا تجمعكوا العائلي
ابتسمت مي بود ثم ردت:لا متقوليش كدا طالما ساكنه معانا يبقه من العيله
نور:بجد؟!
مي:ايوا طبعا و كمان عشان نعرفك على المدينة هنا بدل ما تتوهي
نور:أنا اصلا كنت محتاجه اخد جوله هنا خصوصاً أن دي اول مره اجي اسكندريه
مي:طب حلو اوي بصي احنا هنستناكي تحت في العربيه قدام البيت و كمان سلمى و رهف لسه مخلصوش فخدي وقتك
لمعت عينين نور و ابتسمت بحماس :لا مش هتاخر ١٠ دقايق بس
مي:ماشي و احنا هنستناكي.. انا هروح بقه عشان اسيبك تجهزي عن اذنك
نور: اتفضلي....

شط اسكندرية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن