كعادته يقف يطل من النافذه ونظره ذاهب لذلك النجم يشكي له كل ما يحدث وكل ما يشعر به فهذا النجم هو الشئ الوحيد الذي يستمع له ويواسيه بلمعانه الرائع كونه دائماً النجم الوحيد الذي له ضوء ابيض براق جماله يزين السماء يخطف النظر دائماً إليه.
كان سيف يقف وينظر لنجمه المفضل ذلك النجم الذي كان معه منذ كان في الثامنه عشر من عمره وهو الان في الخامسه والعشرين ولا يزال هذا النجم في نفس مكانه يزداد لمعانه كل يوم لكن هذا اليوم كان مختلف كان يبدو اكبر يلمع اكثر اختفت النجوم وبقى هو وتميز بموقعه بجانب القمر وهو في هذه الايام هلال.
كان سيف كالمغروم عندما ينظر لذلك النجم كان يغلق اضواء غرفته ويغلق الباب ويحضر كوب قهوه ويجلس علي كرسي قديم يخص جده اخذه بعد ان توفى الجد وضعه سيف امام النافذه بحيث يجلس عليه اثناء حديثه مع النجم لا يتحرك الكرسي من مكانه أبداً وكأنه منذ دخوله هذا المنزل صارت مهمته الوحيده هي وجوده امام النافذه وجلوس سيف عليه فقط.
اعد سيف قهوته وعاد لتأمل النجم كان قد قال له كل شيء في قلبه لم يتبق شئ اخر ليقوله هذه لحظه تأمل ، اليوم هو اجمل من باقي الايام وخاصه بعد انتقاله إلي جانب القمر وكأنه ينظر إلي قطعه من سماء الجنه ولكن هل للجنه قمر تسائل سيف في نفسه وهو يبتسم وفجأه راوده الشعور المفاجئ بالنعاس فأغلق عينيه البنيتين الواسعتين وهو جالس وقهوته اسفل ذلك الكرسي العتيق.
يستيقظ سيف بأنزعاج وهو يفرك عينيه بعدما شعر بالضوء البسيط مسلط علي عينيه وعندما فتحها جيداً تفاجأ بتلك الفاتنه التي تقف امامه.
لم يبالي اين هو او حتي من هي كانت فتاه يبدو عليها انها في العشرينات من عمرها جسد ممشوق متناسق و وجه برئ بشرتها بيضاء مثل الثلج لديها خدان ممتلئان يتميزان بلونهما الوردي وشفاه ورديه صغيره ولديها شعر احمر جذاب كانت تنظر له بأندهاش وهو ينظر لها بأعجاب واضح يفتح فمه ببلاهه حتي سمع صوتها الرقيق وهي تسأله عن اسمه وتاه في جمالها ورقتها ، قال لها بهيام واضح:
_انا لو بحلم فانا مش عاوز اصحى تاني.
نظرت له الفتاه بتعجب شديد ثم قالت وهي تبتعد عنه قليلاً ثم تجلس امامه:
_انظر ايها الوسيم صاحب اللغه الغريبه انت لا تحلم ولكن يبدو انك تائه ربما.
نظر لعينيها الزرقاء وقد تاه في بحر عينيها:
_لو انا وسيم انتي اي.
ابتسمت ثم قالت بفخر:
_انا الاميره زمرد ابنه الملك العظيم نجم الهلالي.
_هو فعلاً نجم.
نهضت زمرد وهي تقول بتصميم:
_انظر ايها الغريب صاحب الثياب الغريبه واللغه العجيله اخبرني عن حكايتك الان.
ابتسم سيف ثم نهض ونظر حوله المكان مظلم لا يضيئه سوى تلك الشمعه البسيطه كان ضوئها هادئ لا يمكن رؤيه شئ سوى اشياء بسيطه في محيطه هذا ولكن ضوء القمر كان يكفي ليدرك انه كان نائم بجانب نهر بديع يعكس السماء فكان وكأنه ينظر إلي السماء مرتين وما حوله اشجار وازهار الاشجار كانت قليله ومتباعده ولكن الازهار في كل مكان بكل الألوان والاشكال والأنواع ، كانت زمرد تتأمله بأبتسامه وفجأه صرخت عندما سمعت شهقته وهو ينظر للسماء وقالت برعب:
_ماذا بك ايها الغريب ماذا هناك.
قالت وهو ينظر للسماء بتعجب:
_نفس موضعه بجانب القمر كما كان يلمع اكثر من باقي النجوم ويغطي جماله علي باقي النجوم.
نظرت زمرد للسماء لتفهم انه يقصد ذلك النجم في السماء ثم قالت:
_اتقصد اوميد.
نظر لها بتعجب ثم قال:
_قصدك اي.
قالت بغرور مبالغ فيه:
_اقصد النجم الذي يلمع في السماء هذا.
قالت اخر كلماتها وهي تشير للنجم اللامع في السماء ثم اكملت:
_لا اعلم عنه شئ سوى ان وجوده في السماء يبشر بخطر كبير.
قالت اخر كلماتها بحماس مما جعل سيف يندهش من حماسها هذا هل هي سعيده بوجود خطر يقترب.تنهد سيف بهدوء ثم قال:
_انتي شكلك مجنونه او هبله او انا اللي مجنون عشان بحلم احلام بالشكل ده.
قالت بثقه:
_ولكنك لا تحلم ايها الغريب.
ثم اكملت بصراخ:
_قلت انك سوف تحكي قصتك وخدعتني.
تنهد بعمق ثم اقترب اكثر من النهر الذي لا نهايه له وجلس بجانبه وتوجه بنظره لها وهي تتبعه في كل خطوه وقال:
_انا اسمي سيف محمود عايش في مكان اسمو مصر و...
قاطعته قائله:
_هل مصر تلك هي مدينه اخرى لم اسمع عنها من قبل.
قال بضحكه بلهاء:
_لا مصر دي عباره عن مكان اي حد يدخلو الناس بيفضلوا يعذبوه.
شهقت بفزع عندما سمعت حديثه فقال بتعجب:
تسبيني اكمل بقى ولا اسكت احسن.
وضعت زمرد يدها علي فمها فأكمل سيف:
_عندي 25 سنه متخرج من كليه هندسه بس....
قاطعته زمرد مره اخرى قائله:
_هل هذا مكان للتعذيب ايضاً.
ضحك سيف ثم قال وعيناه تدمع من كثره الضحك:
_ايوه جداً بيعذبوا جداً وبذات الدكتور او العميد.
شهقت مره اخرى ثم قالت بحزن:
_اكمل ايها المسكين.
_مش بشتغل للأسف وده في مصر عندنا عار كبيرر ان الشاب يوصل 25 سنه ومش بيشتغل ولا متجوز عشان كده طردوني من بيتي.
شهقت زمرد مره ثالثه ثم قالت:
_انت مسكين حقاً يا سيف.
ثم نهضت وقالت:
_تعالى معي سوف نذهب إلي منزل السيده مسك والسيد بسام هما قد يجعلونك تبيت معهم.
امسكت يده بعدها وسحبته وكان هو مستسلم لها وهو يشعر بيدها الناعمه الرقيقه وكأنها القت عليه سحراً جعله يقع في غرامها.ذهبت زمرد بسيف إلي منزل مكون من طابقين وبمجرد ان رأى المنزل ادرك انه مبني من الطوب الاحمر ، كان المنزل بعيداً عن المدينه التي تدعي مدينه الزمرد هكذا قالت زمرد لسيف وبعدها دخلت المنزل ثم خرجت وهي سعيده وبعدها قالت بحماس:
_حسناً ايها السيف سوف نقضي اليوم معاً سوف ابيت هنا اليوم وتحكي لي عن كل شئ عنك.
كان سيف يضرب كف بكف ويتسائل متي سوف ينتهي هذا الحلم الغريب.مر اليوم علي خير كان سيف يريد النوم حتي يستيقظ من هذا الحلم العجيب ولكن زمرد لم تتركه ينام بل سألته عن كل شئ وخاصه بعدما علمت ان مصر ليست مكان للتعذيب بل هو مكان مختلف عن هذا تماماً الجميع يتحدث بلغته الغريبه بالنسبه لها وكان إندهاشها علي كل شئ يقوله كان يضحكه وكأنه يتحدث مع طفله بريئه.
تعرف سيف علي السيده مسك كانت مجرد عجوز بسيطه تملأ التجاعيد وجهها البسيط وكانت هناك علامات جمال عتيق كانت تعامله بكل حنان وكذلك العجوز بسام زوجها ، كان سيف يتحدث معهم بأريحيه فقد شعر معهم بالأمان.
مر الليل وجاء الصباح وذهب السيد بسام إلي عمله في تلك المدينه حتي جاء المساء كانت زمرد ايضاً ذهبت كان سيف يتحدث مع السيده مسك وهي تعد الطعام اصبح الان يناديها بكلمه (امي) كانت هذه الكلمه تفرحها لأنها لا تنجب وليس لديها ابناء.
عاد العجوز في المساء وكان سيف يتأمل السماء لاحظ ان النجم يظهر حتي في الصباح الامر عجيب حقاً حاول عدم التفكير في كونه متي سوف يستيقظ هو لم يمل ولكن الامر زاد عن حده مستحيل ان يكون هذا المكان حقيقه او ربما انا جننت تماماً ، كانت هذه الكلمات هي نفسها التي يحدث سيف نفسه بها كل دقيقه.
في الليل جاء بعض الجنود من القصر واخذوا سيف رغماً عنه وهم يجرونه خلفهم وهو لا يفهم شئ كانت العجوز المسكينه تحاول ان تفهم سبب اخذهم لسيف ولكن اغلظهم القاها علي الارض وهو يصرخ بحده...
.
.
.
بــــ♥قلم/رحمه ربيع.
أنت تقرأ
نجمتيـﮯ♡
Fantasyعالم مختلف عاش فيه مشاعر كثيره منها الحب ، والصداقه ، والحزن ، والفرحه ، واليأس ، والأمل ، القوه ، والضعف. مشاعر عاشها سيف ليجد نفسه يتغير مع كل خطوه يأخذها ليعيش مغامره خياليه لم يتخليها في اغرب خيالاته. حياه اخرى وعائله اخرى عاشها بكل ما فيها. ...