مذكرات مجهول

"لو انكِ هُنا" لو أنكِ لم تكوّني بهذا البُعد لأستطعت حينها ان اكوّن سعيداً، لكنني الان انا حزين ليس لأنكِ لستِ هُنا فقط لكن لأنني أعلمَ جيداً بأننا لن نلتقي ابداً لا في هذا العالم و لا في عالمٍ اخر و لا حتى في الجنة لأنني أعلم جيداً، احتاج الى معجزةٍ هائلة لأصلكِ و انا رجلً قليلُ الأيمان.

ما حدث لي بأنني انتهيتَ فجأة فقدت ثقتي بهذا العالم اخافَ الجميعَ اشعر كما لو أن الجميع سيخونني ما حدث.. بأنني أصبتُ بضياعٍ مفرط و فقدانٌ تامٍ لأي شعوّرٍ بالأمان أشعرُ بأن هنالك غصةً هائلة داخل صدري تنمو بشكلٍ مستمر أنها تكبر كل ليلة كما لو أنها فجوّةٌ لا تنتهي و انا.. لم اعد اريد شيءً سوى ان أستريحَ أستريحَ الى الأبد من كل ما يحدث.

يؤسفني لأنكِ من بين الجميع انتِ التي بُحت لها بنقاطِ ضُعفي و ما يُعذبني انتِ التي لم أتردد يوماً ان اتركَ قلبي بين يدها انا الحذر و الرجلُ الخائف بأستمرار لا اعلم كيف كان  بأمكاني ان اعطيكِ كل تلكَ الثقه.  يؤسفني انكِ عرفت جيداً ما يسحقني و سَحقتني.

انهُ ذلك الحزن الذي يحرق داخلك و يُعذبكَ لكن لا يجعلكَ تبكي  مثلما يَبتروّن يديكَ  و يهددوكَ.. لو صرختَ او أضهرت للعالم ألمك سنحرقَ رأسكَ الأمر غريب و مرعب كما لو أنكَ كبير العائلة يبكي الجميع حوّلك اما انت غير مسموح لك البكاء.

انتِ لا تعرفين كيف يتحوّل شخصٍ حساس، حساس جداً الى مزهريةٍ مثلًا او الى مقعدٍ خَشبي انتِ لا تعلمين كيف تموّت لهفةِ رجلٍ ما و كيف يجوّب الشوارع و يضحك و فجأة.. يجلس على حافةِ الرصيف يبكي، انتِ لا تعلمين كيف يحوّل العذاب الرجل السعيد الى جثةٍ.