احياناً يحدث ذلك من وراء ظهري، أفتقدكِ من دونِ ان لا انتبه لنفسي رغمً عن كبريائي و نُضجي اصبح من دونِ وعي أنهار أبكي و أُجنّ و اضرب رأسي الى الأرض لأستعيد وعيي حد الموّت احياناً أفتقدكِ الى الأبدِ.
لن نتفق.. انتِ لا يُلفتكِ الحريق بصدري و انا يُثير انتباهي خدشٌ صغير في يدكِ، لن نتفق.. انتِ يُزعجكِ تلخبطٌ صغير، صغير للغاية في سريركِ، و انا.. انا فوضى عارمة انتِ بيدين باردة و انا احملُ مدينةٌ محترقة بين يدي.
عَلى الإنسانِ أن يدُرِكَ جَيداً بِأن هذهِ الحياة لَمْ تُخْلَق ليَستَمتِعَ بِها، بل ليَتَحَمَلها ويَتَخَلَصَ مِنْها في النهاية.
أتذكر المنسيين،
أرى كل وحيد يحسب أن لا أحدًا يراه.أتأمل الطفل الصغير،
الذي لم يقبل أحدًا بمصادقته
فيجلس حزينًا في زاويةٍ ما،
يحبس شلال الدموع الذي في عينيه
أمرًا من أمه.. كي لا ينفجر باكيًا.أتمعَّن بكبير السن
الذي يجلس في صدر المجلس
بين أبناء الجيل الحالي
يشعر بالوحشة
لا شيء مما يعنيهم يعنيه،
بينه و بينهم فجوة لا تكاد تحصيها السنوات.ألاحظ الأم،
التي تعطي أبنائها كل ماتملك
ليعيشوا
فتَقِف تفكّر بإبتسامة دافئة يشوبها القلق؛
ماذا تفعل بالغد؟
ما الذي يمكنها إعطائه؟أتفقّد العامله،
الذي أُصيبت بالحمى ولم يشعر بِها أحد
تفعل ماتفعله يوميًا
و لكن بتعب و سَأم هذه المرة
دون أن يساعدها
فردٌ من العائلة رحمةً و رأفه.أرى و أتمعّن.. و الآحظ.. و أتفقَّد..
ولأني سأصبح نَسيًا - في وقتٍ ما - منسيًا.
أتذكر المنسيين..- طفلة عبدالله.
أكتب أقل مما استطيع في الأونة الأخيرة، وأدخن اكثر مما ينبغي لرجلٍ مريض. أشرب الماء بكمياتٍ كبيرة، تماماً كما نصحني طبيب الأورام، لكن رغم ذلك لازالت التجاعيد تشق دروبها في وجهي الأخذ في الذبول والاصفرار، وبدأ شعري يتساقط بشدة في الأونة الأخيرة، لم يعد هاجس الغياب يؤرقني، فالمرء يعتاد الأشياء بتكرارها، حتى الموت أيضاً.
يرنُ جرسِ الغسالة..
الأن جف قلبك تستطيع إستلامه بعد تجفيفه قليلاً في الهواء الطلق. هذا تماماً ما كتبهُ مصنعو هذه الغسالة الحقيرة في كاتلوج العُمر.
لنصف ساعة وقلبي يدور فيها، كنتُ مشغولاً عنه في ممارسة الجري خلف الرزق.هكذا تماماً شعرت حين مددت يدي الى قلبي لأتحسسه، سمعتُ صوت طقطقة خشبٍ يابس. ( قلبكَ، شجرةٌ وفأسٌ وبابٌ وتابوتٌ مهترئ)
احياناً تشعرُ بأنك ولدتَ منذُ بضع دقائق، وأن الا عوام التي مضت كانت مسير صرخةٍ وصداها في وادٍ ضيق لا أكثر.تماماً كما في الأفلام والبوسترات الدعائية والتريلرات الحزينة..
أقفُ في منتصف تقاطع طرقٍٍ في شارع مكتظ تحت الإشارة الضوئية بالتمام.
رجلٌ وحيدٌ هزيل، منكَسُ الرأس يضع يديه في جيوب معطفه الشتوي ثابتاً في مكانه وكأنهُ إمتدادٌ لعامود الاشارة بينما يتحرك الناس من حوله مثل أسرابٍ من النمل النشيط.يقول في نفسه: كان علي الإستسلام لهذا الحزن، كان علي أن أتوقف باكراً عن تعاطي الأمل .كمخدر عامٍ وقشةٍ صالحةٍ للنجاة في كل وقت.. كان عليَّ أن استسلم قبل عمري الذي مضى، قبل ان يطلق عليَّ أبي هذا الاسم العادي جداً.
"أعرف اليوم؛ بأننا لا نودع الحزن إلا لنستقبل آخر. وبأن السعادة ما هي إلا فاصل زمني يفصل الحزن عن الحزن الآخر. وبأن الحياة لئيمة.. لئيمة جداً مع الأذكياء وكأنها تعاقبهم على محاولتهم لفهمها" في ديسمبر أذكر أن عيني وقعت سهوًا يومًا على رواية اسمها 'في ديسمبر تنتهي الأحلام' فتعجبت حينها كثيرًا و ابتسمت ساخرًا!. ثم مرت السنون.. و انتهت الأحلام في ديسمبر، وأدركت حينها حقًا قولة بأننا انا وانت مثل الحادي و الثلاثين من ديسمبر و الاول من يناير "قريبون جدا لكن بيننا عام " هل تكتب النهايات حقًا بهذا الشهر؟! في ديسمبر تناثرت أحلامنا، فأنبتت زرعًا في غير أرض!.. كما قال دوستويفيسكي:"السخرية هى الملاذ الأخير" فلنضحك على أوجاعنا، حتى تطيب، أو حتى نرحل في إحدى ليالي ديسمبر القادم.
أنت تقرأ
مذكرات مجهول
Romanceتحكي القصه عن خواطر شخص مجهول وعبارات واقتباسات وشعر ورمزيات واحلى الكلام الجميل