قصة قصيرة مسماه: قارب . . . ؟!

15 1 0
                                    

    في قرية بعيدة على جزيرة، حيث يعيش سكانها حياة بسيطة. يعيش طفلان ؛ الأول حسام وعمره 12 سنة، أما الثاني ف ريان ويبلغ من العمر 9 سنوات.

    (يحكى أن في هذه الجزيرة لعنة، فيبتعد سكانها يوم الخميس خشية مما تقوله الأساطير، ومن قرر المجازفة، سلبت منه حياته ...)

     في يوم خميس مشمس ، التقى حسام بصديقه المقرب ريان ليبدآ ما خططا له ليلة أمس.  كانا يختبئان تحت النخل، بينما سكان القرية منشغلون في أعمالهم. كانوا جميعا بعيدين عن الشاطئ، فاستغل الطفلان الفرصة وتسللوا إليه.

     أمامهم يوجد قارب قديم، ففرح حسام وسحب ريان كي يساعده في دفع القارب للبحر. لكن ريان رفض وذكّر حسام بأن ما يفعلونه خطير. لم يبالي حسام لقول ريان وبدأ يدفع القارب لوحده ، فحزن ريان لأن حسام لا يستمع إليه.

    بعد عدة محاولات استطاع حسام ركوب القارب فوق الماء. بدأ القارب بالتحرك، فنادى حسام بصوت عال على صديقه ريان كي ينضم إليه، لكن الأخير هرب باكيا . . .
    متر .. متران .. ثلاثة ... بدأ القارب بالابتعاد عن الجزيرة أكثر فأكثر ، ولأن حسام لم يركب قاربا قط، لم يعرف كيف يتحكم به. لم يبقى له سوى الصراخ أملا في سماع ندائه، وأملا في العثور على صديقه ريان ومعه بقية سكان القرية كي يساعدوه...

                   ولكن .                          .                             . 

     لم يعد ريان.. وبقي القارب يتحرك للأمام .. و حسام يصرخ مناديا المساعدة..

مرت أيام ... سنوات...وكبر "ريان" ،كان يعمل صيادا. بأحد الأيام وهو يصيد مشغلا بجانبه راديو قديم، لمح شيئا غريبا تحت البحر . فعمه الفضول ، وبدأ يحاول اصطياده. بعد محاولات، استطاع، فحمله الى سطح القارب وهنا...

لقد وجد "ريان" هيكلا عظميا لطفل صغير، عالقة بعنقه قلادة ذهبية... نعم لقد كانت ل"حسام ...

اصفر وجه "ريان" وأحس بالندم لما فعله في الصغر، فلو ساعده لما مات .. عم الصمت الأرجاء، وقرر "ريان" دفن جثة "حسام" . وبينما هو يدفنها، تذكر القلادة فأخذها معه.بعد ساعتين تقريبا، عاد "ريان" لمنزله، حاملا بجيبه القلادة، فقد كانت كل ما تبقى من صديقه "حسام". دخل لمنزله، اتجه لغرفته، واستلقى على سريره. بدأ يحملق في السقف. ثم أخرج القلادة من جيبه وبدأ يحركها بين أصابعه. مازالت ذكريات الماضي مرسخة في ذهنه...

في اليوم الموالي، استيقظ "ريان" باكرا كعادته للذهاب لعمله، لم يكن يفارق القلادة أبدا.. ركب قاريه ، ثم انطلق يبحر في ماء البحر. كان الجو مشمسا، وكل سكان القرية نشيطين كعادتهم. نسيم خفيف يداعب الرمال الذهبية، وأمواج البحر ترقص ماسكة أيدي بعضها البعض. أخذ "ريان" يصيد السمك، مشغلا كعادته الراديو القديم.

مرت الأيام، والشهور ، والسنوات... وتزوج "ريان"، وخلف 3أطفال، بنت و ولدان. في يوم الاثنين ،طُرِدَ "ريان"من عمله (صانع قوارب)،جراء خطإ بسيط. مر الثلاثاء والأربعاء، ومازال "ريان" يبحث عن عمل، لكن دون جدوى... نفذ الأكل من المنزل، وأحس كل من الأطفال والزوجة بالجوع الشديد. في الليلة ، قرر "ريان" المخاطرة، والذهاب لاسطياد السمك، يوم *الخميس*.... نعم لقد قرر الذهاب بذلك اليوم بنفس الشهر والنهار الذي اختفى "حسام"...

في اليوم الموعود، اتجه "ريان"بالصباح الباكر للشاطئ، وجد قاربا قديما فقرر استخدامه. بدأ القارب بالتحرك، وكان "ريان" مايزال مترددا. القى بشبكته وانتظر ظهور السمك.

مرت ساعات وساعات، ولم يستطع "ريان" اسطياد سمكة صغيرة واحدة ، فلا أثر للسمك !! اندهش "ريان" وبدأ يبتعد أكثر فأكثر بحثا عن السمك. حتى تاه في البحر....
بدأ يصرخ ويصرخ طالبا النجدة..لكن... دون جدوى..

خابت آمال "ريان" وقرر الاستسلام، فلم يعد له ما يفعله. مرت الدقائق طويلة عليه.. وأحس بالجوع الشديد، بعد ذلك أحس برغبة في الغثيان وآلام في الرأس. جلس كي يستعيد وعيه، لكن دون جدوى.. بدأت تتخيل أمامه صور "حسام" وكأنه واقف أمامه، غاضب يود الانتقام. أمسك "حسام" بعنف يد "ريان" وهو يناظره باحتقار. فخاف "ريان" وأغمض عينيه، فبه يرى حوثا كبيرا هجم عليه وابتلعه...

يوم الاثنين 07 يونيو 5009
كان "آدم" (باحث معروف) يستكشف ما خلفه التاريخ في الجزر المهجورة. اتجه اليوم عند جزيرة ملقبة بجزيرة لعنة الخميس ، بعد بحوثات عديدة ، اتضح أنه توجد جزيرة صغيرة مخبأة في تلك الجزيرة. وهنا كانت صدمة الباحثين، فقد كانت أرض هذه الجزيرة مليئة بالجثث والهياكل العضمية...

يوم الخميس 10 غشت 5009
افتتح متحف جديد بالمدينة، الكل متجمع حوله لرؤية شيء قيم أخبرهم الباحثون أنه لا نظير له بالكون. بعد ساعات ، وفي وسط المتحف ازدحم الناس حول زجاج بداخله قلادة ذهبية... نعم إنها ل"حسام"...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 02, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قارب . . . ؟!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن