|معبد الكرنك - الأقصر|
كانت تسير وهي تطالع كل شيء حولها بفضول وعيناها تلمع بإعجاب شديد وكأنها المرة الأولى الّتي تزور بها المعبد لكن في الحقيقة المعبد مبهرٌ حقًا وذو تصميم رائع! توقفتْ في قاعة الأعمدة الكُبرى تنظر حولها كانت تريد معرفة كل شيءٍ عن المكان هنا وبكلِ شيء أعني كل شيء!
طالعتْ النقوش على الحائط بانبهار من جمالها ودِقتها وتحسستْها بإعجاب مرددةً بخفوت:
_كم كنتم مبدعين! صِدقًا أنا فخورةٌ أنكم أجدادي، كل هذه العلوم توصلتم لها في عصورٍ كتِلك وأدواتٍ ومعداتٍ كتِلك! أنا حقًا معجبة كبيرة.سارتْ حتى وصلتْ للأعمدة وأخذت تتأملها وعيناها تزداد بريقًا، حركتْ يدها على أحدِها وتحسستْ النقوش فتوهجتْ باللون الذهبي، أبعدتْ يدها سريعًا متراجعةً للخلف وهي تصرخ فزعةً كأنها رأتْ شبحًا فطالعها كل مَن حولها مِن الناس بتعجبٍ وأخذوا يتهامسون.
نظرتْ للعمود بتيهٍ ثم أعادتْ تقريب كفها منه دون لَمسهِ فتوهجتْ النقوش مجددًا، تركتْ المكان سريعًا وهي تتنفس بعنف، تعلم أنها وإن أقسمت مليون مرة عَلام حدث لن يصدقها أحد.
ركضتْ حتى وصلتْ لطريق الكِباش، تنفستْ الصعداء وحاولتْ إقناع عقلها أنها تتوهم رغم إيقانها أن ما حدث هو الحقيقة..
قررتْ التغافل عن الأمر وطالعتْ التماثيل حولها بذهول وهي تتراجع للخلف فاصطدمتْ بشخصٍ ما التفتتْ سريعًا لتعتذر لكنها ذُهلتْ أكثر مما رأتْ الفتاة تشبهها تمامًا!
بدتْ وكأنها تطالع نفسها بمرآةٍ تعكس صورتها بملابسٍ مختلفة! هزّتْ رأسها بعنف وتراجعتْ قليلًا، من هذه؟ هي ليس لها أي إخوة فكيف تكون هذه نسخةً منها هكذا! طالعتها الأخرى بنظرةٍ غامضة ولمْ تنطق أيضًا.
فقدتْ وعيها وسقطتْ مغشيًا عليها بينما نسختها الأخرى اختفتْ، اجتمع الناس حولها وحاولوا إفاقتها، قال أحدهم:
_ابحثوا في حقيبتها ربما تجدون ما يدلنا على هَويتها.فتحتْ إحدى السيدات الحقيبة وعبثتْ بها حتى وجدتْ البطاقة الشخصية للفتاة طالعتها مضيقةً عينيها لترى وقالت:
_اسمها منار عمرو، إنها من الأقصر هنا.أفاقتْ وظلتْ تفتح عينيها وتغلقهما حتى اعتادتْ الضوء قلّبتْ نظرها في الوجوه من حولها كانتْ تبحث عن الفتاة لكنها لمْ تجدها.
سألتها المرأة:
_هل أنتِ بخير يا ابنتي؟ ماذا حدث؟فضّلتْ ألا تخبرهم بالحقيقة لأنها تعلم المصريين جيدًا، سيقولون لها أحد أشهر الأمثال الشعبية "يخلق من الشبه أربعين" وهي لا تريد أن تسمع حديثًا سخيفًا كهذا بل أنها لا تريد التكلم من الأساس.
وقفتْ وقالت وهي تنفض ثيابها:
_أنا بخير شكرًا لكم، على الأرجح قد أُصبتُ بضربة شمس.ناولتها المرأة حقيبتها وأشياءها وقالت:
_حسنًا، هل تحتاجين أي مساعدة؟ هل أوصلكِ للبيت؟أغمضتْ عينيها وتنهدتْ قائلةً:
_كلا، شكرًا يا خالة.عادتْ لبيتها وتسللتْ لألا تحدثَ ضجةً ويشعر بها أحد لكنها لمْ تجد أحدًا بالمنزل من الأساس! ربما والدتها في السوق ووالدها بالعمل كعادته، تنفستْ الصعداء وأسرعتْ لغرفتها.
قررتْ الاستحمام بعدما هدأتْ قليلًا؛ علّ الماء البارد يُنعشها ويساعدها على التركيز وعلّها تُفيق مما هي فيه..
خرجتْ بعد وقتٍ ليس بقصير تطالع المرآة من بعيد، أخذت شهيقًا عميقًا ثم أغمضتْ عينيها واقتربتْ منها بخطوات معتدلة هادئة، وفور أن أصبحتْ أمامها فتحتْ عينيها فصرختْ فزعًا من هول ما رأتْ..
___________
بداية قصيرة وخفيفة♡
أنت تقرأ
أيام الثأر الدامية✓
Mystery / Thrillerارتُكبتْ جريمة قتل في أحد الأحياء الشعبية، ومنذ ذاك الحين وكل شيءٍ في فوضى، وإشاعة تقول أن القتيلة حية! فكيف قُتلت؟ ولماذا؟ وهل هي حية حقًا أم ماذا؟ هذا ما سأقصّه عليكم هنا.. بداية الفكرة: 31|مايو|2023، الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل! انتهت: 2|ن...