/_____°°°_____\
صفحة ١٨٢
كان الطريق مظلما بعض الشئ ولكني كنت اتبينها بوضوح وهي تبكي وحيده في مدخل العماره، علمت حينها بأنها لم تكن العماره المنشوده وكان الاصعب تخلي صديقتها الوحيده حاليا عنها في مثل هذه الظروف بعد إلحاحها المستمر في الطلب..كنت أري الراسائل بوضوح ، كانت ترجوها المجئ لمساندتها في هذا الحدث المخيف ، وكانت هدير تتحدث مع أخري وتخبرها بأنها لن تذهب وسوف تخبرها بأن هاتفها قد سرق حتي تخرج من غيابها بحجه جيده وتتحاشي اللوم و العتاب.. في مكانين متوازيين تماما كانت رنا ترجو و تبكي وتتحدث مع صديقتها المقربة عن مشاعر مخيفه ومشاكل صعبه وهدير تتحدث مع أخري عنها وتخبرها كم سئمت إخبارها وبكاءها ومطاردتها للمٱسي عن قصد..وكأن الدنيا تسخر منهما وانا اراقب الموقفين في نفس الوقت.. كنت اعلم ما تشعر به جيدا ، فنحن نظن بأن فراق الحبيب هو ذروه الالم حتي يتركنا صديق..
/______°°°_____\
تقدمت رنا وهي خائفه ، خمس خطوات فقط تفصلها عن اكتشاف الحقيقه المبهم..تقف في نهايه الممر أمام منزل من الممكن أن يكون هو المنشود ، أجرت بعض الاتصالات في الصباح وتأكدت من العنوان من خلال بعض العلاقات السطحيه التي تسمح بالخدمات المتبادله من ٱن لآخر.. تخشي طرق الباب فأصاب بالاحباط كما حدث من قبل ، ولكنها تخشي أيضا لحظه الحقيقه ، فإذا كان أحمد الدمنهوري هو والدها بالفعل فلماذا أخبرتها والدتها بأنه مات وهي صغيره!!أهو كيد المطلقات وانتقامهن من أزواجهم السابقين في أولادهم ؟ ولكن وإن كان هكذا ، لماذا لم يبحث هو عنها ؟ الكثير من الاسئله وقله قليله من أشباه الاجابات.. عدلت من هيئتها وطرقت الباب مره واحده فقط.. لعل العديد منكم يتساءل عن أصل القصه وبدايتها ، ويظن بأن الامر كبير ومدبر ، ولكنه علي العكس تماما ؛ فقد كانت تعيش حياه هادئه خاليه مع والدتها منذ صغرها، أتعرف هذه العلاقه الهادئه التي تجمع بين الأم وبنتها الوحيده؟ الفطور في الصباح ومشاركه الاحلام والأسرار والاهتمامات؟ لقد شاركت والدتها كل شئ في حياتها وظنت أن الفعل متبادل حتي ذهبت الي القسم التابع لعنوانها لتحرر محضر فقدان رخصه القياده لتستبدلها وابتسم الظابط هناك بمجرد استلام بطاقتها ورحب بها كثيرا قائلا " بابا ليه مكلمناش بس واحنا كنا جينا لحضرتك لحد البيت يا فندم" ابتسمت بخفه وهي تستوضح الأمر ، ولكن الظابط لم يعط لها فرصه وتدبر أمر بدل الفاقد بنفسه واخبرها بكل التفاصيل المطلوبه ، وأنه سوف يتولي الأمر كله مضيفا " ده انت بنت احمد باشا..خيره سابق والله"
مرت عليها هذه الليله وهي في ذهول؛ ففي بدايه الامر ظنت بأن تشابه اسم والدها المتوفي مع رجل ٱخر قد وفر عليها مشاوير عده لأماكن مختلفه ، ولكنها تبينت وهي تفكر في نفس تلك الليله أنها لا تتذكر شيئا عن أبيها ، ولم تحك والدتها عنه الكثير ولم يقر فصولها يوما للسؤال عنه أكثر خوفا من جرح والدتها بذكري هذا الرجل المتوفي الذي تدعوه حب حياتها الاول والاخير.. بالطبع هو والدها وهي تحبه وتحب ذكراه ، ولكن الأحداث كانت غامضه ، فقد فقدت والدتها كل الصور والذكريات في الحريق بعد وفاه زوجها ببضعه شهور او هكذا أخبرتها.. اللعنه علي العقل حين يفكر ويربط الأحداث! بإمكانه أن يسلبك راحه بالك بفكره واحده مجنونه تعيش علي خطوطها ثلاثه اشهر من الجحيم المتواصل، وتصبح حياتك تصنف قبل وبعد.. في هذه الليله الشهيره سألت رنا والدتها عن والدها وكيف يبدو ، لم تشعر برغبة والدتها في الحديث عنه ، وآثار هذا فضولها أكثر وأكثر ، لعله لم يمت ولعل الضابط يعرف والدها.. ومن هنا بدأت رحله البحث عن "أحمد الدمنهوري"
_ انت مين؟
انتبهت الي هذه الصغيره ذات الست سنوات وهي تحدثها..
_ ممم.. أستاذ أحمد موجود؟
_ بابا؟"مش ميت مره قلت متفتحيش الباب من غير ما اقولك؟!" جاء هذا الصوت النسائي من خلف الباب موجها الصغيره ، ثم تغير المتحدث وسألتها والده الطفله علي ما يبدو ماذا تريد..
_ حضرت مين؟
_ أنا..أنا بس كنت عايزه اتكلم معاه في حاجه خاصه.
_ خاصه إزاي إن شاء الله؟!
_ موضوع شخصي يعني.. شخصي ليا أنا مش ليه هو..لينا احنا الاتنين.تعالت نظرات الشك أكثر و أكثر في عيون المرأه، وبداخل راس رنا كانت تراجع الكلمات في ذهنها وتتمني لو ابتلعتها الأرض حالا علي ما قالته متلعثمه.. أغلقت الباب في وجهها بحده بعدما طلبت منها الانتظار.. خمس دقائق وهي تقف وعلي ما يبدو أنها قد ذهبت لتتبين حقيقه الامر من زوجها.. يالهول الموقف لو لم يكن هو والدها الحقيقي، فقد خلقت مشكله كبيره لرجل متزوج بلا داع.. قبل أن تتملك منها فكره الرحيل من هذا الموقف المريب فتح رجل وسيم ذو شعر ابيض خفيف باب المنزل وعيونه تتساءل عن هويتها، وخلفه تقف زوجته فهي حتما لن تترك الموقف يمر دون إشرافها..
_ مساء الخير.. انت من يا بنتي؟
_حضرتك أستاذ أحمد الدمنهوري؟
_ اه أنا.. خير إن شاء الله؟
_ أنا بس عندي سؤال علشان اقدر احدد حضرتك اللي بدور عليه ولا لا..
_ يعني انتي متعرفينيش؟
_ لا معرفش شكل حضرتك للاسف..قالها وهو ينظر لزوجته وكأنه يخبرها<اهو قلتلك مش بخونك ولا متجوز عليكي>
_ حضرتك كنت متجوز واحده اسمها نجوي أحمد المحمدي؟
ابتسم ابتسامه خفيفه لو تتفهم رنا ما وراءها، ثم قال..
_ اه.. نجوي تبقي زوجتي الاولي، خير هي كويسه؟
_ اه الحمدلله كويسه..توقفت عيناه عليها للحظه ونكست زوجته رأسها أرضا من خلفه وتراجعت قليلا..
_ انت رنا؟
سقطت من عينها دمعه مفاجئه حين تعرف عليها بهذه السهولة وعقلها يعيد طرح كل الاسئله من جديد مره واحده..لاحظ دموعها فتفهم هو الآخر ما كان يحدث خلال كل هذه السنوات، وما فعلته نجوي بهذه المسكينه..
_ اتفضلي يا رنا تعالي.. ادخلي يا بنتي.
/______°°°______\
أنت تقرأ
"البعض لا يرحل ابدا"
General Fictionعادت الي منزلها تتملكها رعشه غريبه،قد قررت التوجه لاي مكان غير هنا ...فهي في نظر نفسها مشرده بلا منزل ولا حياه ..صعدت السلم لتجلب اغراضها ولكنها وجدت علي باب المنزل وردٱ ازرق جديدا ،حينها فقط تذكرت هذا الكارت المكتوب عليه عنوان "أحمد الدمنهوري" ومكا...