/______________\
صفحه ٣٠
اليوم الاول في رحله الكيماوي. المره الاولي لدخوله جسدك يعد اعترافا تاما ونهائيا لنفسك للاخرين بأنك مريض. سأخبرك بكل شيئا عن مريض السرطان، مشواره يبدأ بعدم التصديق والذعر من فكره أن جسدك في بدايه الاحتضار، ومهما أخبرك الاطباء أنك ستتعافي لا تصدق ولا تأمل، ففي بعض الاوقات الأمل مميت، من الأفضل ألا تأمل الشفاء وإلا سيبقي عقلك سجين الأمل ولن تنله.. أتعرفين هذا الشعور حين يمشي عقلك باتجاه معاكس لما يذهب به جسدك كمن استيقظ مبكرا وترك عقله نائما وجسده ذهب للعمل؟ هذل هو حالي، جسدي يرغب في الرحيل وعقلي لا يتوقف عن حب الحياه.. جاءت مي معي منذ الصباح وبالطبع لم يتركني حسن. الشعور داخلي كان لا يطاق، وقلبي ينتفض برغم مظهري الخارجي الذي لا يبدو عليه شئ إلا الهدوء التام ليطمئن قلبهم ولكن من يطمئن قلبي أنا؟
- أجيبلك مايه؟
هكذا كسرت مي حاجز الصمت بيننا..
- لأ مش عايز شكرا يا حبيبتي.
لم أكن في أفضل حالاتي، فكل ما يدور بذهني هو صوت أمي الباكي ودموعها عند خروجي من المنزل هذا الصباح وكأني لن أعود.. أكره حين يشعرني الجميع بأني سأموت.. التفت إلي حسن الواقف بجانبي يقتله الانتظار كما يقتلني، وطلبت منه التوجه للخارج بصحبه مي وتركي وحدي.. أن تسند من قبل أحبتك هو كل ما يتمناه المرء، ولكن ماذا إذا كنت لا تريد الاعتراف بعد بأنك بحاجه للمساعده؟
- ليه يا حازم؟ خلينا قاعدين معاك.
- أنا حابب أكون لوحدي دلوقتي يا مي معلش.
- متحاولش تصدنا في الوقت ده.. أنا وأنت عارفين إنك محتاجنا أكتر ما إحنا محتاجين نكون معاك.
- أنا مش محتاج حد يكون معايا في حاجه.. أنا مش عاجز وهعرف أتحرك وكمان هعرف أروح لوحدي، وأقولك علي حاجه.. روحي يا مي.
- أروح!!اقترب حسن مني وشد علي يدي لأهدأ وأخفض صوتي قليلا، وهنا سمعنا طرقا علي باب الغرفه ودخلت فتاه تصغرني ببضعه أعوام لعلها في سن مي ترتدي شعرا مستعارا أحمر اللون وتضع مرطبا للشفاه يلمع في ضوء النهار بشده..
- ممكن أدخل؟
سألتها مي بحده ملحوظه..
- أنتي مين؟
أقتربت وهي تمد يدها لمي بحماس واضح عليها..
- أنا شاهنده، كنت في الأوضه اللي جمبكم وسمعت خناق وحسيت بطاقه سلبيه كبيره في المكان قلت أجي أساعد.
كادت مي أن تنهرها علي التطفل ولكن منعتها نظره حسن إليها بأن تلتزم الصمت حتي لا تثير المشاكل وقال هو بلطفه المعتاد..
- شكرا لذوقك جدا، إحنا بس كنا بنتناقش مفيش حاجه.
- لا أنا مش جايه أحللكم المشكله.. أنت فهمتني غلط.
أنت تقرأ
"البعض لا يرحل ابدا"
Fiction généraleعادت الي منزلها تتملكها رعشه غريبه،قد قررت التوجه لاي مكان غير هنا ...فهي في نظر نفسها مشرده بلا منزل ولا حياه ..صعدت السلم لتجلب اغراضها ولكنها وجدت علي باب المنزل وردٱ ازرق جديدا ،حينها فقط تذكرت هذا الكارت المكتوب عليه عنوان "أحمد الدمنهوري" ومكا...