8

6 0 0
                                    

بسم الله
_____________

عبرت جسر تلك المشاعر الطويل
و أقضي صيفا آخر قصيرا بأعجوبة و كل ما اتذكره منه هو الأيام الحارة دون جدوى في منزلي مع مكيف

يكاد ينتهي عام آخر و ما أشد حبي للصيف و ما أكثر حزني فيه،
تكاد أيامي تكون ككل بدايات كتب هاروكا موراكامي غريبة بقليل من الحزن و الوحدة حتى في وجود أشخاص من حولي

أنا و ظلي متواكبان فوق السرير يجلس قبالتي يحكي لي أحاديث من عالمه مليئة بالأكاذيب و لكنه يقولها بجدية تبعث منها حقيقة لا يمكن نكرانها، و بالنظر إلى أنه من عالم آخر أو من نسج خيالي فربما هو يتكلم بما ينسجه و يحيكه عقلي الباطني أو يتكلم عن واقع مخيف لا أريد أن أعيش فيه، و لكنني أموت مللا و قيضا لدرجة الإستماع و لو لساعات لما يتم قصه علي.

حتى مواقع التواصل لم تعد تسليني، هذا هو الحال في الصيف رُأيت كيف يقضي الناس وقتهم تنغز قلبي دون سبب...

أنني لا أغار، بل أحس في الكثير من الأحيان أنني لا أستحق كل ما هو جميل و كل ما هو ممتع كما يستحقه أولائك الذين يعيشونه،
و أخشى أن يتغير عالمي الرمادي هذا و أنا التي لا تعرف مذاق الحياة قليلة الخبرة في كيفية تسييرها،
حتى أنني لا أحمد الله كثيرا على ما عندي و عيني دائما تتوق لما ليس لي،
أهو تأنيب؟ أم أني أغار حقا؟

و لكنني لا أطالب في نفس الوقت بأي شيء بل أبقى أراقب دون إحساس مني و في جوفي لا يدور شيء أنا لا أشتكي، فالعالم عادلٌ حتى في قسمته،

ألهاذا أنت تتحدث كثيرا يا ظلي؟ أيقلقك عدم إحساسي فتحس بقرب زوالك أيضا؟ أنت هنا لأني أخاف منك، فهل يخيفك أني مع الوقت سأنسى الشعور بك أيضا، فتختفي...

يستمر سردك عن ذلك القط و ذلك الفأر و تلك العجوز التي لا تعلم بمراقبتنا لها من الشرفة و عن مغامراتنا البسيطة في الشراء من بقالة أبعد بقليل عن المنزل و كل شيء بسيط يرفع لنا كمية الادرينالين السخيفة،

يا لسحق سعادتنا، و لماذا لم نعد نسعد هكذا على شاطئ البحر أو في كل مرة نتنزه بمكان جفت حلوقنا بمحاولة ارضاء الأهل الذهاب إليه؟

أهاذا نضج أم إحتضار الطفولة، إن الطفولة كل شيء ملون فهل سنصبح كائنات رمادية الآن؟

أنت لا تجيب على تسائلي عندما أكون في قمة الجدية بل تبتسم و تراني حمقاء اليوم أيضا، أهكذا تستنفع من قلة حيلتي...

مذكرة الصيف

^-^

أجنحة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن