" حتي آخر أنفاسي"
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
"قد تظن أنني رحلت و لكن يا عزيزي إعلم إني قد رحلت بجسدي فقط... أما روحي فهي لا زالت معك.. "
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~"حقا لا أعلم إن كان قراري هذا صحيح أم لا و لكن و لكن ما أعلمه هو أنني سأظل أحبه ... حتي آخر أنفاسي "
أغلقت دفتري و تركت قلمي بعد أن قمت بكتابة كلماتي الأخيرة.. لنهاية قصة ليس لها نهاية..
قصة أعادت لي الحياة مرة اخري و لكن المرض سلب مني هذه الحياة و لكن لم أعتاد أن أكون أنانية لذلك أعتقد أن أفضل قرار الأن هو الذهاب بعيداً ..
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
تطايرت خصلاتها الناعمة الخفيفة بعض الشئ من أثر الهواء الرطب المختلط ببعض قطرات المطر و هي في طريقها إلى ... حتي هي لا تعلم إلى أين تود الذهاب و لكن كل ما تريده بعض العزلة عن العالم قليلاً إتخذت قرارها بالذهاب بعيداً لأي مكان تقودها قدميها إليه ...
•
•
•
*في وقت ماضٍ :ـ*
ـــ" لو سمحت يا أستاذ ممكن أستلف منك محاضرات بتاعت إمبارح ... "
التف لها و لتكون هذه أول مرة تتقابل فيها الأعين
رأي أمامه فتاة آية من الجمال و الأهم من هذا البحر الذي كان بعينيها حقا شعر و كأنه غارق بمقلتيها أشد الغرق...
طرقعت أصابعها أمام عينيه لينتبه لها..
ـــ" ياا أستاذ إنت معايا؟!. "
=" هه ايوة ايوة معاكي معلش.. طيب هو.. هو كشكول ال... بتاع.. "
أخذ يتكلم بعشوائية و هو يبعثر كل ما هو أمامه حتي وجده... و تنهد عالياً ..
= المحاضرات..."
أعطاها لها و عندما وجد أنه لن يستطيع التكلم أكثر ركض بعيداً ممسكاً بحقيبته...
أما هي فضحكت عالياً عندما ركض بهذا الشكل..
ـــ "مجنون !.. "•
•
•
=" استني بس يا وتين !. "
ـــ "مش هستني يا وائل و سيبني بقا بعد إذنك .. "
=" و الله مقدرش أستغني عنك... بس لسه شوية يا وتين.. استني شوية بس عشان شغلي يتظبط علي الأقل أتقدم لوالدك بحاجة ... "
ـــ "و العريس اللي جايلي بكرة دا أعمل فيه إيه يا وائل؟ ... يشيخ علي الأقل خطوبة بس.. "
= "أوعدك و الله هاجي ف أقرب وقت صدقيني.. "
ـــ "ولا أقرب وقت ولا أبعد وقت يا وائل عن إذنك ... "
•
•
•
... :" سلِّمي علي عريسك يا وتين.."
رفعت عينيها لوجه هذا البغيض الذي بعد بينها و بين حبيبها و لكن عندما التقت بإبتسامته العريضه و قهوة عيناه اعتراها الغضب و الحب في آنٍ واحد.. و لكن لمَا لم يخبرها؟!...
ا يستمتع هذا الغليظ بإغضابها...
... :"يلا يا جماعة نسيبهم لوحدهم شوية.."
و بعد خروج كلا من عائلاتهم....
قال بإبتسامه عريضة ....
= "اهلا أنسة وتين ... انا أستاذ وائل طه..27 سنة شغال مهندس معماري... تحبي تعرفي أي حاجة تانية عني... "
ضربته في كتفه بعنف قائلة بغضب...
ـــ "و مقولتليش لي إنك جاي يا بارد ... "
قال بمراوغة.. = "حبيت أعملها مفاجأه؟!.. بس مقولتليش إيه رأيك فيا... "
صرخت بأعلي صوتها...
ـــ "رأيي إني مش عايزاك يا بابا... أنا مش موااافقة... "
•
•
•
قام بفتح الباب بخفة و هي في يده و دخل بها للداخل و أخذ ينظر لها طويلا ....
ـــ" بتبصلي كدا لي يا بشمهندس.. "
قال بغير تصديق...
=" إنتي بجد بقيتي خلاص مراتي؟!. يعني هنعيش باقي عمرنا سوا... هنشيب سوا.. هنموت سوا... "
قالت بمراوغة...
ـــ "و هل ستظل تتحبني طوال حياتك؟!."
ضحك عالياً من لهجتها...
= "و حتي آخر أنفاسي ... "
•
•
•
ـــ "وائل إنت اللي جيت؟! .. "
شعرت بـ يـد توضع فوق عينيها سرعان ما وضع يدها فوقها و هي تبتسم بإتساع...
و شعرت بهمسة بجانب أُذنها..
=" إتأخرت عليكي؟!.. "
أغلقت عينها قليلاً و تضم أصبعيها..
ـــ "شوية... بس وحشتني"
إحتضنها بحنان قائلاً بأسفـ..
= "أسف يحبيبتي معلش ... الشغل اخرني شوية النهاردة.. "
ـــ "متغيبش عني كدا تاني.. "= "حاضر يحبيبي ... وعد.."
لاحظ شحوب وجهها و فجأة وقعت بين يديه و أنفها تنزف بغزارة..
قال برعب..
= "وتين.. "
•
•
•
نظرت الي نفسها في المرأة بقهر و حزن شديد وضعت يدها علي شعرها ليتساقط البعض منه أثر العلاج الكيميائي الذي بدأت بأخذه من فتره لتتغلب علي السرطان...
دخل وائل الغرفة و عندما وجدها علي حالها أدمعت عيناه بشدة..
و دخل لها و هو ممسك بـ آلة للحلاقة و دخل حتي أصبح بجانبها...
و عندها نظرت له بابتسامة باهتة..
نظر لها بحب شديد و قام بتشغيل ماكينة الحلاقة و حلق شعره كاملاً أمامها ...
ـــ "لا يا وائل لا متعملش كدا... "
احتضنها عندها و قال..
=" ششش اذا مكنتش أعمل كده عشانك هعمله لمين... أنا مليش غيرك ف الدنيا دي يا وتين.. "
•
•
•
*عودة الي الحاضر :-*صدح صوت هاتفها برنة مميزة عرفتها هي فوراً ..
نظرت للهاتف قليلاً بشرود و تردد و لكن قامت بالرد لإنهاء هذه العلاقة ..!
اردفت بصوت دافئ للطرف الأخر ..
_ "الو"
= "إنتي فين يا وتين ... حرام عليكي أنا بدور عليكي و هموت من القلق إنتي فين؟!"
_"أنا مسافرة يا وائل"
اصابته الدهشة مما قالته قليلاً و ظنها تمزح معه...
= "وتين دا مش وقت هزارك دا دلوقتي إنتي فين يا وتين خلصي "
بضع قطرات من الدموع قامت بخيانتها و قد اختلطت مع صوتها...
_" للأسف أنا مش بهزر يا وائل أنا مسافرة بجد... قول لماما و بابا يسامحوني و ... و افتكرني دائما يا وائل "
= " وتين طيب قوليلي إنتي فين و أنا هجيلك و نحل الموضوع لو حصل مني اي حاجة ... "
_"لا معلش صدقني محتاجة أبقى لوحدي و أنت بكرة تلاقيلك واحدة أحسن مني متقلقش و تعيش حياتك و يكون عندها شعر و شعرها يكون حلو كمان.... "
ابتسمت بألم قليلاً و أكملت قائلة...
_"و كمل حياتك يا وائل ... الحياة مش واقفة عليا بس ممكن انك تفتكرني بس مش أكتر ... "
ادمعت عيناه بشدة عندما أدرك جدية حديثها...
= " و هعيش حياتي إزاي و إنتي حياتي يا وتين؟.. هتسيبيني و تمشي يا وتين؟!.. ارجوكي متسيبينيش زي ما كلهم سابوني... أنا لسه بحبك زي ما انتي حتي لو حصل إيه ... متسيبينيش يا وتين..."
بكي بشدة عند آخر كلماته...
و عندها بكت هي أيضاً علي بكاؤه
_" هفضل علي طول معاك يا وائل... بس كل ما تكون عايزني حط إيدك علي قلبك و غمض عينك و افتكرني و لو مكنتش موجودة ف اعرف إني لسة موجودة ف قلبك ولا ناسي؟ سأظل احبك حتي آخر أنفاسي ... "أردفت كلماتها الأخيرة و قامت بإغلاق الهاتف بعد ما أغرق فمها بالدماء من انفها...
و عندها بدأت الرؤية تتشوش أمامها مما أدى ذلك الي إنقلاب عربتها بعنف...
أغرقت الدماء وجهها و لفظت أنفاسها الأخيرة ...
•
•
•
كثيرا من الناس ما تضعهم الحياة تحت إختبار البعض منهم يجتازة بنجاح و كفاح و البعض يجتازة حظاً و البعض قد لا يحالفه الحظ...
و لكن الاهم من كل هذا هو المساندة.. فهناك بضع اختبارات لا يستطيع الإنسان إجتيازها بمفرده...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بقلم : مريم أشرف 🩶🦋✨