ما بين الفرشاة و القلم 🖋️🎨
'~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~'
تضع فرشاة التلوين بفمها و الاخري بيدها و هي تلون اللوحة امامها بتناغم كبير و هي مستمتعه بما تفعله مع تلطيخ وجهها ببعض الالوان و فجأة سمعت صوت ضوضاء تأتي من الشرفة التي امامها نظرت امامها بإستغراب و ذهب الي الشرفة لـ تري ما مصدر هذه الضوضاء و عندما ذهبت وجدت انها قادمه من الشرفة التي امامها و علي ما يبدو انه سيكون لها جار جديد... نظرت للضوضاء الصادرة بـضجر و عندها قامت بمناداته ليقلل من هذا الضوضاء...
_ " يا أستاذ لو سمحت... "
لم ينتبه لها بسبب صوت جر الأثاث...
_ "يا أستاذ... انت يا أستااااااذ "
عندما صرخت بأخر جمله عندها انتبه لها و ذهب الي الشرفة و أردف بهدوء...
= " عايزة حاجة يا أنسة؟!."
_"ممكن تشيل الحاجه براحه معلش مش عارفه اركز... "
قام برفع حاجبه بدهشه و قال..
= " اومال اشيلها ازاي يعني حضرتك يعني؟!. دا اثاث يعني دولاب و سرير و مكتب تقدري تقوليلي اشيلهم براحه ازاي؟!. "
_ " ميخصنيش طب يعني حضرتك انا اركز إزاي انا دلوقتي من الصوت المزعج دا.... "
نظر لها بلؤم و هو يقول لإستفزازها...
=" ميخصنيش و ياريت تروحي تمسحي شنبك قبل ما تكلميني ... "
اردفها و دخل الي شقته مرة اخري...
عندها هي نظرت له بعدم فهم ووضعت يدها فوق شفتيها ووجدت بعض من اللون البني عندها قامت برمي الفرشاه بغيظ علي شرفته...
_ " عيل رخم "•
•
•
_ "بقولك اي يا علي ريح دماغك مش هسافرلك فرنسا.. "
............
_" يا سيدي انا عايزة اقعد لوحدي انت اي اللي مضايقك كنت اشتكيتلك... "
.............
_ " ابعت تذكرة يا علي و هقطعها و مش هروح ف حته و مش من حقك انك توديني بلد تانيه معرفش فيها حاجه عشان انت عايز كدا انا هنا و مرتاحه هنا و دا اخر كلام عندي "
اغلقت هاتفها ووضعته بعنف علي المنضدة....ذهبت اللي الي سور شرفتها و قامت بإسدال شعرها بخفه و اغمضت عينيها و اخذت تنظم انفاسها حتي تسيطر علي غضبها...و اما علي الجانب الاخر فهو كان يتابعها منذ ان كان غاضبه لــ اسدالها خصلاتها المتمردة مثلها و للحظه شرد بها ... تفاصيلها ... جمالها... شعرها الغجري الذي يعطيها مظهر هائل اعينها الطفولية الواسعه و رموشها الكثيفه بشكل واضح علي الرغم من انه ليس له غير ايام في شقته الجديدة و لكن حقا جمالها يلفت الانظار بشكل واضح ....
خرج للشرفة و تحدث بهدوء...
= " انتي كويسة يا انسه؟! "
فتحت عينيها بهدوء و نظرت له بنفس الهدوء..
_" ايوة كويسة... "
قام بإخراج قطعة من الشوكولاتة من جيبه و قام برميها لها ..
=" خدي دي و روقي كدا مفيش حاجه تستاهل الزعل "
امسكتها سريعا حتي لا تقع و قد ارتسمت ابتسامه صغيرة علي وجهها و هي تنظر له....
_" تسلم ... مبروك علي الشقة "
قال بضحكة ابرزت اسنانة...
= " لا ما هو ترحيبك بيا من اسبوع كان كفايه ... "
ابتسمت عاليا و هي تتذكر ما فعلته به عندما رأته لأول مرة...
_" معلش كنت رخمه شوية انا عارفة "
قال بإبتسامة هادئة..
="ولا يهمك.. "
وضع يده وراء رقبته بتوتر...
=" بالمناسبة انا عمران..."
ابتسمت بخفوت..
_"و انا مريم "
=" اتشرفت بمعرفتك... "
_"و انا كمان "
= "انتي.... رسامة؟!. "
_" اها برسم كهواية و كشغل ف نفس الوقت.. "
="حلو.. و حلو اوي كمان ...انا صحفي..."
_" بجد ... حلو اوي.."
صمتو لبضع دقائق ثم نظر كل منهما الي الاخر و انفجرو من الضحك....
ثم بادرت هي قائلة
_"رسمية زيادة صح... "
="الصراحة اوي"
•
•
•
_"مقالتك النهاردة كانت حلوة اوي "
="بجد ... بس كنت حاسس ان عندي احسن من دا "
_" يبقي انت كدا وصلت لدرجة كويسة من الكتابه لان اللي بيعمل حاجه حلوة عمرة ما بيحس انها حلوة "
شعرت بقطرة مياة نزلت علي وجهها و عندها بدأت الأمطار بالهطول عندها علت الابتسامه وجهها بشدة و هي تمد يدها خارج الشرفة تتلمس قطرات المطر بخفه كطفلة صغيرة...
و اما هو فكان يتأملها بشدة ف حقا هي جميلة في كل شئ...
عندها اردف هو بهدوء...
=" تعرفي الجو دا محتاج اي؟!. "
نظرت له بإبتسامه عريضه...
و قالا بنفس اللحظه
_ " رجعت الشتوية "
= "رجعت الشتوية "
عندها ابتسم بشدة عندما وجدها تشاركه نفس الافكار...
ذهب للراديو سريعا و هو يقوم بتشغيل الاغنيه ليصدح صوت فيروز و كل منهم ينظر للأخر بحب
= "مريم !... انا بحبك.. "
نظرت له بعين واسعه من اثر ما قاله و استمرت النظرات بينهم لفترة و نظراتهم تتحدث الكثير....
يا حبيبي الهوي الغلابعجل و تعي السنه ورا الباب
شتوية و ضجر و ليل
و انا عم بنطر علي الباب
و لو فيي
يا عينيي
خبيك بعينيي
رجعت الشتوية
.
•
•
•
_ " عمران ... يا عمران "
= " نعم يحبيبي "
_ "تعالي اتكلم معايا شوية بدل ما انا قاعده لوحدي.. "
= " يحبيبي معلش ورايا شغل ضروري ... لازم اخلصه "
_" يا عمران متبقاش رخم بقي... "
=" صدقيني و الله شغل ضروري "
اردفها و تركها و دخل الي الداخل...
عندها هي نظرت له بتذمر و حزن و دخلت الي غرفتها و جلست امام لوحتها و قامت بلملمة شعرها لفوق و تركت خصلتين متمردتان على اعينها و امسكت فرشتها من جهه و هو ممسك بقلمه من الجهه الأخر و لكن للحظة جاء بخاطره انه قد يكون احزنها ... عندها نزل من عمارته و ذهب الي بيتها و طرق الباب فتحت له و هي كالعاده ملطخه وجهها بالألوان...
مد يده بشكولاتة و هي ينظر بأعين بريئه..
=" هتسامحيني؟!."
ابتسمت بخفوت و هي تأخذها منه...
_" خلاص سامحتك.. "•
•
•
نظر من باب شرفتها المفتوح قليلا وجد شاب معها بالداخل و هو يتجادل معها بحدة و هي تبكي و تهز رأسها نافيه...
نظر لها بخوف قليلا... لماذا تبكي قليلا ووجد هذا الشاب يمسك بيدها و يأخذها للخارج...
عندها اسرع للخارج ليعرف ما الامر ...
وقف امامه و قال بحده...
=" ممكن اعرف انت مين يا استاذ... "
.. :"انت اللي مين يا استاذ؟. اختي و جاي اخدها في حاجه "
عندها شعر و كأن الدنيا كلها تفني من حوله... الن يراها مجددا؟!.
=" كويس انك جيت لاني كدا كدا كنت هسأل مريم عليك.. "
... : "عليا انا اشمعني؟.. "
= "انا طالب منك ايد مريم.. "
ذهل اخاها منه و لكن نظر له مطولا ووجد نظرات و مشاعر كثيرة ... حب.. خوف... حزن.. قلق... شجاعة..
و عندها نظر لأخته بحنو ليسألها بعينيه ان كانت تريديه...
عندها نظرت له أخته بأعين دامعه و هي تهز رأسها مرات تلو الأخري بموافقه...
عندها ربت "عَلِيْ" علي كتف "عمران بخفه و هو يقول ...
... : " علي خير "
•
•
•
"~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~"
ما بين الفرشاة و القلم شئ مشترك هو انهم العالم الأخر لبعض الناس فهناك من يغرق بعالم افكارة بالرسم و يترك الفرشاة هي من تعبر عن مشاعرة و منهم من بمجرد تحريك القلم و اختراق الحبر للورق بشرح كل ما فيه و قول كل ما في عالمه الأخر بالنسبه لي ليس ما يختلف بين الفرشاة و القلم ♥️✨ ....
![](https://img.wattpad.com/cover/318496285-288-k945864.jpg)