مناظرة الظلام..

641 11 11
                                    

ها أنا ذا ككل يوم أجلس لوحدي في المقعد بعد أن خرج كل الطلاب لأن الان يكون حصة الرياضة و هي أكثر حصة أكرهها .

في كل يوم أأتي من ذات الطريق أرى ذات الاوجه و أجلس ذات المكان ، عندما يتواجد المعلم ارفع رأسي من حُجرِ يداي اللذان تحيطانه و هو على المقعد ، و أأخذ الدرس و اتفاعل مع المعلم و عندما يذهب أعود لوضعيتي أضع رأسي على مقعدي أُحيطه بيداي ...اُغمض عيناي ...أُناظر الظلام .

لانه بكل بساطة أكره مناظر هذه الوجوه السخيفة كل يوم ، لا اعلم كيف لا يقرفون من اشكالهم فأنا رغم مدح الجميع لجمالي و لي ....إلا انني أقرف و اتقزز من شكلي و لكن لا أظهر هذا فقط شعورا داخلياً.

بعيداً عن كل هذا توجد فتاة في الصف أحبها برغم من أنني لم اتحدث معها سوى اربع ...او خمس مرات ، إلا انني أفتقدها عندما تغيب و لأنني احبها تتغيب كثيراً عن المدرسة و خاصة عندما لاحظت وجودها لم أعد ألمحها الا بشق الانفس ، ففي السابق لم اكن اعلم بوجودها بالصف بسبب هدوءها الغريب و المريب .

هي تشبهني ليس بالملامح و إنما بالكيان ، فهي لا تخرج من الصف حتى في الفرصة ...من بداية الدوام لنهايته لا تتكلم ولو بكلمة واحدة إلا ان أتو صديقاتها الاثنان ...لكن بالرغم من أهتمامي الخفي لها إلا أنها لا تهتم لي و لكن لا يهم ، يكفيني إستراق النظر ...

أستيقظت اليوم و كعادتي عند الساعة الثامنة ولا أدري كم دقيقة .تناولت فطوري و قمت بواجباتي المنزلية لوحدي ..بما أنني الأخت الكبرى ففي أغلب الوقت أكون لوحدي في المنزل ،

و ذلك لان امي و اخوتي الصغار يذهبون لمنزل جدي ...ابي و اخي يذهبان للشركة... كل فرد من عائلتي يملك أصدقاء و وجهة يذهبون إليها إلا أنا لا وجهة لي....

فأنا انطوائية و انتقائية بعض الشيء ...حسنا هاهي الساعة الحدية عشر و نصف أخذت حقيبتي و سلكت طريقي نحو وجهتي من ذات الطريق الذي امشي به يومياً.

وصلت للمدرسة و دخلت الصف فكان يتواجد به بعض الطالبات فقط ...دخلت للصف و كأن لا أحد يوجد جلست بمقعدي و وضعت رأسي على الطاولة مغمضة عيناي أشاهد الظلام بجانب الفراغ فأنهن عالمي الخاص
فمناظرة الظلام أفضل من مناظر وجوه البشر.

مر نصف ساعة و أنا على هذه الحال حتى قاطع صفو فكري صوت الأنظباط وهي تقول "هيا للباحة للأصطفاف "

خرجت و رددت الشعار برفقة جميع الطلاب الذين في المدرسة و قد كانت هي أيضا متواجدة و هذه كانت أول مرة أقف بجانبها... لأنه كما تعلمون عند ترديد الشعار المدرسي نقف كل أثنين بجانب بعض و كل صف يكون طلابه كل ثنائي بجانب بعض و بشكل أفقي كل الثنائيات
دخلنا للصف و كل شيء طبيعي ككل يوم .

أنتهت أربع حصص و ها هي الفرصة لقد كنت أضع رأسي على الطاولة واضعة قبعة معطفي لقد كان الصف خاليا من الطلاب لولا وجودي بمقعدي و هي أيضا كانت بمقعدها و أيما و صديقاتها المقربات الاثنان .

تسعة سنوات Where stories live. Discover now