الفصل الخامس

17 2 0
                                    

انه صامت للغايه يسير بهدوء ورزانه ، استمرينا بالسير ورغم اني مشيت تلك المسافه سابقاً الا انها تبدو اكبر في ذلك العصر، الاشجار من كل شكل ولون تحيط المكان، عندما وصل لشجره مانجو توقف توقفت وسرحت في جمال المنظر كانت الشجره جميله حقا قصيره واوراقها كثيفه تظلل مساحه كبيره ممتلئه بالثمار مختلفه الالوان معظمها يميل للبرتقالي تبدو شهيه للغايه موضوع اسفلها حصيره صغيره تبدو باليه بعض الشيئ وفي الجهه المقابله للشجره عين الماء التفت انظر اليها لتقع عيني عليه ينظر لي باستغراب
_ ماذا؟ هل هناك شيء علي وجهي؟ هل هناك شئ خلفي؟
رد مبتسماً لا لا شيء هل اعجبتك الشجره
امل: اجل انها جميله للغايه، هل ذلك واضح؟
بهاء: اجل لقد كنتي تقفزين وتهللين كالاطفال
امل: لا لم افعل
اتسعت ابتسامته مضيفاً: حتماً كنت اتخيل انت لم تقفزي إطلاقاً، تفضلي بالجلوس
الجو تحت الشجره كان مختلف عن الجو في باقي الواحه ظل الشجره والهواء القادم من العين يجعل الجو مائل للبروده عكس الجو في باقي الواحه الحار بفعل الشمس
كسرت صمتنا قائله هل لي بسؤال؟
بهاء: سئلتي بالفعل
امل: ... ، اريد معرفه بعض الاشياء واخبرتني انك ستجيبني لاحقا
بهاء: حسنا حسنا كنت امزح فقط، نعم تستطيعي سؤالي
امل: كم فتاه قمر اتت حتي الان؟
بهاء: لا اعرف
امل: كيف؟ هل هن كتيرات لتلك الدرجه؟
بهاء: انا لا اعرف لان فتاه القمر تأتي يوم تحجري فانا دائما ابدء من ذلك اليوم وبمجرد عوده فتاه القمر اعود حجر وتمر الحياه بدوني وعندما تأتي فتاه اخري ابدء من يوم تحجري، ما اقصده انك قد تكوني الاولي وقد تكوني المئه، هل اخبرك اهلك كم سنه مرت علي انشاء القبيله؟ يمكن ان يعطينا ذلك فكره
امل: لم يقل احد شيئ، لم تصدق امي الاسطوره ولم تترك لي مجالاً للبحث، اذن ستنساني بمجرد عودتي؟، هل حاولت كسر اللعنه؟
بهاء: لا اعرف، ربما..
لم استطع التحكم في تعبير وجهي كان الاستياء ظاهرا، اشفق علي من فني عمره متحجرا يعيد عمر ال٢٥ حتي يرث الله الارض وما عليها
قاطع افكاري قائلاً: لا تنظري هكذا انا متقبل حالي، منذ طفولتي وانا اعلم ان هذا سيحدث
امل: هل سبق واحببت او تزوجت غير فتايات القمر اقصد؟
بهاء: لا لم تسمح لي اي فتاه بالتحدث معها اذ ان امهاتهن كن يضربهن خوفاً من مستقبلهن معي، فأفنيت وقتي بالقراءه تحت هذه الشجره، هل هناك اسئله اخري ام نبدء بقطف بعض الثمار
وقفت بحماس وانا اصيح قائله: هيا هيا هيا
كان وجهه يزداد احمراراً حتي انفجر ضاحكا
امل: علي ما تضحك
نطق وسط ضحكاته اسف ولكنك لطيفه جدااا كالاطفال
نظرت له بغضب فعدل جلسته قائلا لم اقصد ان ازعجك انا اعتذر، انتظريني هنا قليلا قال ذلك قبل ان يقف ويذهب دقائق وما لبث ان عاد وفي يديه كرسي وعليه سبت صغير، ناولني السبت وبدء يبحث عن فرع منخفض به ثمار ناضجه عندما وجده ثبت الكرسي وصعد عليه ذهبت لاقف بجواره اخذ ما يعطيني من ثمار الي ان امتلأ السبت، لا اعلم لم هو صامت هكذا ولكني استمتعت كثيرا رغم الصمت الذي قاطعته عندما ناولني ثمره اخري قائله: يكفي لم يعد بالسبت مكان
بهاء: حسناً سأذهب لوضع الكرسي مكانه انتظري هنا.
امل: هل يمكن ان تجلب لي سكينا
اختفي وجلست انتظره وعند عودته ناولني السكين وجلسنا نأكل المانجو ونشاهد عين الماء، حكي لي بعض ذكريات طفولته، كلامه قليل ولكن حكاياته ممتعه، عند اقتراب غروب الشمس اخذني للبيت وترك معي ما تبقي من المانجو
في البيت اعطيت سلام المانجو واحضرت لي بعض الثياب وبعد تغير ثيابي احضرت لي الطعام بعدها جلسنا نتناول المانجو ونتحدث لم ارغب في تناول المزيد من المانجو ولكن اردت ان اعرف عنه المزيد وسلام هي الشخص الوحيد الذي اعرفه هنا، وما اراح قلبي ان الكلام معها كان ممتعا اشعر وكأنها صديقتي.

ليلة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن