الفصل الثامن عشر

6 0 0
                                    

مر شهر منذ ان راسلتني تلك الساحره اسمها رهبه كما اخبرتني، واخبرتني انه يجب علي ان اراعي القبيله حتي يتولي ابني الحكم حسب قولها اذا اردت العوده بالزمن بامكاني ان احاول فقط في نفس يوم القمر بعد ان يصبح هناك حاكم صالح يقبله القمر من نسل بهاء، علي ان احسن تربيه ابني والا لن تنحل اللعنه، لا اعلم اتخبرني بذلك لتمنعني من البحث، ٢٠ عاماً اخري يجب علي ان انتظر مثل ما مضي من عمري، كيف سأمضي ٢٠ عاماً بدونه، حاولت طيله الشهر الماضي ان اتواصل مع اي ساحر يفتيني، ولكن كلهم اجمعوا علي ان هذا نوع غريب من السحر لم يسمعوا به من قبل وان قول تلك الساحره الحل الوحيد امامي.
امضيت الثلاث ايام التاليه في غرفتي لا اقوي علي الحركه او الحديث مع احد او تناول الطعام حتي غبت عن الوعي وظللت غائبه في عالمي الخاص اسبوع، كذلك اخبرتني امي بعد ان ستعدت وعي وادراكي، امر طبيب القريه ان اعود لعلاجي النفسي وبالفعل ارسلت امي لطبيبي الذي باشر بتحضير خطه علاجيه قبل ان اعود لوعي حتي، وبداء تنفيذها بمجرد ان فتحت عيناي، كانت السيده راضيه مشكوره تتولي زمام الامور في هذه الفتره الحرجه، وبعد شهر من العلاج بدأت صحتي تتحسن وبدأت وضع خطه للتأكد من ان يكبر ابني ليكون افضل حاكم مر بتاريخ القبيله، في النهايه لا طريق اخر لدي لاتمكن من ان اكون مع بهاء.

مرت السنوات سريعه، كبر ابني وخطي اول خطواته ونطق اول كلماته، قررت ارسال ابنتي لاختي في القاهره لتدرس وتعيش حياه الحاضر علي ان تأتي كل صيف، وصببت كامل تركيزي علي ابني علمته بنفسي القراءة والكتابه، واصبحت اصطحبه معي كل يوم لمجلس القبيله ليري كيف تدار القبيله، كنت استشيره في امور الحكم منذ كان ٦ سنوات واناقشه في رأيه وادربه، كنت ارسله للقابائل المجاوره لحضور الاجتماعات ليري وجهات نظر مختلفه للاداره، وكنت احدثه عن ابيه مراراً وتكراراً كنت اعطيه الكتب التي تركها له ابيه ليعرف عنه اكتر وليأخذ من افكاره، كنت اره يكبر امامي يوم وراء يوم ويصبح رجلا، كم كان يشبهه ابيه، بعد ان انهت ابنتي تعليمها الثانوي طلبت مني ان تبقي في القبيله لبعض الوقت قبل ان تقرر ما ستدرس او تفعل لاحقاً في حياتها، ووافقت، تذكرت يوم كنت بمثل عمرها، كم كنت ارغب باكتشاف نفسي بعيداً عن الدراسه، وقد كان، اردت ان اترك لها نفس المساحه من الحريه، لم اكن اتخيل ان الفتاه كأمها وانها بالفعل واقعه بالحب، اتتني بعد شهرين تخبرني ان احد اقارب امي يرغب بزواجها وكنت اعرف انه ولد صالح لذا لم اتردد بالموافقه، وكان شرطي ان يكون الزفاف عند التل ليكون ابيها شاهدا علي زفافها، كنت اتكئ عليه طيله الليل واتخيله حيا فرحا بزفاف ابنته كم احبها وكم كان ليفرح لفرحها، بعد الزفاف انتقلت لبيت اهل زوجها، كانت عائله حنونه احتوتها واحتضنتها، اعلم انني لم اكن افضل ام لها، كم انا سعيده انها وجدت عيله تعوضها عما بدر مني.

كانت حقاً سعيده في حياتها وسرعان ما اكتملت عائلتها بعد انجاب اطفالها؛ بعد عام من زفافها انجبت طفلين توئم وبعد عامين اخرين انجبت طفله، كانت زوجه مراعيه وام حنون.

مرت ٢٠ سنه كلمح البصر، اصريت ان يكون اجتماع تولي ابني حكم القبيله عند التل ليشهد ابيه عليه وليكون حاضراً معه

كانت رهبه علي تواصل معي طوال السنوات الماضيه تعدني حتي استطيع كسر لعنتي

وبعد ان سلمت ابني الحكم اصبحت علي استعداد لاستكمال رحلتي مع القدر

اتفقنا انا ورهبه ان تقابلني عند مدخل التل لتلقي علينا تعويذه تحررنا من اللعنه التي فرقتنا وقيدت حبنا

انا محتاره في النهايه علشان كده قررت اعمل كذا واحده اقروهم وقرروا

ليلة القمرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن