آلــفــصــل آلــثــآلــث عــشــر

371 35 81
                                    

تـــك تـــك تـــك تـــك

"اه يال الجمال 'هوووف'" نبث ذو الشعر الأسود بعدما وقعت عيناه على لآليئ السماء وهي تسقط على الأرض قبل إستنشاق الهواء المسمم من سيجارته و زفره بعيدًا.

"...سيدي"

نظر ذو الشعر الأسود بجانبيه لصاحب الصوت فحالما لمح بصره الفتاه الواقفه خلفه إبتسم فَرِحًا ولا كأنه قد ربح اليانصيب للتو.

"اه تاي أُنظري للزجاج و أخبريني ما الذي ترينه" قال الأسودي و هو يشير إلي الجدار الزجاجي الذي أمامه بينما يريح رأسه على مقعده الجلدي.

"مطر" أجابت المدعوه بتاي؟ بإختصار شديد لا حرفٌ زائدٌ ولا حرفٌ ناقصٌ؛ مما جعل إبتسامه الأسود تتسع بِرِضى.

"أحسنتِ تاي! الأن أجيبيني مجددًا ماذا تظنين هو سبب المطر تاي؟" قال الأسودي وهو ينتظر إجابةٌ ترضيه بينما لم يُلقِى لمحه واحده على التي خلفه.

ومع ذلك لم تفتح تاي فمها بل إنحنت قليلًا مُعتذرةً عن عدم إجابتها، بعد فتره صمت قصيره فتح الأسودى فمه و إبتسامته تتسع شيئًا فشيئًا "جميع الشعراء يقولون أن السماء تبكي! و أليس البكاء شئ سئ ويدل على الحزن؟ مع ذلك أظن أنني لا أستطيع الإتفاق أكثر مع هؤلاء الشعراء"

صمت الأسودى قليلًا ثم فتح فمه مجددًا قائلًا "في ظني إنها نعمه...علامةً على خيرٌ قادم...فالمطر بالنسبة لوجهة نظر الشخص يهطل عندما يمر بالجحيم وهذا صحيحٌ بالطبع! ولكن إن نظرتُ للأمر من جانب مختلف فهو يهطل ليمسح تلك الذكرى المؤلمه و ينهيها بقوس مطر مُضئ و مُشع!"

"سيدي...دوا-" تحدثت الفتاه بعد صمتها ولكن لم تستطيع إكمال حديثها حينما أكمل الأسودي قائلًا "لا شك أنه يلعنني الأن في هذه الليله الجميله أليس كذلك؟ فالطالما كان حساسًا للغايه في لياليٍ كهذه..تاي تاي إذهبي بنفسك و إطمئني عليه لابد أنه وحيدٌ جدًا الأن"

"لكن سيدي دو-" "ألم أخبرك بالذهاب؟" تحدث الأسودي بصوتٍ خشنٍ مقاطِعًا الأنثى مما جعلها تصمت حتى يتنهد الأسودى و يمسك علبة الدواء و يقوم بسكب منها ثلاث حبات خضراء و يبتلعهم دُفعةً واحدةً.

"أخذته هل أنتي راضيةٌ الأن؟ من فضلك إذهبي له وأنا سأكمل عملي هنا" تحدث الأسودي بعد إلقاء نظرة خاطفه على الأنثى خلفه التى كانت تنحني مُعتذرةٌ على إزعاجه.

"اههه لا تقلقي كثيرًا ستأتي النهايه أسرع مما قد تتخيله" نطق الأسودى أخر كلماته قبل أن تتحول شاشة رؤيته إلى سوادٍ.

النهايه المثاليهWhere stories live. Discover now