𝐏𝐫𝐨𝐥𝐨𝐠𝐮𝐞.

228 16 11
                                    






بالنسبة له.. العالم كان دائمًا كشرنقة ضيقة هو كان محصورًا بها، حيث كان مقيدًا به؛ غير قادر على الحركة بحرية حتى على الرغم من تمتعهُ بها.

على الأقل هو ظن أنهُ كذلك.. ظن انهُ هو ذاته وظن انهُ سعيدًا بما لديه.

حسنًا.. هو كان سعيدًا، محظوظًا دائمًا.. ولكن هل السعادة والحظ هما نفس الشيء؟ هو يفترض انهما ليسا كذلك. ولكنهُ لم يهتم حقًا، لآن ذلك لا يشكل فارقًا بالنسبة له.

ولكن بعد ذلك.. حين تم القبض عليه حقًا، وتم حبسه بعيدًا عن العالم الخارجي، حينها فقط فجأة هو شعر بالحرية...

نعم، هو فجأة أصبح حرًا. يا له من تناقضٍ غير عادي..

لكنه رُبما للتو قد خرج من شرنقته الضيقة والغير مريحة.. يعتقد إنهُ قد حان الوقت ليصبح تلك الفراشة الجميلة التي كان من المفترض أن يكون عليها دائمًا.

خلال الفترة التي كان بها في مرحلة خروجه من شرنقته؛ لم يكن سوى أحمقًا يبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا قضى الكثير من وقته في التفكير بما كان حقيقًا وغير حقيقي بدلاً من العثور على مكان مناسب ليخبئ به مجلاته الإباحية..

وبعد ثمانية عشر عامًا من التفكير المكثف، لم يجد إجابات لكثير من الاسئلة التي كانت تحوم في ذهنه. وكان على قناعةٍ تامة بإنهُ لن يجد إجاباتٍ لأسئلته تلك أبدًا.

لكن لا بأس بذلك بالنسبة له، على الأقل لن يشعر بالملل وسيستمر بالتفكير حول تلك الاسئلة التي لا إجاباتٍ لها.

لم يستطع القول بإنهُ غير راضٍ عن حياته لآنه كان دائمًا ذلك الفتى المدلل الذي يحسده الجميع في المدرسة. وكان محور الاهتمام اينما ذهب. كان يحصل دائمًا على كل ما يريد وكلمة -لا- لم تكن موجودة في قاموسه حتى.

ولكن كان هناك شيئًا معين لن يكتفي منه أبدًا على الرغم من تمتعه به.. الاهتمام.

مُنذ صغره، كان دائمًا يتلقى المديح والثناء على كل شيء ولم يتلقى أي شيء آخر خلاف ذلك.

والآن هو يلوم والديه على ذلك، كونهم قد أخبروه دائمًا بكم هو مثالي، وكم هو طفلٌ رائع. أو يخبروه بإنهُ أفضل فتىً في الوجود.. وبعد أن تم إخباره بذلك على مدار كل يوم وترسّخ ذلك في ذهنه، لم يسعه سوى تصديق تلك الأمور.

لم يكن حقًا خطأه بكونه أنانيًا ونرجسي، هو كان يعرف هذا وكان يعلم أيضًا ان هذهِ ليست الطريقة المناسبة التي يجب على المرء ان يتصرف بها وخاصتًا حول الآخرين. ولكنهُ لم يهتم أيضًا ليغير أي شيء حيال هذا الآمر في نفسه.

𝐓𝐁𝐖𝐂𝐖 - ☂︎حيث تعيش القصص. اكتشف الآن