إكسير الحياة
حياتنا قطار يمضى و نحن به مسافرون . عابرون للألم و الحزن . باحثون عن الفرح و الأمان .
طوفان من المشاعر يشتعل ما بين وداع و لقاء . ما بين محبه و فراق . ومن بينهما سؤال يبحث عن الجواب . هل يحيا القلب بعد الممات ؟! تلاقت العيون و تكلمت النظرات لغة العشق التى لا يفهمها إلا المشتاق . لكل منهم سؤال و جواب و إختيار بعدها إما اللقاء أو الفراق .هو : أعرف ونحن على رصيف المحطة أنك تنتظرين رجلا أخر . و أعرف و أنا أحمل حقائبك أنك ستسافرين معه دون أن تلتفتى إلى هذا القلب الحزين .
هى : لكنى لا أنتظر أحد . كنت مسافرة بل هاربة من كل شئ . من ظلم العالم بمن فيه . كنت أسافر باحثة عن الأمان .
هو : هل رأيتى رسائل الحب التى كتبتها لأجلك لم تكن سوى مرايا إنعكس بها غرورك .
هى : كنت أحيط به نفسى خوفا أن يظهر ضعفى للأخرين . كان غرورى قناع مرسوم حتى رأيته برسائلك و نظرة عيناك لقلبى .
هو : لا تلومى عيناى فأنا أستحى أن أنظر إلى إمرأة و إن كانت تحمل فى حقيبتها البيضاء أجمل أيام حياتى . و أنها ستغادر للإختفاء .
هى : و كيف عرفت أنى سأحمل بين يدى أجمل أيامك ؟! كيف تؤمن لأمرأة ترتدى قناع الغرور .
هو : ذاك الغرور كان باب الدخول إلى قلب تلك المرأة .
هى : كيف ذلك أيها الفيلسوف ؟!
هو : صغيرتى . الرجال دائما ما تعشق المرأة المغرورة و صعبة المنال .
هى : علمت الأن لما تم إغتيال قلبى فقد صرحت يوما بحبى و بعد أن أشبعنى هواه عشقا و تيقن من عشقى قتل قلبى بسيف الغدر و الخيانة .
هو : أريد أن أعيد الحياة إلى قلبك المذبوح .
هى : و كيف تعيد من مات مرة أخرى للحياة ?!
هو : أحمل معى إكسير الحياة إنه نبض قلبى ووفاء عشقى على مر الزمان .
هى : هل تستطيع نزع سيف الغدر من قلبى و كيف تزيل عنه سم الخيانه و ما يجبرك للبقاء إلى جوارى هل لأنى أصبحت صعبة المنال ؟!
هو : أنا فارس من زمن ماضى . أعرف الخيل الأصيلة و كيف تروض القلوب و الأشواق .
هى : لكنى لست بمهرة تروض إنما أنا إمرأة بقلب ذبحه الهوا ولا يجد سبيلا للنجاة .
هو : أعلم عزيزتى بعمق جرحك . و أعلم أن لا أحد إستطاع أن يجد لقلبك الدواء . الكل ينظر من الأعلى لا أحد نظر للأعماق .
هى : و هل ستكون أنت الدواء ؟!
هو : أول نظرة لكى لم أرى عيناك إنما نظرت إلى أعماقك . دواءك بقلبى و هو قطعة منى تجمع بين روحى و جسدى لتنبض بالحياة و ها أنا أهبه لك .
هى : إنتظر كيف إهتديت لى ألم يكن لقاءنا صدفه ?!
هو : أجمل و أصدق الأشياء عشقا تأتى صدفه . المرأة التى تجذبك إلى الحديث قادرة على سرقة أعماق روحك و ليس قلبك فقط .
هى : يا سيدى رفقا بحالى فأنا مسافرة إلى نهاية العالم . أبغى الهروب . كيف تريد منى العودة ؟! هل مجدد سأموت ؟! قلبى ذبح مرة فأصبحت بلا روح و أنت فارس عن هواه يبوح !!!
هو : صغيرتى مهما سافرتى سأنتظرك فى أخر بقاع الأرض و أخر محطة للقطار .
هى : هل ستترك العالم و ترحل معى ترحل من أجلى ألا تخاف الفشل او أن تضيع مه الأحزان .
هو : أنتى نصف الروح التى بحثت عنها لأعوام . فلا عالم بدونك فأنتى عالمى من الأن .
هى : يا سيدى كيف أثق بالعشق من جديد ؟! كيف يأخذنى الطريق لأجدنى أرحل إليك ؟! ليست لى قدرة على الحيرة فقد تملكتنى الأحزان . لما إخترتنى و أنا بأخر الزمان .
هو : لأنك نهايتى .
هى : لما فضلتنى على سائر النساء ؟! هل كنت تبحث عنى حقا ؟!
هو : نعم فأنتى نبضة القلب و رعشة الروح .
هى : هل يكون بهواك الترياق ؟!
هو : لا أدرى . فما إجابتك على السؤال ؟
هى : نبضة قلب و رعشة روح أخبرتنى أن قلبك دواء قلبى المنشود .
هو : أذا هيا معى نمتزج فى روح واحده و نبحر بعيدا عن هذا العالم . هذا وعد قلبى ووعدى لك .
لم ينطق اللسان بالكلام بل كانت العيون تقرأ و القلب يسمع النغمات . حتى تكلما من بعد السكات
هو : أتوافقين على الزواج بى ؟
هى : لا اعلم كيف و متى إجتمعنا وما تخفيه لنا الايام لكنى بتلك اللحظة أشعر بالأمان لذا نعم اوافق يا دواء قلبى المجروح .
حقا بعد كل ظلام نور ورسالة أمل للحضور فالأرواح تتلاقى لتصنع المعجزات .