3*/ " خفقـات مشـروطـة "

98 6 20
                                    

" إن لم نتشارك الحياة معًا، فلا حياة لي دونك "

جفاها النوم تلك الليلة، لا تعلم أم من فِرط قلقها؟ أم هذا الهاجس الذى يخبرها بقدوم شئ يتوجب عليها انتظاره؟ لا تعلم ما الشئ ولكن نبضاتها المرتبكة تدل على انه ليس بالشئ الجيد مُطلقًا..

أخذت تجوب الغرفة بتشتت؛ هي قلقة وهو غير متواجد!!
لا تعلم لمَ تلبستها كل تلك الوساوس ولكن لقائهما الأخير لم يكن بالمطمئن لها...

" كان يود التماسك ولكن ظهر سؤاله راجيًا اجابتها:
- مش هتنسيني صح؟
اجابته بنبرة اقرب للرجاء منها للتأكيد :
- انت هترجع تاني زي كل مرة.
وبتمسك شع من مقلتيها المتورمتين من كثرة البكاء، امسكت بكفه راجية عيناه التأكيد لها:
- هترجع صح؟ "
.....

أدمعت عينيها فور تذكرها لأخر كلماته لها، هى الدائمة الكره لعمله وإن كانت تمتلك السلطة لتغييره لكانت جعلته يستقيل بلا تردد؛ ورغم أن مهنتة سامية؛ فهو من حماة الوطن إلا انها تظل في قلق دائم فور خروجه لإتمام أي مهمة.

تأقلمت مع قلقها واخذت تُصبر قلبها بعودته في كل مرة، ولكن هذه المرة ليست بشبيهة مثلها، تشعر بوجود ما يخفيه عنها... تشعر بعدم قدرتها على رؤيته من جديد!!

توجهت الى الشرفة لتقف بها مُحاولة استنشاق اكبر قدر ممكن من الهواء البارد عله يُثلج أفكارها المشتعلة قليلًا، تطلعت على المدينة أمامها؛ الجو ممطر.. بارد.. لا يوجد صواعق ولكن تخيم الوحشة على ثناياه وكأن خوفها الداخلي انتقل ليفرش ستارة على العالم من حولها.

افزعها رنين هاتفها مُعلنًا عن وصول رسالة نصية لتفر عبرة من مقلتيها متنبأه بأنه هو صاحب تلك الرسالة!!
وابتسمت بمرارة ومَن يكون غيره ليُراسلها في هذا الوقت!!

التقطت هاتفها وهى تتحسس بنصرها الأيمن تتلمس تلك الحلقة الذهبية خاصته وكأنها تطمئن قلبها بوجوده معها، فتحت الرسالة لتجد تلك الاربع أحرف الذى داوم على ارسالهم لها من وقت مغارته لتلك المهمة

" بحبك "

وقد كانت بوابة عبور لتذرف مقلتيها ما بهما من قطرات مُخزنه، لا تعرف ما بها ولكن انبئها حِدثها بأنها ستكون أخر كلماته لها.

استندت على سور الشرفة وأدلت بجسدها للأسفل حيث شرفته!! فمن لطف القدر عليها أنه يسكن مع عائلته بنفس بنايتها، لتُعيدها ذاكرتها إلى احد المواقف بينهما....

" - انتِ مش هتجبيها لبر بقا، اتعدلي يا بنتي بدل ما نلاقيكي فى الشارع.
- ملكش دعوة يا أخى انا متعودة أبص لتحت كده.
- انتِ مش أخده بالك انك في السابع صح؟
أخرجت لسانها لتزيد من استفزازه قائلة:
- لا مش أخده وبطل كلام الناس المملة ده."
.....

ظهر شبح ابتسامة على شفتيها فور مرور طيف تلك الذكرى بمخيلاتها، كانت تحب استفزازه وكان يعشق مشاكستها، نظرت للسماء لتجد تلك النجمة اللمعة خاصتها؛ آنيستها وقت غيابه
فتسارعت نبضاتها وأخذاتها ذاكرتها للحظة أخرى مميزة بينهما....

اسكريبتاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن