القطعة الثالثة مني.

37 6 0
                                    

...

أعلمُ بأنك هنا، لذلك أحرصي على الأستمتاع بقصتنا.

...

عَينايَ تَذرُف الدمُوع!.
نَعم أبكي لاجلها.

مَسحتُ حَبات الأسى المُعلقة على عينياي ورفعتُ هاتفي من على صدري لاقوم بتشغيل أُي اغنيه لـكي أكسر ذلك الصمت بيني وبين عَقلي!

أخذت المُوسيقى الكلاسيكية تملئ الغُرفة، ليظهر صوت المُغني يُلحن تلك الكلمات التي لَطالما كانت تُؤلم قَلبي!..

هَل تعلم كَم حارَبت؟.

حَتى أُبقيكَ بجانِبي.

هذا الحُب لن يَتغير ابداً.

لَكني قد أُصاب بالجنون.

دُموعي وصوت عقلي يتحدثان بطريقة مختلفة ما ان أخذَت كلمات الاغنية تضرب عقلي لتعود بـيَ الذاكرة الى يَوم كُنا، يوم كُنا نَنام ونَحن نتحدث على الهاتف، أيام لم يَكن فيها سوى أنا يحتل هذا الجسد!.

هذا الجسد، الذي كان يُقدسها، يَعشق تفاصيلُها.

توقفت مسامعي عن التركيز على الأغنية، أنها ترفض سماع صوت غير صدى صوتها الذي عاد ليملئ فراغ الصندوق الموجود في رأسي، والذي لايحوي شيء غير تلك الصور المعلقة بداخله، أنها لها.
كُل شيء فيَّ وأليَ يعود لها.

"لَكني قد أصاب بالجنون"
أجل!، لفرط حُبها أصـبت بالجنون، أصبت بالجنون مُنذ اليوم الذي طَلبت فيهِ الأنفصال.
جُننت مُنذ ذلك اليوم، الذي قالت فيه بأنها لاتُريد الأستمرار في خداع نفسها وخداعي!..
أُحدثكم ياسادة عن يَوم مَـماتي

"لذا ... و كنهاية لهذه الحكاية الجميلة دعنا نكتب سطور الموت الاخيرة"

قَتلتني وأنا على قيد الحياة.
لازلت أتنفس ولكن بدلاً من أنفاسها النقية، تَلوثت أنفاسي وهذا التلوث صَنع أثنين في هذا الجسد المُجرد من المشاعر، هذا التلوث صَنع مرضاً فَتاكاً ينهش الفؤاد، يحاول قَتل حُبي لَكِ، وهو ليس على دراية بأن مايحاول نزعه هو مايبقينا على قيدُکِ نعيش.

لم أكن أدرك اني لم اكن انا ولم يمر سوى عدة ايام وعدتي ولكنهُ كان هُنا، وكان قاسياً مع قَلبكِ الرهيف، وتجرئ وجعل من عينيك تذرف ما يكره ويحرق فؤادي.

عُدت بطريقة غريبة، فقد نهشني الشوق في ساعات اليل الأخيره، ولم أكن أفقهُ شيئاً، طَالبتُ بكِ ناديتُك وسط خرابنا، وماذا كنت أتوقع غير الرفض!؟. وقد فعلتِ، فَـبعدما جَرحتُكِ يَستحيل العفو، ولكني طَلبتهُ وايام قليلة فقط وعُدنا لاحضان بعض، عُدت أتنفسك، عُدت حيث ملجئي منذ خَمس سنين، المكان الذي احميه واحتمي فيه.

ايام من شهور قليلة وعاد التَلوث، عاد المرض الخَبيث، وأبتعدتُ، لقد فَقدت أنفاسي مُجدداً، انا من أفقَدتُ نفسيّ نَفسي.

أحتاجُكِ الأن ولا أجدك، احتاجُكِ بَعد أن أدركتُ ما هيئتي، وقَد أقسَمت بأنني لن أعود وانا أُدرك بأن ذلك المرض سيعود ليخرب بيننا.
التخلص منه أولاً واجب، ليتَسني لي العيش مَعكِ بسلام، ليتسنى لنا الشجار والمزاح وتَبادل القُبل بِحب وأعود لانام بين يديكِ.

يؤلمُني هذا البُعد الذي لم اعتدهُ أكثر منكِ، فأنا ذَلك المهووس الذي لم يُبدي أي ردة فعل ملحوظة، أنا أحتَرق لَكن بِصمت.

أسمَحي لي بِتَقبيلُكِ لأخر مَرة، "لِتَكُن قُبلة الوداع."

...

ألى لقاء اخر.
...

تَناقُض.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن