الجزء الثالث

9 2 0
                                    

بدأت أتجول في السوق و أنا كلي منبهر بما يحيطني. نسيت كل ما حدث لي و قررت أن أستمتع بجولتي هناك فقد تكون هذه آخر مرة لي هنا.
لقد كان على طول الرصيف بائعون غير قانونيين تارة يبيعون ما يملكون و تارة يهربون من الشرطة قبل أن يمسكوا بهم. بينما أصحاب الدكاكين كانوا يتشمتون عليهم، فالبائعون المتجولون يقدمون سلعهم بثمن أرخص منهم لذا فأغلب الناس يشترون منهم.
كان عالما جديدا بالنسبة لي، كنت مندهش حقا مما أراه لكن بعد مرور بضع دقائق من تواجدي هناك شعرت بألم في أذناي بسبب كمية الصراخ فتوجهت نحو بضع الأزقة لعلي أجد مكانا هادئا و قد كان ذلك أفضل قرار اتخذته في حياتي.
بقيت أدخل و أخرج بين الأحياء حتى وجدت نفسي أمام النهر و لكن لم يكن الشيء المثير هناك. بل المثير هي تلك المحلات الزجاجية التي تطل عليه و المقاهي أيضا. لقد كان عالما مختلفا عن الذي كنت فيه.
على طول الرصيف، لا يسمع سوى قهقهات خافتة هنا و هناك. نساء يرتدين أجمل الفساتين و الحلي. و رجال هنا و هناك يتحدثون عن العلوم أو عن السياسة. لقد كان عالما يختلف كل الاختلاف عن الشارع الآخر. لقد رأيت مقهى ذو واجهة زجاجية ينبعث منه الدفئ و الهدوء و قد أخذت عهدا على نفسي أني يوما ما سأجلس هناك و أراقب النهر و الناس. و أنا أتمشى قليلا لفت انتباهي شيء مستطيل زهري اللون فوق الأرض، لما حملته وجدتها محفظة النقود.

جوليان : ماذا كان بها ؟
-حسنا، لقد كانت مليئة بالأموال طبعا مع بطاقة تعريفية و صورة لعائلة.
-و ماذا فعلت بها ؟ سأل جاد
-بدأت أبحث عن مالكتها، و التي قد تكون واحدة من الفتيات في الصورة.

بدأ لويس في التحقق من النساء المتواجدات بقرب المكان الذي وجدت به المحفظة. ثم توسع في نطاق بحثه داخل متاجر الملابس و الحلي. لقد كان في كل مرة ينبهر بما يراه و لكنه يعيد تركيزه ليجد صاحبة المحفظة الوردية.
بعد بحث دام لخمسة عشر دقيقة، لفتت انتباهه امرأة في الأربعينيات من عمرها و التي قد رآها سابقا في الصورة المتواجدة داخل المحفظة. لقد كانت تبدو حزينة و محتارة و هي تحاول اتخاذ قرار بشأن الملابس التي اقترحتها العاملة عليها.
أردف لويس في عقله : هل هي جادة ؟ تلك الملابس قبيحة جدا. لم يتردد لويس أبدا، دخل و توجه نحوهم مباشرة
-مرحبا أيتها الانسة، أعتذر على الإزعاج
تفاجئت السيدة قليلا ثم نظرت نحو الطفل الذي ناداها بآنسة و الذي استلطفته جدا بالمناسبة
-أنا مسرورة لأن أحد ما يراني كآنسة، كيف يمكنني مساعدتك ؟
قاطعتهم العاملة : أنت أيها المتشرد كيف تتجرأ على الدخول بحذائك المتسخ هنا ؟
لم يعرها اهتمامه أبدا و بدلا من ذلك أكمل ما جاء لفعله
- هل و بالصدفة قد أسقطت محفظة النقود خاصتك يا انسة ؟
استغربت السيدة من السؤال و فتحت حقيبتها لتجد بالفعل أن محفظتها مختفية
شعرت بالتوتر و هي تبحث : يا إلهي محفظتي الوردية هي المفضلة لدي و بها بطاقة هويتي
قاطعها لويس مادا المحفظة لها : لا تقلقي يا سيدة، لقد وجدتها في الخارج و قد تعرفت على صاحبتها بفضل الصورة داخلها. و بالمناسبة هذه الملابس بشعة جدا أنصحك بأن لا تشتريها.
ضحكت السيدة على ما قاله و عانقته : شكرا لك أيها العصفور الصغير و نادني مارغريت بدون سيدة.
قاطعتهم العاملة مرة أخرى : ليدي مارغريت يستحسن أن تبحثي داخل الحقيبة فلربما قد سرق منها شيئا.
انزعجت الليدي جدا لتجيبها : هذا ليس من شأنك و الآن اغربي عن وجهي قبل أن أتسبب بطردك، لا تنسي أن تعتذري منه قبل ذهابك.
و بالفعل اعتذرت العاملة بشدة. أما مارغريت فانتظرت ذهابها لترتسم ابتسامة جميلة على وجهها ثم سألت لويس : أخبرني ما الذي تفعله هنا لوحدك؟ أين والديك ؟

قاطعه جاد قائلا :إنها لطيفة، لكن تبدو فضولية قليلا و ثرثارة
ضحك آرثر مجيبا إياه : كوالدك تماما
أعطاه لويس نظرة جانبية ثاقبة و لم يجبه

لكنه أجاب سابقا في الماضي سؤال مارغريت : والداي متوفيان و أنا هنا أتجول فقط.
بعدما سألته السيدة، لويس لم يستطع كبح فضوله و سألها بدوره : إذا كنت لا تمانعين مارغريت، لماذا أنت حزينة ؟
تنهدت مارغريت بشدة : كما تعلم، أنا متزوجة منذ عشرون سنة و مؤخرا زوجي بدأ يخبرني أني أرتدي كالعجائز و أنه يشعر بالخجل من التواجد بقربي. و الآن أبحث عن ملابس جيدة لأننا سنذهب لحضور حفلة ليومين لكن لا أعرف حقا ما علي اقتناءه. أتعلم لم يكن يريد أخذي معه لولا أن عائلتي مدعوة أيضا.
-يا له من شرير بائس. لا تقلقي سأساعدك في الاختيار فقط أخبريني كم ستحتاجين
تدخل جوليان هذه المرة : أبي هل جننت ؟ كيف ستعطيها نصائح الموضة و أنت كنت محاطا بمجرمي الموضة. واااه، لقد تحمست كثيرا لتقترح ذلك أيها العصفور الصغير
ضربه لويس على رأسه : اصمت أيها البائس لقد أخبرتك أن حس الموضة قد ولد معي. ولدت لأكون مصمما و منسقا. و الان اخرس دعني أكمل

مارغريت : حسنا أحتاج ملابس للرحلة واحدة للذهاب و الأخرى للإياب. أربعة فساتين و ملابس مريحة إذا أردت القيام بنشاط ما.
-اممم، حسنا هيا بنا.
-إلى أين أيها العصفور ؟ لقد لفت انتباهي بعض الثياب هنا
-لا عجب أنك لا تجيدين اختيار ملابسك. اتبعيني. و أيضا ... توقف و أمسك يدها ثم قبلها بعد أن قال :اسمي لويس مارغريت تشرفت بلقائك

جوليان : والدي هل كنت تحاول التغزل بامرأة مسنة ؟
-المسن هو أنت. اصمت

أمسك لويس يدها و أخذها معه لمتجر قد رآه سابقا
-لويس تبدو هذه الملابس للفتيات ذواتي العشرين من عمرهن و ليس لمن هن مثلي في الأربعينيات
-لقد اعتقدت أنك آنسة في الأول، ليس لأنك في الأربعينيات سترتدين ملابس كجدتي، فقط ثقي بي.
-حسنا سأضع ثقتي الكاملة بك.

هل سيكون لويس محل ثقة مارغريت ؟
C'est ce qu'on va découvrir la prochaine fois.
Je vous aime 🖤

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 29, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الفتى الفضولي VKOOK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن