القاعدة الأولى لا تُحدث الفوضى أثناء عملك .
رددّ ماركوس بجملته فأردف آدم بحنق :
أين المتعة !
ردّ الآخر بسخرية :
تجدها بين جدران السجن .. هل أنت أحمق !
تمتم بتعجب من نعته له :
لا !
أشار ماركوس بصرامة :
ستتحرك الآن وتنفذ أوامري دون أي فوضى سمعت ؟
تحرك آدم داخل المطعم هامساً بغيظ من ذاك الأحمق الذي يجبره على أن ينفذ أوامره ، ارتدى ملابس النادل وبدأ في سرقة الزبائن كما فعل الآخر حتى أشار له بأن يتحرك للخروج عندما لاحظ رجل سرقة هاتفه ،كاد أن يخرج فأوقفه الرجل صارخاً بغضب :
أنت يا فتى توقف .
أشار لماركوس بعينه على الباب بأن يرحل ولكنه رفض ، فالتفت ببطء شديد ويده تمسك بالحساء الساخن ثم رددّ بنبرة هادئة :
نعم سيدي ؟
صاح الآخر :
أريد رؤية تسجيلات الكاميرات .
أستمع لصوت أجش آخر يردد وهو يتناول طعامه بهدوء شديد :
لا تحتاج للتسجيلات السارق يقف أمامك !
صرخ الرجل بغضب وهو يهجم على آدم :
أظهر وجهك القبيح واعطني هاتفي .
رفع آدم الماسك أكثر على وجهه ودفع صحن الحساء في وجه الرجل بعنف فصرخ بتألم ، التفت صارخاً في ماركوس بأمر :
أذهب الآن ..
رفض ماركوس الهروب ودفع الحارس الذي كاد أن يهجم على آدم المنشغل في ضرب حارس آخر ، أخرج ماركوس مسدس وأطلق طلقة في الهواء فذعر المتواجدين في المطعم .
صرخ آدم عليه بغضب :
تباً لك لا تُخيف الصغار ..أطلق النيران هكذا .
أنهى حديثه وهو يخرج سلاحه مطلقاً النيران على الضوء فاستغل الظلام وركض للخارج رفقة ماركوس حتى وصلوا لمكان اختبائهم في إحدى المناطق الخاوية في روما .
هتف ماركوس من بين لهاثه :
كان هذا وشيكاً !
رددّ الآخر بمرح :
الفوضى رائعة أليس كذلك ؟
ارتفعت ضحكات ماركوس بصخب قبل أن يبتلع ضحكاته ويرفع المسدس في وجه الرجل الذي رددّ بهدوء :
أعجبني عرضكم ..
أدار عينه بلامبالاة على ماركوس وأكمل :
لم تعجبني كثيراً يا فتى فمنّ يحتمي في السلاح ليس برجل .
قاطعه آدم بجمود :
ماذا تريد أتيت للقبض علينا ؟
رسم بسمة إعجاب صغيرة :
تعجبني واحتاجك في العمل معي .
أردف آدم بسخرية :
يا رجل كدتّ أن تتسبب في موتي منذ قليل بعد إفشائك عليّ !
ردّ ببساطة :
كنت أريد رؤية مهاراتك ليس أكثر ..
مدّ يده ليصافحه وأكمل بجدية :
سُفيان موسى أريدك أن تنضم لفريقي .. كم عمرك ؟
أشار لماركوس بتنزيل السلاح وأجاب :
خمسة عشر عاماً .
أشار سفيان بعينه على يده الممدودة وهو يُكمل :
أرى الشجاعة والقوة في عينك وتلك أسباب كافية لتصبح مقاتل في فريقي ، قبل أن تُجيب تذكر أن حياتك ستتغير إن وافقت .
التفت الرجل ليغادر فأوقفه بسرعة وجدية :
موافق ولكن بشرط لن أترك أخي هنا سيأتي معي .
أبتسم سفيان بهدوء :
موافق أيها الشجاع ..العودة للحاضر :
تأكد أنني لن أنسى بشاعة ما مررت به .
همست توبا بكلماتها بتعب شديد فرددّ آدم بجدية :
لا تقلقي توبا لن نترك ذلك الحقير يتمتع بانتصاره .
ردتّ بغضب رغم تعبها البادي عليها :
لن يتدخل أحد منكم لم أمُتْ بعد ..
دق الباب تلاه دخول ماركوس وهمس لآدم ببضع كلمات فخرج الآخر بسرعة مما زاد من ارتياب يامن .
هتفت توبا وهي تعتدل لتجلس :
فين ماسال من ساعة ما فوقت ومش موجودة ؟
سعل يامن بتوتر فإن أخبرها ستثور أكثر وإن لم يخبرها ستحادث ماسال ومن الممكن أن تنتكس حالة الأخرى ، ردّ بتردد :
اللي خطفك ماسال حاولت تمنعه وضربها و.. وفقدت الذاكرة ..
صرخت الأخرى بهلع وعدم تصديق :
إيه ازاي !
حاول تهدئتها وهو يرمقها بقلق من هيئتها فهي تحاول التحرر من المحاليل وتصرخ بجنون :
بسببي .. هقتله والله هقتله ..
هدأت قليلاً ودخلت في نوبة بكاء عنيفة فوقف يامن ينظر لها بعجز وغضب شديد ، انفرج الباب ودخلت ملاك وآدم الصغير الذي وقف بخوف من هيئة توبا .
احتضنتها ملاك وهمست بصوت منخفض :
أهدي عشان الولد .
مسحت دموعها ومدتّ يدها لآدم ليتقدم :
تعالى وحشتني .
ركض الصغير نحوها وحاول الصعود فحمله يامن ووضعه على الفراش جوار توبا التي احتضنته بقوة وتُقبله وتبتسم من بين دموعها ، استمعت لهمس الصغير بحزن :
حقيقي ماما سافرت لتيتا صافين ؟
ردتّ بمرح حاولت صنعه :
أيوه مالك زعلان ليه ده أحسن وقت تنام فيه براحتك وتسهر وتلعب مع رفيف من غير ما عمو يامن يلاحظ .
رددّ الصغير بحزن :
بس أنا عايز ماما ..
صمت لوهلة وهو يتفحص جروحها المضمدة ثم سألها بخوف طفولي :
أنتِ متعورة ليه ؟
ضمته بحب وهي تجيب بمرح :
فاكر الشرير اللي أذى الناس الطيبين روحت أقبض عليه وحصل ما بينا معركة كبيرة ..
سألها الصغير بحماس :
ومين كسب ؟
ابتسمت باتساع وهي تدغدغه في معدته وعيناها كالجمر من شدة الغضب :
لسه في جولة تانية .. أنت وحشتني أوي هات بوسة .
ظلت تمرح مع الصغير الذي ارتفعت ضحكاته ، خرج يامن بعدما أطمئن على آدم وتوبا وترك ملاك برفقتهم .
أخرج هاتفه واتصل على قائده ثم هتف بجدية :
الوضع أتعقد أكتر توبا حالتها صعبة بس غضبها أقوى وماضي زي القنبلة الموقوتة بسبب اللي حصل لماسال .
رددّ القائد بنبرة هادئة :
سيب توبا تستجمع نفسها أما ماضي ده أكتر وقت بيقوى فيه .. المهم تعالى حالاً .
أغلق في وجهه فزفر يامن بحنق من ذلك المغرور وصعد لسيارته متجهاً للقاهرة .
أنت تقرأ
كل الآفاق تؤدي إليك
Mystery / Thrillerقالوا لك أن طرقكم لا تتلاقى وأن الحب لا يليق بنا .. وأنا أخبرك سراً " رغم البُعد الذي بيننا لا يوجد أقرب منك لقلبي " . وإن زاد البُعد وألهتنا الحياة ستتلاقى أرواحنا يا روحي ! الجزء الثاني من " رماد ماضي "