الفصل الثاني عشر

40 7 1
                                    

يكفي .. تعبت من الركض .
تفوهت آفاق بصعوبة هي ترتمي على الأريكة بإرهاق بسبب ركض آدم خلفها بجنون تعجبت منه وانتهى به الأمر جالساً على الفراش يوليها ظهره وقد قرر مخاصمتها .
مرّ بضع دقائق ووجدها تجلس جواره وعلى وجهها ابتسامة عريضة حمقاء مثلها ثم رددتّ بنبرة بريئة لاقت بها كثيراً :
قصرته منذ مدة طويلة قبل أن أراك وتظل تناديني بذات الجدائل ، لو كنت أعلم أن جدائلي تهمك لم أكن سأقصها من أجلك .
لانت ملامحه واتسعت بسمته بسعادة وقد استطاعت تبديد ضيقه فالتقط كفها وطبع قُبلة عليه :
سأسامحك لأن الخصلات القصيرة لاقت بك كثيراً ولكن ..
رفع سبابته بتحذير وضيق عيناه بجدية مصطنعة :
لن أناديكِ بذات الجدائل حتى ينمو شعرك أيتها الصلعاء !
دفعته في كتفه بغيظ ثم لاحظت كفه الذي أزال من عليه الشاش الطبي وظهر الجرح الذي على شكل برق فسألته بقلق :
مازالت تؤلمك ؟
هز رأسه بلا فعادت سؤاله :
منّ أصابك هكذا ؟
رمق الفراغ بحدقتيه الممتلئة بالغضب وأجاب بغموض قبل أن ينهض ويرحل من القصر بأكمله تاركاً خلفه آفاق تنظر لطيفه بريبة :
لا أعرف ولكن اقتربت كثيراً من معرفته .
انطلق بسيارته صوب المكان الذي أرسله ماركوس له وأخبره أن أحد رجال سيلفيا جاسوس لدى ماركوس منذ وقت طويل وأخبره بمكانها ، أخرج هاتفه واتصل على ماضي الذي أجاب وعيناه على الإشارة ينتظر أن تُفتح ويامن جواره بعدما تعطلت سيارته وقرر الركوب معه وخلفهم سيارة عمر بعدما حادثه يامن وأخبره بما وصل ماضي له .
أجاب ماضي عليه :
مرحباً آدم ما زلت تشعر بتعب ؟
ابتسم الآخر بفرحة من اهتمام أخيه وأجاب :
بخير عزيزي أتصلت لأخبرك أن ماركوس توصل لمكان سيلفيا وأخبرني وأنا الآن متجه له وأرسلت لك المكان فإن كنت تريد التأخر أفعل ما يحلو لك وأنا سأنهي ذلك الأمر فتلك الحقيرة المغرورة أكرهها بشدة .
ردّ ماضي بهدوء رامقاً يامن بضيق ليتوقف عن همسه بأن يخبره بألا يأتي :
في طريقي لهناك آدم اقتربت من الوصول لا تأتي لأن الأمر سينتهي قانوني ولا أريدك أن تتأذى .
لم يستمع لرده فعاود مناداته :
آدم أين ذهبت ؟
استمع لصوت احتكاك سيارة بالأرض بقوة بعدها صوت آدم الذي حاول جاهداً أن يخرجوا هادئ قدر الإمكان :
حسناً سأغلق الآن انتبه على نفسك .
قبل أن يسأله ماضي ماذا حدث كان الآخر أغلق الهاتف فلاحظ يامن قلق ماضي وسأله :
في حاجة ؟
أجاب بقلق :
آدم مخبي عليا حاجة الفترة الأخيرة بقى يتصرف بطريقة غريبة .
رددّ الآخر بحنق :
أصلا الواد ده بقى مريب أكتر ما هو مريب ..
ردّ ماضي بجدية :
متنساش أنه كان بيعاملك كده بسبب عمايلك مش منه لنفسه ده غير أنه خايف على أخته وده حقه .

على الجهة الأخرى كان آدم يسابق تلك السيارة التي ظهرت من العدم وأطلقت عليه النيران فور إغلاقه مع ماضي ، انتظر حتى أبتعد عن الزحام المروري وأوقف سيارته فجأة وترجل منها حاملاً سلاحيه وببراعة أطلق النيران على الأربع عجلات فترنحت السيارة وارتفع صوت احتكاكها بالأرض فتشتت من بداخلها صارخين بخوف من الموت .
بعد توقف السيارة أقترب آدم منها فترجل رجل منها وهجم على آدم مباشرةً فتصداه الآخر بلكمه في وجهه عدة مرات وركله في معدته وبعدها قيد حركته جاذباً يده خلف ظهره ودفعه على السيارة ثم سأله بنبرة هادئة :
من أرسلكم ؟
نظر الآخر لرفيقه الفاقد للوعي أثناء اصطدامه في أساس السيارة وصرخ بتألم بسبب ضغط آدم على يده :
لن أقول اقتلني وتوقف عن المحاولة فأنا لن أخون قائدي .
أردف آدم بسخرية :
يعجبني ولائك الغبي يا فتى ولكنني لن اقتلك فأنا لستُ بقاتل ..
جذب يده اليسرى فرأى وشم على هيئة علامة برق فحرك رأسه بغضب جاذباً يده بعنف مستمعاً لصوت طقطقة أثر كسرها تلاها صراخ الآخر وصوت آدم المتوعد :
فقط سأكسر يدك فلا بأس بقليل من المتعة !
صعد لسيارته مرة أخرى وانطلق بها متذكراً ذكرى سيئة عانى منها كثيراً .

كل الآفاق تؤدي إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن