{الفشلُ الأول!}

37 16 7
                                    

قالَ بحماس لينطلقَ بسرعة بالغةِ الخطورة بنظرها بينما يحلقُ في السماء بمتعة، تشبثت بهِ بهلع بينما تطلقُ صرخةً داوت في الأرجاء، ارتفعَ الأخرُ ليزيلَ يديها عنه، وهذا جعلها تهوي للأرضِ بصراخها الخائف، وبلحظةٍ سريعة التقطها وهي في الهواءِ تسقط، تشبثت بهِ برعبٍ خائفة مِن الشعور الذي أحسَّت به قبلَ لحظات، أمسكها بقوة كأنهُ يعانقها وهي تتشبثُ بهِ بخوف، فأردفَ بشيء مِن السخرية والمرح: هيا.. ألَم يكن ممتعاً؟

_أبداً!!

صاحت بهِ بينما تتمسكُ بهِ بذعر، فقال: مرة أخرى إذاً!. تركها ودفعها عنه لتسقطَ وسطَ صراخها، أخذَّ الأخرُ يقهقهُ بمرح قبلَ أن يحلقَّ بسرعة كبيرة باتجاهها ليمسكها بسلاسة قبلَ أن تلامسَ الأرض، حلَّقَ لها عالياً برسعة وهيَّ لَم تكفَّ عن الصراخ، أخذت دضربُ كتفهُ بقوتها الضعيفة وهيَّ تصيحُ به: توقف بسرعة! قهقهَّ بصخب ليتوقفَ بتدرج، نظرَ لوجهها المغروس في كتفه بينما تتعلقُ بعنقه بارتجاف وهو يمسكها حتى لا تسقط، فاتجَّه ببطءٍ إلى أحدِ الأسقف، أجلسها وجلسَ بجانبها ليقهقهَ بصخب، نظرت لهُ بغيظٍ عن أفعالهِ وعن سخريته، فراحت تنهضُ بينما تزمجر: أهوَّجٌ طائش!.. ماذا تعتقدُ نفـ...

لَم تكمل لتصرخَ بينما تفقد توازنها وتهوي في وقوفها للأرض، أغلقت عينيها وقَد تغلغلتِ الدموعُ منهما خوفاً على حياتها، فلَم تشعر بشيء، ففتحتهما ببطءٍ شديد وهيَّ ترصُ على أسنانها بقلق يغلِبهُ الخوف، لتجد ذاتها معلقة على ذراعيه، هو يمسكها.. أو بمعنى أدق.. يحملها وهيَّ بالهواءِ تقريباً، احتاجت لحظات لتتداركَ حالها، فصاحت بخوف تتشبثُ بذراعه بينما تثرثرُ بهستيريَّة: انزلني انزلني!!

قهقه بينما يأخذها ليعاودَ إجلاسها أين كانت، ابتعدَ عنها وابعدَ يدهُ التي تتشبثُ بها كالقطة، جلسَ بجانبها يتأملُ المدينة بهدوء، فقالت مقاطعة تأمله: مَن أنت؟

التفتَ لها يرمقها بتركيز، وهي لَم تزح أعينها عن سقفِ المنزل الذي يجلسانِ عليه، فأجاب: ألَم تَري أنيابي؟.. كما تقولونَ أنتمُ البشر.."مصاصُ دماء".

_ومَن هوَّ؟

تساءل: تقصدين الذي كان معكِ في الأمس؟

فأجابت: أجل.. مَن هوَّ؟

_لن أخبرك.. إن لَم يخبركِ هوَّ فلَن أفعل.

لَم تظهر رداً، واكتفت بالصمت، فنبستْ: أريدُ العودة..!

_إلى أين؟

تساءلَ بفهم ومعرفة للأجابة، لتردف: إلى المنزل.

لَم ينطق بشيء بالبداية، فتساءل: هل أنا ممل أم هناك سبب أخر؟

'°•The Moon Flower•°'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن