{حِوَار: أسَيَكونُ كُلُّ شَيء بِخَير؟}

24 13 2
                                    

وأينَ حلَّت ساعةُ الفجر.. كانَ يسيرُ وحيداً على الجسرِ مُراقِباً ظِلالَهُ المُتَعددة النّابِعة مِن كلِّ ضوءٍ مُعلق.

_ما بكَ تبدو كالمخذولِ؟

تساءلَ صوتٌ مِن خلفه فأجاب: لا أعلم..

_بدى كلُّ شيء بخير.. أحدثَ شيء؟

صمتَ قليلاً فأجابَ بهمس: كلا..

همسهُ لا يُسمع.. لكن مَصاصي الدماء ليسوا كغيرهم..

_لا أرى داعٍ لهذا الخذلان.. فما بكَ بحق؟

_حقاً لا أعلم..

أجابَ بصوتٍ مُتعب على سؤالِ سوريون ولَم يلتفت لَهما، ليَردف آرثر بضجرٍ: يا لكَ مِن مزعج!.. مضيتُما وقتاً طويلاً مع بعضُكما وباندِماجٍ تمامٍ على عكسِنا وها أنتَ تتشائم..

قالَ ليقلبَ عيونهُ بمللٍ واستخفافٍ، اتجهتْ سوريون لأمامهِ مُكوِّبةً وجههُ في كفَّيها قائلة باستلطافٍ لهُ بعدَ أن أطلقت تآوهاً لطيف: هل أنتَ منزعجٌ مِن غريبِ الأطوارِ هذا؟!

ما إن تجللَ صوتها لمسامعِ آلبيرت حتى فتحَ قزَّحيَّتيهِ على مصرعهِ بدهشة، استدارَ مُنتفِضاً بسرعة ناظِراً إلى التي نعتتهُ بـ "غريب الأطوار" بفاهٍ مشقوقٍ، بينما هيَّ تابعتْ حديثَها لابن عمِّها: هوَّ لا يَستحقُ ملاحظتكَ ولا اهتمامكَ لذا دعكَ منه.. لا يجبُ أن تدعهُ يُفسِدُ بهجتك.. حسناً؟!

أنهت كلماتِها بالطفِ والحنان؛ فالأنثى دائماً ما تَملكُ الحنانَ والعطفَ بيَديها.

_غريبُ الأطوارِ إذاً؟!

نطقَ بصوتٍ عميقٍ غليظٍ مُظلم بينما يقفُ في الهواءِ خَلفها، تحمحمتْ الأخرى ولَم تلتفت لهُ، نظرتْ في أعينِ آرثر بشيءٍ مِنَ التوتر لتردفَ بتَلبكٍ: إذاً.. الأن يا.. آرثر.. أنا حقاً بحاجة لمساعدة رجلٍ قوِّيٍ شجاعٍ مثلك.. والأن... وداعاً!

قالت كلمتها الأخيرة لتَنطلِقَ بسرعةٍ كبيرة مبتعدة عنهم، وما هيَّ إلا لحظة لتَتَخافى عن الأنظارِ.

_هَوجاء!

_آلبيرت..!

هسهسَ آرثر اسمَ صديقهِ بحدةٍ، لينظرَ لهُ ويقلبَ بُندُقيّتيهِ بضجرٍ.

_لمَ أنتَ منزعجٌ هكذا؟

_مَرارتُ الأحداثِ تُسيءُ جَمالها..

_وجَمالُ الأحداثِ تَكسي سُوءَها..

أجابَ على كلماتهِ بهدوء ليقتربَ منهُ ناظِراً لوجههِ بعطف، قالَ: ستُحلُ كلُّ العُقد.. تَنفس قليلاً.. كلُّ شيء بخير!

'°•The Moon Flower•°'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن